بخاري بشير
دشنت شركة نبتة للانتاج الفني والتلفزيوني النسخة الثالثة من (مهرجان الخرطوم الدولي لسينما الموبايل) وسط حشد نوعي من رموز المجتمع السوداني والجالية السودانية بمصر ، وذلك مساء السبت ١٢ اكتوبر ببيت السودان بالسيدة زينب وسط القاهرة.
جاء التدشين بنسخة جديدة فاخرة ومبهرة، وقد سبق للشركة بقيادة ربانها الماهر المخرج السوداني زائع الصيت سيف الدين حسن، أن تنجح في تنفيذ نسختين سابقتين من ذات المهرجان في الخرطوم، ما قبل انطلاق رصاصة الخيانة في ابريل ٢٠٢٣م.
لكن تحدي هذه النسخة الثالثة، أنها جاءت حاملة لعنوان (حكايات الناس والأرض)، وأنها النسخة الوحيدة التي ستوثق لأهم فترة من عمر الأمة السودانية، وهي فترة الحرب وما بعدها من شروخ ودمار ورماد.. جاءت نسخة سينما الموبايل هذه المرة لتحمل للناس وللعالم أجمع الرواية الحقيقية للحرب، وقصص البيوت وأوجاعها، جاءت لتعكس ما خلفته الحرب من آثار كارثية على الشخصية السودانية، وعلى السودان أرضه وضرعه، وعلى عازة ثقافة وتاريخا وحضارة..
جاءت النسخة الثالثة من مهرجان سينما الموبايل، لتحكي للناس وللعالم عن هذه الشرذمة الآثمة، وتفضح ماذا فعلت بالسودان وبانسانه، كما أن ذات النسخة من مهرجان سينما الموبايل، جاءت لتحكي عن بطولة شعب وفدائية جيش استطاعوا كسودانيين شرفاء أن يحطموا أضخم مؤامرة على بلادهم التي أحبوا .
أهمية النسخة الثالثة من مهرجان الخرطوم الدولي لسينما الموبايل، لم تأت بسبب أن من وقف خلف الفكرة هو الاستاذ سيف الدين حسن، صاحب التجارب الكبيرة في مجال الوثائقيات، وهو الفائز بعدة جوائز عالمية لجملة من الأفلام، ولكن الأهمية برزت من تحت ركام الحرب الضروس التي أصابت الخرطوم، فخرجت كاميرات سيف الدين، من تحت هذا الركام لتروي حكاية سودانية خالصة عنوانها الفداء والتضحية لأجل أن يبقى السودان.
تختلف النسخة الحالية من مهرجان الخرطوم الدولي لسينما الموبايل عن سابقاتها، لأنها مبادرة نهضت في أوج النزوح واللجوء الذي أصاب أهل السودان، وما سبقها من نسخ كانت في ظل السودان المستقر والآمن، أن ينجح الأستاذ سيف الدين في زمن السلم والاستقرار في النسختين الأوائل، فذلك شئ معتاد لمخرج الوثائقيات، ولم يرفع عندنا حاجب الدهشة، لكن أن ينجح الأستاذ سيف، وهو وأهل السودان يعيشون في أوج مأساة الحرب وغلوائها، ويكتوون بلظى الهجرة والنزوح ، فيخرج هذه النسخة الفريدة، بفرادتها الرائعة وأن يجمع حوله الرائعون في بيت السودان بالسيدة زينب، هذه هي عين المفاجأة التي تبلغ بالناس حد النشوى من الرضا، جاء التدشين فاخراً وفخيما بعظمة محتواه.
نجح سيف الدين ولجنته العليا التي شكلها للمهرجان، وهم يدشنون هذه النسخة من مهرجان الخرطوم الدولي لسينما الموبايل، وعقبال أن نفرح مع سيف ومن حوله من مبدعين بنسخة قادمة من قلب الخرطوم، في سودان العزة والكرامة، بعد أن ينفض عنه ركام الحرب وأوجاعها.. وهو تأريخ نراه قريبا.