فاروق جويدة يكتب : السودان.. ماذا بعد الحرب؟!

هوامش حرة

فاروق جويدة 

هدأت الأوضاع فى السودان قليلا عندما استعاد الجيش السودانى العاصمة الخرطوم من سيطرة قوات الدعم السريع التى احتلتها فى بداية المعارك، ورغم تطهير مناطق كثيرة، فإن المعارك ما زالت تدور فى مناطق أخرى ولم تُحسم المواجهة.. ومنذ حلت لعنة الانقسام وتحولت إلى حرب أهلية، يعيش السودان فترة من أسوأ فترات تاريخه، ما بين الهجرة والمجاعات والأمراض، وما لحق بمؤسسات الدولة من الدمار، وقبل ذلك كله أعداد الضحايا وهم بالملايين..

لا أحد يدرى المستقبل الذى ينتظر الشعب السوداني، كيف يستعيد الجيش وحدته بعد المعارك الدامية التى خاضها؟ وما هى صورة المستقبل السياسي؟ وهل يمكن أن تستعيد القوى المدنية دورها ويستعيد السودان تجربة سوار الذهب ويعيد الحكم للمدنيين؟ ومن يتحمل أعباء إعادة إعمار السودان والعالم يعيش ظروفا اقتصادية قاسية؟ وكيف يتخلص السودان من أيادٍ كثيرة كانت وراء إشعال الفتن وتمويل المعارك؟ وقبل ذلك كله، من أين يسدد السودان ديونه أمام تعثّر الإنتاج وتوقّف العمل فى مجالات كثيرة؟

حتى وقت قريب، كان الشعب السودانى غنيا، مكتفيا، مستقرا، آمنا، ولم يكن أحد يتصوّر أن يختلف أشقاء الأمس ويدمّرون بلادهم ويهرب الملايين من الموت إلى الموت.

ما حدث فى السودان درس للجميع.. أن تلقى هذا المصير وكانت الأغنى والأكثر إنتاجا واستقرارا وثروة .. كلنا ننتظر عودة السودان القوى والمستقر، القادر على توحيد صفوفه واسترداد إرادته ودوره.

يبقى السودان يحتل مكانة خاصة فى ضمير المصريين، وطنًا وتاريخًا ونيلًا واستقرارًا، وما حدث فيه يُمثل نكبة كبيرة فى تاريخ هذا الوطن العزيز، ولم يبقَ لنا غير أن نحلم بأن يسترد عافيته وقوته وأمنه.

fgoweda@ahram.org.eg

نقلاً عن صحيفة الأهرام المصرية

قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...