رواتب بلا عمل.. كيف تدير جوجل صراع المواهب في سباق الذكاء الاصطناعي؟

على الرغم من استقالتهم، يحصل عددٌ من المهندسين البريطانيين في قسم «ديب مايند» بشركة جوجل العالمية على رواتبهم كاملةً فيما يشبه الإجازة مدفوعة الأجر لمدة عام، وذلك في إطار استراتيجية غير تقليدية تتبعها الشركة العالمية للحفاظ على كفاءاتها في مجال الذكاء الاصطناعي، عن طريق منعهم من العمل لدى شركات منافسة مثل «أوبن إيه آي» و«مايكروسوفت».

سنة مدفوعة بلا عمل

أكدت «جوجل» أن هذه الاتفاقيات تتماشى مع معايير السوق وتُستخدم بشكل انتقائي لحماية مشاريعها الحيوية، إلا أن عدداً من الموظفين يعتبرونها تقييدًا لحرية التنقل الوظيفي.

وتُعد اتفاقيات عدم المنافسة المتفق عليها في عقود العمل داخل قطاع التكنولوجيا، لا سيما في المجالات الحساسة كأبحاث الذكاء الاصطناعي من أبرز الوسائل التي تعزز احتكار كبرى شركات صناعة التكنولوجيا للتقنيات الحديثة.

ووفقًا لما أورده موقع «بيزنس إنسايدر» تُعتبر المدة الزمنية البالغة 12 شهرًا طويلة مقارنة بالمدة المعمول بها عادة، والتي تتراوح بين 3 إلى 6 أشهر.

تقييد الحرية المهنية

برغم ما يبدو من جاذبية الحصول على راتب دون أداء مهام عملية، أبدى بعض الموظفين السابقين تخوفهم من الابتعاد عن مجالٍ يتطور بسرعة فائقة، وعلّق أحدهم قائلًا عبر منصة «إكس»: «عام واحد في عالم الذكاء الاصطناعي يعادل الأبد»، في إشارة إلى تأثير الانقطاع الطويل على تطورهم المهني.

وبدوره، انتقد ناندو دي فريتاس، نائب رئيس مايكروسوفت للذكاء الاصطناعي والمدير التنفيذي السابق في «ديب مايند»، هذه الممارسات مشيرًا إلى أن بعض الموظفين الحاليين بالشركة يتواصلون معه بحثًا عن سبيل للتهرب من هذه العقود.

وفي منشور له عبر منصة «إكس» بتاريخ 26 مارس، دعا «دي فريتاس» الموظفين إلى عدم توقيع مثل هذه الاتفاقيات، واصفًا إياها بأنها «إساءة استخدام للسلطة» خاصةً في الوسط الأوروبي، مشيرًا إلى أنها محظورة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية.

لعبة جوجل لحماية عقول الذكاء الاصطناعي
يأتي هذا الإجراء في وقت تتصاعد خلاله المنافسة بين شركات التكنولوجيا الكبرى لاستقطاب أفضل المواهب في الذكاء الاصطناعي، بالتزامن مع إطلاق نماذج متقدمة مثل «جيميني» من جوجل و«لاما 4» من ميتا، ومؤخرًا «جروك» من إكس.

وأوضحت «ديب مايند» التباعة لشركة جوجل أن لجوءها لهذه العقود يقتصر على «الحالات الخاصة» بهدف حماية مشاريعها الحساسة، ومع ذلك حذر خبراء تحدثوا إلى موقع «بيزنس إنسايدر» من أن فترات التوقف الطويلة قد تؤدي إلى تراجع قدرة المهندسين على مواكبة التطورات، بل وتؤثر على فرص توظيفهم مستقبلًا.

يُذكر أن شركات التكنولوجيا تشهد موجة تسريحات عالمية في الفترة الحالية، حيث فقد القطاع أكثر من 8500 وظيفة خلال مارس الماضي، في وقت يحذر فيه خبراء مثل سام ألتمان وبيل جيتس من تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل، رغم التوقعات باستمرار الطلب على المهندسين المتخصصين في هذا المجال.


مصدر الخبر
من هنا

قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...