دكتور خالد حسن لقمان يكتب : بعد اعلان مولده .. هل يتجه التيار الاسلامي العريض نحو الانتخابات … ؟؟ !!

 

.. قد لايكون من دفع بخبر اتجاه التيارات الاسلامية المنضوية تحت ما أعلن عنه أخيراً بإسم التيار الاسلامي العريض للانتخابات القادمة يشير الي قرار حقيقي تم اتخاذه في هياكل هذا التنظيم المتحد الوليد خاصة وان مخاض وجوده في الحياة السياسية السودانية لا زال متفاعلاً بين أطرافه العضوية وكأن ذلك المشهد يتشكل ليكتمل بالخروج المتتابع للتؤام الثماني الذي يستقبل المتحلقون حول أمه مع قابلتها وبدهشة وترقب اطلالة أعضائه الوليد تلو الآخر حتي يكتمل العدد او يزيد او ينقص علي توقعات الجمهور المتابع ..
.. ولكن وبالتأكيد فإن من صرح بهذا الخبر الذكي يهدف الي تحقيق عدة أهداف لعل أهمها وعلي الإطلاق الآتي :

-أولاً /
المضي قدماً بهذا التيار العريض ليتجاوز مرحلة تكوينه الأولي الي مراحل تفاعله وتعاطيه مع الوضع السياسي وهو هدف ذكي يسبغ علي هذا التيار الشرعية اللازمة بالسرعة الخاطفة المطلوبة التي تؤمن مساره و ترسخ من اقدام وحداته المتحدة حديثاً علي أرض صلبة تمثل مشتركات حقيقية انبنبي عليها تحالفها .

– ثانياً /
قلب الوضع السياسي الحالي للساحة السياسية ونقله و بالكامل الي مشهد جديد يخرجها من حيرتها الحالية الي خيار الانتخابات لتعتمده كقوي وتنظيمات سياسية كخيار أوحد متفق عليه بل و لابديل عنه وهي الرسالة الموجهة هنا للأحزاب السياسية التاريخية الكبري لتدخل في هذا المناخ الجديد مستصحبة تجربتها التاريخية و حجمها التاريخي فيها من خلال استفزازها بالتيار الاسلامي المنافس الذي نازعها مساحاتها منذ بداية الخمسينات مروراً بسنوات قفزاته المتتالية في الستينات والسبعينات وبلوغه اوج عظمته و تألقه في منتصف الثمانينات عقب ثورة ابريل التي اعلنته ضلعاً ثالثاً ضمن المعادلة الحزبية السودانية بقيادة الراحل الشيخ الدكتور حسن الترابي .

– ثالثاً /
توجيه الضربة القاضية التي تعلن خروج القوي اليسارية من تفاعلات الساحة السياسية الحالية عبر اقرار الانتخابات كمسار متفق عليه من كافة الاطراف بمباركة القوي الدولية ممثلة في الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي و هي القوي التي لن تجد مع القوي الاقليمية و الدولية الأخري مناصاً من تأييد هذا المسار الانتخابي و ان اخفت ما اخفت من تحالفات مع الكتل اليسارية الرافضة والتي من المتوقع عدم حماسها لهذا المسار في أول أمرها الا انها ستعود لتلحق بالركب الانتخابي بإعتباره نفقاً اوحداً يبقي لها بصيص من الضوء علي الأقل لعملية التمثيل الغذائي الذي يبقيها علي قيد الحياة و لن تكون ساعتها قد كسبت شئ سوي تأخر استعدادها للمرحلة التنافسية القادمة وهو الأمر الذي يزيد من توقع خروجها بخفي حنين في الجولة الانتخابية القادمة بما يقعدها في مقاعد المتخلفين هذا الا اذا ما عالجت هذه القوي الرافضة وضعها بالترتيب لتحالفات ذكية تهدف من خلالها لاختراق الاجسام الكبري ممثلة في الاحزاب والتنظيمات ذات الجماهيرية الحقيقية لتنقلها إلي دائرة الحكم حال فوز من تتحالف معه من تلك الأحزاب ليبقي هذا هو الخيار الأول امام القوي اليسارية لتتعامل وفقه مع المرحلة الانتخابية القادمة أما خيارها الثاني فهو أن تتجرأ هذه القوي اليسارية لتشكل هي الأخري تياراً يسارياً عريضاً يضم كافة القوي اليسارية والعلمانية الرافضة لاي وجود ديني في الممارسة السياسية لدولة السودان كما هي برامجها المعلنة .. وان حدث هذا بالفعل فإن السودان يكون قد نجح وكأول دولة في المنطقة العربية و الافريقية لتأسيس آلية سياسية ديمقراطية ناضجة للحكم تمكن من تبادل سلمي ديمقراطي بمثل ما نشأت عليه الديمقراطيات الحديثة من ثنائيات متنافسة كما في الولايات المتحدة بوجود الجمهوريين والديمقراطيين و في بريطانيا بوجود المحافظين و العمال و كذا في فرنسا وكافة الديمقراطيات الحديثة التي كان اساس نشأتها الاختلاف حول دور الدين في العملية السياسية .. وان حدث و اختارت القوي اليسارية هذا الخيار بالفعل معلنة عن تيارها اليساري العريض أسوة بتيار الاسلاميين العريض الذي اعلن عنه أخيراً فإن من حق الراحل الدكتور الترابي ان يرقد حينها قرير العين بعد ان يكون قد افلح ومن قبره ومن خلال ما أسماه ب ( المنظومة الخالفة المتجددة ) في ايجاد الحل السياسي للدولة السودانية والذي ظلت تبحث عنه منذ لحظة مولدها في منتصف الخمسينات من القرن الماضي ..

قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...