تقرير.. المعهد البولندي: حصار الفاشر يهدد بإبادة جماعية جديدة

الزرقاء: متابعات

حذّر تقرير أصدره المعهد البولندي للشؤون الدولية (PISM) من أنّ مدينة الفاشر، عاصمة دارفور التاريخية، تقف على حافة كارثة إنسانية قد ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، بعد أكثر من 500 يوم من الحصار الذي تفرضه مليشيا الدعم السريع على المدينة.

العلف غذاء السكان :

وأشار التقرير إلى أنّ الفاشر، التي تضم نحو 260 ألف مدني بينهم 120 ألف طفل، تعيش تحت قصف مدفعي وضربات متواصلة من الطائرات المسيّرة، فيما انعدمت الإمدادات الغذائية والطبية بشكل شبه كامل، ما دفع السكان إلى استهلاك أعلاف الحيوانات للبقاء على قيد الحياة.

مقاومة وردع:

وأوضح المعهد أنّ مليشيا الدعم السريع تسعى عبر السيطرة على الفاشر إلى إحكام قبضتها على دارفور ودفع “حكومتها” المعلنة نحو الاعتراف الدولي، على غرار تجربة اللواء خليفة حفتر في ليبيا. لكن هذه المحاولات تواجه مقاومة عنيفة من الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني، مدعومة بقوات “التحالف المشترك” من المقاتلين الدارفوريين السابقين.

الإمارات تدعم المليشيا بالمرتزقة:

وذكر التقرير أنّ الدعم السريع، المدعوم بالإمدادات والمرتزقة من الخارج ولا سيما من الإمارات وكولومبيا، ارتكب انتهاكات جسيمة خلال الحصار، من بينها تدمير كامل للبنية الصحية، اجتياح مخيم زمزم للنزوح وتشريد 400 ألف شخص، ومحاولات متكررة لقطع المياه عن المدينة. كما عمدت قواته إلى بناء متاريس ترابية حول الفاشر لمنع المدنيين والمدافعين من الفرار إذا انهارت خطوط الدفاع.

خطاب عنصري:

وربط التقرير بين هذه التطورات وخلفيات أيديولوجية، مؤكداً أنّ الدعم السريع يستند إلى خطاب عنصري يقوم على تفوق القبائل العربية الرعوية على المكوّنات الإفريقية المحلية، في سعي لفرض تغيير ديموغرافي يزيح غير العرب من دارفور. وذكّر بجرائم مشابهة ارتكبتها هذه القوات بحق قبيلة المساليت في الجنينة عام 2023، والتي اعتُبرت إبادة جماعية من قبل الولايات المتحدة.

وعلى الصعيد الدولي، لفت التقرير إلى أن بيانات مجلس الأمن والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي لم تغير الواقع الميداني، في ظل استمرار الدعم الخارجي للدعم السريع. ورأى أنّ الضغط الفعلي يجب أن يُوجّه نحو الإمارات، الدولة الوحيدة التي تملك نفوذاً حقيقياً على هذه القوات.

نداء دولي بالتدخل:

وحثّ المعهد المجتمع الدولي على التحرك العاجل لفتح ممر إنساني آمن نحو مدينة طويلة المجاورة، التي تستضيف مئات الآلاف من النازحين، إلى جانب فرض هدنة إنسانية تسمح بإيصال المساعدات، وتعطيل خطوط إمداد الدعم السريع القادمة من الإمارات وليبيا الشرقية وجنوب السودان وبونتلاند.

وأكد التقرير أنّ انهيار دفاعات الفاشر دون تدخل دولي قد يؤدي إلى واحدة من أفظع المجازر في السودان منذ اندلاع الحرب الأهلية في أبريل 2023.

المصدر: الأحداث

قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...