الطاهر ساتي يكتب (عدت سنة)

:: في يوم الخامس والعشرون من أكتوبر قبل عام؛ أذاع رئيس المجلس السيادي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بيان تصحيح أخطاء البدايات؛ تحت مسمى تصحيح المسار.. والاسم صحيح؛ تصحيحاً للمسار كان أو للبدايات، فالشاهد كان خطأ فادحاً اختزال ثورة الشعب في فئة متحزبة؛ واعتبار أن هذه الفئة هي الممثلة للثورة؛ وغض الطرف عن ملايين لا تحمل بطاقات تلك الأحزاب..!!
:: وكان خطأً فادحاً تسليم سلطة انتقالية؛ ذات مهام وفترة محددة؛ لمن لا يمثلون غير أنفسهم وأحزابهم؛ وذلك بعد تحويلها لسلطة مطلقة، تفعل ما تشاء بغير برلمان أو محكمة دستورية.. وكان خطأً فادحاً تشكيل حكومة بلا برامج غير التهريج؛ وبلا أهداف غير خطاب وأفعال الكراهية؛ ثم تشريد المستثمرين بواسطة لصوص زبيدة ولجان الابتزاز..!!
:: المهم رحم الله كل شهداء وضحايا العنف، وألهم أهلهم الصبر.. (عدت سنة)، وقد توفر للبرهان مناخ تشكيل حكومة كفاءات مستقلة؛ واستكمال هياكل الدولة؛ ثم المضي نحو صناديق الاقتراع ليختار الشعب حكومته المدنية، أو هكذا كان يجب تصحيح مسار الانتقال.. ورغم توفر مناخ التصحيح؛ عجز البرهان عن توفير الإرادة الوطنية؛ وذلك بالرهان على الأجندة الأجنبية وانتظار حلول فولكر والسفراء العرب والعجم؛ وهذا مؤسف..!!
:: كان يجب تصحيح مسار الانتقال بإرادة سودانية تشرع في بناء دولة المؤسسات (غير المتحزبة)، أو كما وعد.. وتفكيك كل أنواع الاحتكار وتقوية الاقتصاد الحر؛ لتكون المنافسة العادلة والشريفة بالجودة والسعر، بلا محاباة أو محسوبية أو محاصصات حزبية، أو كما وعد.. وخلق مناخ مُعافى بحرية واعية، وديمقراطية راشدة، أي دون المساس بأمن البلد وسلامة المجتمع..!!
:: ولحماية كل هذا؛ كان يجب تشكيل حكومة ذات مهام – وفترة – محددة، لا تتجاوز (24 شهراً)، تعقبها انتخابات حُرة، ثم سُلطة مدنية كاملة، يعود بعدها الجيش إلى (الثكنات)، أي بعد تسليم السلطة للشعب، وليس لهذا الحزب – أو ذاك – بلا تفويض.. وكل هذا لم يحدث رغم مضي العام.. لقد انتظر البرهان حلول فولكر، وما أسماه بالتوافق السياسي الكامل، ومثل هذا التوافق لم يحدث في تاريخ السودان..!!
:: واليوم، لم يعد لفولكر حلٌ سحري، ولكن هناك فرصة ذهبية.. يجب تجميع المبادرات عبر آلية وطنية يتم الاتفاق عليها، وبمراقبة الآلية الرباعية.. للطيب الجد مبادرة، لنقابة المحامين مبادرة مشروع الدستور، وللوفاق الوطني مبادرة؛ ولجامعة لخرطوم مبادرة، و.. و.. أربع مبادرات أو أكثر.. ورغم اختلاف أطرافها، فيها قواسم مشتركة، منها فترة الانتقال وحكومة الكفاءات، وغيرها..!!
:: وبحوار شامل؛ إلا من أبى، تستطيع الآلية الوطنية – بمراقبة الرباعية – صياغة مبادرة موحدة، بحيث تكون خارطة الطريق للانتقال.. هل يفعلها البرهان؛ أم سيتمادى في إهدار الفرص حتى يفنى ما تبقى من الشعب والوطن..؟؟

قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...