عزمي عبد الرازق يكتب: محامي الشيطان

عزمي عبد الرازق
في علاقة فاحشة بين شعار «لا للحرب» و«أنقذوا السودان» وجرائم الميليشيا، هناك حكاية مدبرة ببراعة للحصول على نتيجة واحدة: التدخل الدولي وإنفاذ مشروع التقسيم. الكلام دا كيف؟
الذي يردد «لا للحرب» و«أنقذوا السودان» هو الفصيل السياسي المؤيد للميليشيا؛ فقد أقسم مع قائدها في أديس أبابا على توزيع الأدوار، وظل يعمل بخبث على إدانة الحرب ونسب كل الجرائم إلى مجهول، يعرفه الجميع، متجنباً الإشارة إلى من يقتل المدنيين في الفاشر وبارا ومجـ.ازر الجزيرة والجنينة! ولا يريد أن يستكمل الجملة ويجيب على السؤال: ينقذوا السودان من منو؟ من الذي فجّر هذا الغضب في الفاشر؟ ما تعمل فيها شِفت وتقول لي الحرب، اسمه عدوان على شعب السوداني، فيه مرتزقة من كافة أنحاء الكوكب، جرب وقول لا العدوان عشان تكون دقيق وموضوعي ووطني.
كما أنه يتجاهل عن عمد الإشارة إلى الإمارات التي توفر الأسلحة لإبادة السودانيين. لا يوجد شيء اسمه «الدعم السريع» حالياً، يتحرك لوحده، ولا حتى تأسيس؛ هنالك وكيل يعمل على تهيئة الظروف لفصل إقليم دارفور، وصناعة حكومة موازية، ويستخدم أدوات محلية ومستوردة مثل المرتزقة البيض وغيرهم، بما في ذلك «الحرابلة» الذين أزعجتهم موجة الغضب ضد الكفيل المتورّط في هذه المجـ.ازر. هو أيضاً الممول لورشهم وسفرياتهم.
هل سألت نفسك من أين يحصل مئات العاطلين في كينيا وأوغندا وأديس أبابا من جماعة «صمود» على طعامهم وشرابهم وعلاجهم وقمصانهم وشراباتهم وهواتفهم وقصة شعرهم وسجائرهم..؟ هل تمطر السماء عليهم ذهبا، ومَن الذي يصرف عليهم ولا يريد المقابل؟ وكيف انتقل علاء نقد من صمود إلى تأسيس بهذه السلاسة؟ القصة لا تحتاج إلى ذكاء شديد ولا لمعاناة الماشي الصعيد.
بالمقابل، ما يقوم به «أبولولو» يقود إلى ذات الهدف: تهيئة المكان لضيفٍ قادم يرتدي كرفتة البنك الدولي وكل وجوه الرأسمالية، وهو وحمدوك كهاتين، بعدها يختفي «أبولولو»، مكبلاً في أعين الكاميرات وبطلاً قام بالمهمة عند المشغل. وإذا كان ثمة مجرم على الأرض فهو «دقلو» ورفاقه، ولذلك على الشعب السوداني الغاضب ألّا يسمح لأعوان القتلة بسرقة قضيته وتجيّرها لمآربهم السياسية، وهى مآرب استعمارية انطلقت رسمياً مع وصول «فولكر» وشرارة «الاطاري»، وعندما اصطدمت بصخرة الجيش الوطني قررت الانقلاب عليه والتخلص منه نهائياً، وبالتالي من المهم تسمية الأشياء وطرح الأسئلة بصورة صحيحة: فمَنْ يقتل السودانيين هي الإمارات، والأداة المستخدمة هي بندقية ميليشيا الجنجويد، ومحامي الشيطان هو الذي يريد أن يُضلل العدالة.
من صفحة الكاتب على “فيسبوك”
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...