إبراهيم عثمان يكتب: الحق السوداني والصلف الإماراتي

إبراهيم عثمان
المستشار الإماراتي عبد الخالق عبد الله: (تواصل الإمارات دورها الدبلوماسي النشط كعضو رئيسي في الرباعية، وهي أهم منصة دولية معنية بالملف السوداني، للضغط على طرفي النزاع للعودة إلى المسار السياسي، دون أن تعير اهتماماً للاتهامات المسيسة بأنها تدعم طرفاً بعينه)
* إذا كانت الإمارات ترى أن من حقها أن تفرض نفسها كوسيط، و”ألا تعير اهتماماً” للمطالبات بوقف عدوانها، فإن من حق السودان ألا “يعير اهتماماً” لما تحاول فرضه عبر التخفي داخل وساطة جماعية تقوم فيها “بدور نشط” يتكامل مع دورها النشط في الميدان!
* لو قبلت حكومة السودان بوساطة الإمارات في ظل استمرار عدوانها، أو في اليوم التالي لوقفه ــ ولو جاءت متنكرة داخل وساطة جماعية ــ فهذا يعني أنها إمّا مهزومة ميدانياً أمام رباعية العدوان وملحقاتها (الإمارات، تشاد، كينيا، الميليشيا، … ) وتبحث عن تحسين ”بقية” شروط الاستسلام، بعد أن قبلت بخسارة “أولها”، أو إنها قبلت بالهزيمة الدبلوماسية!
* لو أن شخصاً أوسعك ضرباً بلا مبرر غير العدوان المحض، ولذلك أنكر أنه يضربك أصلاً، ثم توقف مضطراً عن ضربك بزجرةٍ من زاجرٍ قوي، فهذا لا يجعله حَكَماً محايداً وعادلاً، ضمن آخرين، بينك وبين خصمٍ كان قد استخدمه في ضربك، فما بالك إذا كان لا زال مستمراً في ضربك!
* ذات الشيء ينطبق على الإمارات، فحتى لو أوقفت عدوانها على السودان تماماً (بزجر أمريكي، لا بضغط الرأي العام السوداني الذي لا تأبه به) فإن هذا لا يمنحها، في اليوم التالي، شرط الحياد الذي يخولها “الوساطة” ، مع آخرين، في السودان. فما بالكم وعدوانها مستمر، بل ومتصاعد!
* لذلك تبدو الرباعية وكأنها آلية صنعتها أمريكا لحل مشكلة الإمارات بإعادة إنتاج صورتها كوسيط وحمامة سلام أكثر مما هي آلية لحل مشكلة السودان معها ومع الميليشيا. بل إن الإمارات عبر الرباعية تنتقل من “إعادة التأهيل” إلى “إضافة” الضغط الدبلوماسي إلجماعي إلى ضغطها الميداني!
* بينما ينظر عامة السودانيين إلى وجود الإمارات في موقع الوسيط، وقدرتها على تمرير أجندتها بوصفها شروطها للسلام، كأسوأ ما في مبادرة الرباعية، تتعامل تأسيس وصمود مع هذا الوجود، وهذه القدرة، كأفضل ما في المبادرة!
نقلا عن st
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...