د.ابراهيم الصديق يكتب:على يوسف وعمر : لماذا اقالوهم ؟..

ابراهيم الصديق علي
ستكون الاجابة على هذا السؤال ميسورة وساهلة إذا عرفنا لماذا وكيف تم تعيينهم ؟ وعلى هذا الأساس يمكننا أن نحدد اوجه القصور والخلل..
لقد استغرق تعيين هؤلاء الوزراء أكثر من 7 شهور ، فقد وعد الفريق اول البرهان وفد القوى السياسية بتشكيل الحكومة في أو قبل 15 يوليو 2024م ، ولكن قرارات التعيين صدرت فى نوفمبر 2024م ، وجاء قرار الاعفاء فى ابريل 2025م ، وهذا دلالة على أن المعضلة فى طريقة الاختيار ، ومنهج التعامل مع الوظيفة العامة فى الدولة..
لقد تم اختيار السفير على يوسف بناءاً على خبرته الدبلوماسية وسعة معارفه واطلاعه بخبايا تعقيدات العلاقات الدولية ، ومن الواضح أن هذا -كذلك – سبب اعفاءه ويؤكد ذلك اكثر من إشارة..
– وأولها : إحساس الوزير بأنه صاحب خبرة ودراية ، دفعه للعمل مع مجموعة منتقاة فى محيط الوزراة ، وبعيداً عن مجلس الوزراء حيث نادراً ما شوهد فى بورتسودان ، وكذلك بعيداً عن مجلس السيادة ، وهذه نقطة ضعف الوزير الاولي ، حيث من الضروري الأخذ والتفاعل كل حين مع مؤسسات الدولة العليا ، وفى هذا الظرف الدقيق ، فإن لرئيس مجلس السيادة دور كبير فى العلاقات الخارجية.
– وفى كل دول العالم ، فإن وزير الخارجية جزء من فريق الأمن القومي والفريق المصغر لإدارة الدولة ، ومن الضروري استصحاب مواقف وآراء قيادة الدولة السيادية والتنفيذية..
هذا – رأى تحليلي – بالطبع ، ومبني على وقائع كثيرة وشواهد متعددة ، واخرها زيارة الفريق اول البرهان إلى تركيا وعلى أهميتها ، فإن وزير الخارجية لم يكن ضمن مرافقي الرئيس..
وثانياً : – فإن لهذا الأمر ، بعداً آخراً ، وهو وجود خارطة عمل متفق عليها ، وغياب هذا الخيار جعل من التحركات الدبلوماسية مجرد استجابة للطوارىء وليس دفعاً لمسار مؤسس على خطة جامعة تجتمع فى نهاياتها كل (التحركات والافعال والاقوال ومسرح الأحداث) ، لا يمكن الفصل بينها ابداً ..
– وثالثاً: علينا ان لا ننسى انه و فى ظل زخم معركة الكرامة ، وتأخر تشكيل حكومة مدنية فاعلة ، اصبح الشق العسكري مستحوذاً على كل المشهد السياسي ، وظهور أى فعل آخر دون معرفة نقطة التوازن ستؤدي إلى تقاطعات وبالتأكيد فإن الخيار الراجح والاخير فيها إلى من (يملك القرار)..
– هذه – فى رأي – أسباب اقالة وزير الخارجية السفير على يوسف ، وهى جملة تراكمات إنتهت إلى خيار المفارقة ، والحديث عن اعفاء عدد 7 وزراء آخرين تكهن وليس حقيقة قائمة..
اما إعفاء وزير الأوقاف والشؤون الدينية دكتور عمر بخيت العقاري ، فهى تكمن كذلك فى ذات السبب الجوهري: طريقة الاختيار ، فقد تم ترشيح الوزير عبر رافعة اجتماعية ، وفى ظل حالة استقطاب ، فان ذلك أدعى إلى استهدافه بالتسريبات والاتهامات وغير ذلك من ادوات التنافس والتباغض ، ومع قرار إعفاء وزير الخارجية ، تم إلحاق الوزير د.عمر ..
حفظ الله البلاد والعباد
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...