صباح موسى
لاشك أن السودان حقق أكثر من انتصار دبلوماسي بالأمس، فتأجيل اجتماع الرب٩اعية( امريكا والسعودية ومصر والإمارات) بواشنطن اليوم، يعني الكثير وهو في صالح الدولة السودانية وحكومتها الشرعية في بورتسودان بالتأكيد،
على جانب آخر قد يكون إعلان الاتحاد الأفريقي بعدم الاعتراف بحكومة موازية في السودان ليس جديدا، لكن الأهم والانتصار الحقيقي هو تأكيد الاتحاد على أنه لا يعترف إلا بحكومة بورتسودان، علاوة على موقف مصر الثابت من هذه الحكومة، وإعلان السعودية والجامعة
العربية بعدم الاعتراف بها أيضا.
بخصوص الرباعية وتأجيلها إلى زمن غير محدد، هذا يؤكد بما لايدع مجالا للشك أنه لا يمكن أبدا تمرير أي مشروع يهدد وحدة الدولة السودانية الوطنية في وجود مصر والسعودية، ولا يمكن أن يفرض الدعم السريع ومعاونيه في المعادلة السياسية بالبلاد، مع الحفاظ على المؤسسات السودانية وعلى رأسها القوات المسلحة، المشاورات في الرباعية فشلت تماما في تمرير هذا المشروع، الدعم السريع ليس طرفا ولا ينبغي أن يكون ولا حتى القوى السياسية التي تسانده، ومازال مستشار الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط مسعد بولس يأمل في احداث اختراق في الملف السوداني، ومحاولة التقريب بين مصر والسعودية من جهة والإمارات من جهة أخرى، ولذلك أعلن التأجيل.
الان الكرة في ملعب الحكومة السودانية، وعليها أن تكسب هذا الوقت لصالح السودان، الذي يحتاج الان إلى جولة خارجية مكثفة عربيا وأفريقيا ودوليا للبناء على هذه الانتصارات الكبيرة، وبعد أن انتهى رئيس الوزراء الدكتور كامل ادريس من تشكيل حكومته عليه القيام بجولة خارجية سريعا لمزيد من تثبيت أركان حكومته الشرعية، وبالتوازي يستمر الجيش السوداني والقوات المساندة له في تحقيق المزيد من الانتصارات على أرض الميدان، وذلك لدحض أي سيناريوهات بديلة تسعى اليها المليشيا ومعاونيها في الداخل ومسانديها في الخارج للالتفاف على هذه الانتصارات الكبيرة.
حفظ الله السودان وشعبه وقواته المسلحة.
صحفية مصرية