عبد الحفيظ مريود يكتب: بدون زعل

يدافع الإمام الصادق المهدي عن حميدتي.. في تسجيل لفيلم وثائقي عن (من فض إعتصام القيادة؟) ، قال لي رحمه الله، ( ارجع إلى كارتيرات فترة الديمقراطية الثالثة، وتعليقات الصحافة، كانوا يطلقون على حكومتي “حكومة قطر نيالا”، لأن أغلب الوزراء كانوا من غرب السودان، هناك شيئ في اللاوعي الشمالي والوسطى، يملأ الرؤية خوفا من الخليفة عبد الله التعايشىّ… حميدتي يحيلهم الي حكايات الحبوبات والتلفيق غير المحقق للتاريخ).
هل ههنا اي عنصرية أو جهوية؟ لا ينبغى أن يفهم الأمر كذلك..الناشطة المثقفة، قالت لي ( جابو جبريل ابراهيم في التلفزيون، بعد تعيينه وزيرا للمالية في حكومة حمدوك الثانية، بابا عاين ليهو وقال لي دا هسي انا موظف ساي بعينو، خلي أجيبو وزير مالية؟).. وضحكت ضحكة مجلجلة.. كنت افكر : ابوها نزل مساعد ضابط “صول”، ما الذي يجعله يحكم على خريج اقتصاد من جامعة الخرطوم، وماجستير ودكتوراة في الاقتصاد من اليابان؟ سيكون مجرد “فكي جبريل”، لا أكثر ولا أقل.. وحين تضع عليه وصمة “كوز” ، فإن ذلك يجعله – على الأرجح – غير قادر على عد رزمة من فئة ال خمسمائة.
حميدتي ك “ظاهرة”، لا يجب دراستها والتعامل معها كواحدة من معادلات ما بعد الإنقاذ على الأرض ( بالمناسبة هل انتهت الإنقاذ حقا؟).. لا يهم أين سيذهب السبعون ألفا المنتمون للدعم السريع… المهم أن يغيبوا عن المشهد.. كما لا يهم أين ستذهب الحركات الموقّعة أتفاق جوبا. على أيام الإعتصام سألت مثقفا مصرا على حل وتسريح هذه القوات… نوديهم وين؟ قال لي “أيي حتة”..
حسنا…
أنجبت قرائح السياسيين السودانيين، مؤخرا عبارات مثل “المجد للمتاريس”.. وهو أفق مغلق بكل ما تحمل الكلمة من معنى. لأن السياسي هو القادر على اجتراح الحلول،على افتراع طرق جديدة، لا إغلاق الموجودة أصلا.. وحين يكون المجد لإغلاق الطريق فإنك تبني سجنا إضافيا للموجود أصلا وتقود إلى حرب لا تبقي ولا تذر.
كيف ذلك؟
الذي سيصعد إلى سدة الحكم من لجان المقاومة، سيقوم بحل غير الشرفاء من الجيش، الشرطة، جهاز المخابرات كله، الدعم السريع كله، ويطرد الحركات المسلحة.. يتكتف كل هذه القوات يديها، وتنتظر قرارات لجان المقاومة القادمة بشأنها؟ لا ستترس هي الأخرى، وتسير مليونيات والمجد للمتاريس.
مبادرة الميرغنى لا قيمة لها، قال كمال كرار القيادي بالشيوعي.. ومحاولات وتحركات حزمة الأمة القومي وتصريحاته لا قيمة لها… فالمجد للمتاريس.
حسنا… فلتكن المتاريس، إذن..
فالقراءات جميعا، تقول إن المسير باتجاه الانسداد والتتريس سيفضي الي حل واحد: حرب ضروس لا تترك أخضر ولا أصفر ولا برتقالي..
لكنني أحب أن أحيي القيادي بالحزب الشيوعي السوداني، كمال كرار على بعد نظره، وأياديه الممتدة لترسيخ الثورة السودانية.

قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...