الزرقاء: متابعات
حملت الأنباء مساء اليوم الأربعاء ٩ ابريل، وفاة الفريق الفاتح محمد احمد عروة بالولايات المتحدة الأمريكية بعد معاناة طويلة مع المرض.
ويعد عروة من الجنرالات السودانيين القلائل الذين جمعوا بين العمل العسكري والاستخباري والأمني.
تخرج الفاتح عروة بالكلية الحربية في العام ١٩٧٠، كأول دفعة يشهد تخريجها الرئيس جعفر نميري بعد أحداث انقلاب مايو ١٩٦٩، حيث لم يمكث عروة كثيرا يثكنات الجيش لالتحاقه لأضابير جهاز امن الدولة في العهد النبوي ومان ذلك في منتصف السبعينات، واستمر بالجهاز حتى منتصف الثمانينات، حيث ارتبط اسمه ايامئذ بعملية ترحيل اليهود الفلاشا من الحبشة إلى اسرائيل، وهي العملية التي عرفت بعملية موسى ، لكن عروة اثبت معرفة دقيقة بأصول العمل الأمني والاستخباري، وخرج من بين تلك الاتهامات بتاريخ ناصع.
وفي عهد الانقاذ شغل الفريق الفاتح عروة منصب وزير الدولة بوزارة الدفاع.
وجلس على مقعد مندوب السودان الدائم في الأمم المتحدة منذ العام ١٩٩٦ – ٢٠٠٥، وبحسب دبلوماسيين جايلوا فترته أن لعروة يرجع الفضل في امتلاك السودان لمقر بعثته بنيويورك، والموجود حتى اليوم.
ومن الأشياء المميزة للفريق عروة، انه ضابط طيار وضابط استخبارات ، لنيله رخصة طيار جوي، وعمل لفترة في مجال صناعة الطيران بالقطاع الخاص، قبل أن يلتحق بشركة زين للاتصالات، وأصبح عروة الرئيس والعضو المنتدب لشركة زين السودان في العام ٢٠٠٨.
اكسبت فترته في بعثة السودان الدائمة بنيويورك، معرفة واسعة بالعلاقات السودانية الأمريكية حتى صار أحد أبرز الخبراء فيها، وكان له إسهام كبير في الحوار السوداني الأمريكي إبان فترة الرئيس عمر البشير.
نعاه الناعي اليوم من مقر إقامته بالولايات المتحدة، بعد معاناة من المرض، وكان آخر ظهور اعلامي للفاتح عروة ظهوره في منصة الكابلي بودكاست التي تحدث فيها عن ملف العلاقات مع أمريكا، وإمكانية احداث اختراق سوداني إيجابي في هذا الملف الذي لم يشهد استقرارا لفترات متطاولة.
رحم الله الفريق الفاتح محمد احمد عروة، كواحد من رجالات السودان البارزين، والذي كانت له بصمته في الحياة السودانية، والعزاء موصول لكل أسرة آل عروة داخل السودان وخارجه.