الطاهر ساتي يكتب : لما كانوا أبطالاً ..!!

الطاهر ساتي

 

:: لو أن تراجعاً هنا أو انسحاباً هناك كان ينزع صفة البطولة من الأبطال، لما كانوا أبطالاً، وعلى مر التاريخ فإن مواقف الشدّة تُصقل الأبطال ولاتُصهرهم ..ولاتذهب إلى إرشيف الأبطال في صدر التاريخ لتستشهد بهم، بل قف على شاطئ الحاضر و حدّق في أبطال متحرك الصياد ..!!

:: كانوا حماة البلد في نيالا، فغدر بهم آل دقلو و حاصرهم بعُربان الشتات، وقاتلهم (١٩٤ يوماً)، صدوا خلالها ( ٦٣ هجوماً)، حتى نفدت ذخيرتهم،فانسحبوا – بأمر القيادة – دون أن يتركوا وراءهم جريحاً أو سلاحاً..وهم الآن قادة و نواة الصياد الذي منه يرتعبون..!!

:: فالنهود في حد ذاتها ليست غاية لمليشيا آل دقلو الارهابية، بل هي محاولة لتعطيل الصياد عن الهدف الاستراتيجي، و هيهات، فاللعب مكشوف لعباقرة التخطيط وفرسان التنفيذ بالجيش..وناهيكم عن النهود التي فيها (يفنجطون)، فما نعلمه ونراه بعين اليقين فان مليشيا آل دقلو لن تهنأ بنيالا و الضعين ..!!

:: فالانسحاب لايعني الهروب، وهذا ما يجهله خريجي كلية النهب وعلوم الاغتصاب..فالانسحاب يُدّرس في الكليات العسكرية، وهو باب من أبواب القتال، وهو يعني مغادرة الموقع الى آخر وفق خُـطة وتقديرات وبلا خسائر، وهذا ماحدث في النهود، وقبلها في جبل موية و الجزيرة و سنار وسوكي وغيرها..!!

:: أما الهروب، فهذا يتم عشوائياً ومفاجئاً، وتصاحبه خسائر في الأرواح والمعدات، أو كما فعلت -و ستفعل- مليشيا الجنجويد.. يفرون كالأنعام حين تهاجمها الذئاب، تاركين خلفهم الأسلحة و الذخائر والعربات والجرحى و الكثير من المغيبين الذين لا يتمكنوا من الهروب أو لا يسمعون به ..!!

:: وكما كتبت قبل أسبوع، بعد أن كسدت بضائع الكيزان و دولة ٥٦، سوف تطرح مليشيا آل دقلو بضاعة استهداف الحواضن الإجتماعية..نعم، قريباً جداً، سيرتفع هذا الصراخ في دارفور وكردفان، ويومها لن يكون لآل دقلو والسافنا وبرشم وكل القتلة واللصوص والمغتصبين حواضناً غير المقابر ودول الجوار المتآمرة..!!

:: و نعم ..ما يُحزن في الانسحاب ليس فقدان الأرض، فالأرض لامحالة عائدة بإذن الله ثم بطولة الأبطال..ما يُحزن هو حال الناس و أموالهم، فالأوغاد الذين يتشدقون بالديمقراطية وغيرها من الحقوق، ليسوا بأهلها ولا حُماتها، بل ينتهكونها ويفتخرون بالانتهاكات لحد توثيقها و بثها بطرب وسعادة ..وليس في أمرهم عجباً، فالمرضى تسعدهم السادية التي تربوا عليها ..!!

:: ولكن، ناهيكم عن النهود، بل حتى لو سقطت الخرطوم مرة أخرى، وتبعتها الجزيرة وسنار، و حتى بورتسودان وكل البلد من أقصاها لأقصاها، لن تهتز ثقة الشعب في فرسانه، قيادة وجنود..وقد لاتعلم الإمارات و عُملاء الداخل والخارج بأن ثقة الشعب في جيشه (مُطلقة)، وبلاشروط ..!!

:: فالفرسان من يحددون التقدم والرباط، و الهجوم والإنسحاب، وحدهم ..مهما صدقنا وأخلصنا لبلادنا؛ فلن نكون أصدق منهم وإخلاصاً..هم من يطأون الجمرة و يحترقون بها..وهم من يتألمون على مدار الساعة، لينتصروا ..فالانتصارات التي تسعدنا من ثمار تضحياتهم بالروح و الدم والدموع..!!

:: لانعلم متى يجب أن يتقدم الفرسان؟؛ ومتى يجب أن يرابطوا أو ينسحبوا؟؛ وما ينبغي لأحد الإفتاء و التنظير بغير علم، فهذا شأن عسكري..فقط ما علينا أن نعرفه – و نلزمه – هو حماية ظهورهم ممن يرتزقون بالدرهم و الدولار والإقامات الذهبية ثمناً للبيع الرخيص ..!!

قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...