د. إبراهيم الصديق يكتب : ضربة نيالا: البعد المعنوي والنفسي

د. إبراهيم الصديق علي 
احدثت ضربة مطار نيالا وبعض الاهداف المهمة فى المدينة رعباً فى وسط مليشيا الدعم السريع المتمردة وداعميها وحاضنتها ، وكان صداها أكبر من دوي انفجارات..
لقد كان قائد ثاني المليشيا عبدالرحيم دقلو فخوراً وهو يتجول فى المدينة وصولاً إلى الفاشر وزالنجى ، بعد أن ساد اعتقاد كبير تم الترويج له بالحديث عن تحييد الطيران الحربي فى المعركة ، مع توسيع دائرة المسيرات الاستراتيجية وانتقاء اهداف متفرقة ركزت على مراكز الخدمات ومحطات الكهرباء والمياه..
وفجأة تبدد كل شىء وبضربة واحدة ، فى فجر السبت 3 مايو 2025م وفى الساعة الثانية صباحاً ودقيقتين ، واستمرت اصوات الانفجارات تسمع حتى السادسة صباحاً فى المدينة ، وتحدثت انباء عن ضربة اخرى..
التفاصيل كالآتي:
– ضربتان فى منظومة التشويش المتقدمة..
– ضربتان فى شارع الميناء البري (ويقال إنها منظومة تشويش)
– 6 ضربات متفرقة فى المطار ، على فترات متباعدة..
– هناك حديث عن خبراء اجانب ، هم فى الحقيقة مرتزقة ، لم اتحصل على معلومات دقيقة حولهم ، لكن المؤكد ، أكثر من 100 عسكرى (ضباط وفنيين ، منهم 38 من الرزيقات و25 من السلامات و7 من بني هلبة) ومن بينهم مسؤول تنسيق عمليات المطار..
ولهذه الضربة تأثير هائل:
– تم كسر معنويات المليشيا ، بعد أن حاولت آلة ومخططاتهم ترميمها بالحشود والمخاطبات ومهاجمة مدينة الفاشر والنهود واطلاق المسيرات الاستراتيجية..
– دقة الاهداف وتوقيتاتها ، تشير إلى معلومات موثوقة واختراق كبير فى جبهة أسرار المليشيا ، وهذا أكثر ما تخشاه ، وخاصة أن الأهداف القادمة قد تكون أكبر..
– تحقق حديث القائد العام للقوات المسلحة الفريق اول عبدالفتاح البرهان ، عندما اشار إلى أن تسليح الجيش السوداني دفاعي ولكننا سنمتلك ما يجعلنا ندافع عن بلادنا ، وهذا مؤشر مهم ، وقد تكرر الضربة مرة اخرى مساء امس السبت 3 مايو 2025م ، وشملت النهود والدبيبات ومناطق أخرى..
– تضييق الخناق السياسي من خلال تغييب فرص الدعاية والتزييف ، فقد سعت مليشيا الدعم السريع المتمردة الى إعلان تشكيل حكومة موازية فى فبراير الماضى مع حملة دعاية ، وحين تم تحرير القصر الجمهوري وعامة الخرطوم ، بدأ الترويج لحكومتهم ودورها فى تحييد الطيران الحربي ، وجاءت هذه الضربات لزعزعة كل شىء ، لعل كل ذلك يؤدي إلى اعادة النظر ، وخاصة للقيادات المجتمعية..
وسيكون الارتدادت أكبر على اطراف دولية واقليمية ، فقد قالت الحكومة الكينية قبل يومين فى بيانها (إن استضافتها لأحد الأطراف لا يعني تأييده أو تبني توصيات مؤتمره) ..
لم تكن مجرد ضربة قاسية على نيالا ، فقد كانت هزة نفسية وتدمير لهالة من الاكاذيب والدعاية من الصعب ترميمه بسهولة..
حفظ الله البلاد والعباد
وسدد الله الرمى وثبت الأقدام..
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...