مكي المغربي
مكي المغربي يكتب:الفاشر تحاصر العالم
الصورة والأخبار في كل الفضائيات في العالم تقول إنّ مليشيا الدعم السريع الارهابية تحاصر الفاشر، لكن الصورة الأصدق التي يسجّلها التاريخ هي أنّ الفاشر هي التي تحاصر العالم بأسره.
بطولة أهل الفاشر والمرابطين فيها هي التي تفرض واقعًا على الجميع.
الواقع يقول .. الفاشر لن تسقط، والعالم كذاب ومنافق … إلا من اختار الوقوف مع الفاشر، نقطة سطر جديد.
الوقوف مع الفاشر لا يُقصد به إصدار بيان شجبٍ وإدانة؛ فهذه هي وظيفة الأمم المتحدة، رجاء لا تنتحلوا شخصية الامين العام للامم المتحدة، لا تنافسوا المنظمات الاممية في عملها الوحيد: تدين وتشجب، ثم تأخذ قسطًا من الراحة، ثم تعود لتدين وتشجب … وهكذا إلى ما شاء الله لها من زمن.
نسيت .. بخصوص الفاشر، لقد تقدّمت خطوة يتيمة لإزالة الحرج عن تورّط منظمات دولية في دعم المليشيا عبر معبر أدري، فأصدرت بيانًا بضرورة فكّ الحصار عن الفاشر، ثم وضعته في الدرج، وربما فوقه رزمة من المال وقصيدة اعتذار، وأغلقت الدرج.
ولكن هيهات… الفاشر حاضرة، والمليشيا ومن يدعمونها قد أصيبوا بالجنون، وهيستيريا إنكار الفشل.
أتواصل كثيرًا مع اللجنة القومية لفك حصار الفاشر … مع المهندس أبوبكر حامد، ومع جاري العزيز بحر إدريس أبوقردة. أسأل الله أن يعيد الأيام، وأفطار رمضان في المعمورة الذي لا يكتمل إلا بمائدة أبوقردة والنقاش معه.
المهندس أبوبكر حامد صاحب تاريخ طويل، وتصميمٍ وإرادةٍ حديدية، ورؤية قومية ناضجة، لكن أفضل ما فيه هو قدرته على التنبؤ بتصرّفات المليشيا. وهنا نقف على حقيقة صادمة: الفاشر انتصرت والمليشيا تنتقم من الجميع ومن نفسها.
الفاشر انتصرت والمطلوب اليوم هو أن ينتصر بقية السودان في موقفه من الفاشر.
وهذا ما تسعى إليه اللجنة، فهي تفتح الباب لكل مكوّنات الشعب السوداني: اتصل فورا وسجّل موقفك — بالنفس، وبالمال، وبالبيان، وبالإعلان.
اتصل اخي العزيز من كل انحاء السودان، ومن كل المهاجر، واخرج أمام سفارات دول العدوان على السودان وكل مقار الامم المتحدة، وحدد موقفك من الفاشر.
كلّ سلوك المليشيا من تصدّعات وانهيارات وموجات انتقام من مواطني كردفان ودارفور، والقصف بالطائرات المسيّرة في أنحاء السودان، سببه غبينة انتصار الفاشر.
موجات التصفية والاغتيالات الداخلية سببها هزيمة المليشيا في الفاشر.
انتصار الفاشر دفع الكفيل نحو نيروبي، فأمطرها بالأموال لإعلان الحكومة من قاعة جومو كينياتا، لأنّ موضوع الفاشر فاشل بالنسبة لهم. وبعد انهيار أحلام حكومة نيروبي، جددوا المحاولة في الفاشر وفشلوا، ثم ذهبوا إلى نيالا وكاودا، والآن تلاحقهم لعنة الفاشر في كل مكان.
الفاشر لم تحاصر العالم فقط، بل تحاصر القوى السياسية الخائنة لوطنها، والمنحازة إلى المليشيا علنًا أو بحيادٍ زائف.
تحاصر أولئك الذين كانوا يصرخون يومًا: (كل البلد دارفور)، بينما يتمنّون اليوم هزيمة دارفور، وينتظرون استسلام أهل الفاشر لمذابح الجنجويد.
ولن يحدث ذلك أبدًا بإذن الله.
ملحمة الفاشر أكبر من أن تُوثّق في عمودٍ واحد، وللحديث بقية.
من صفحة الكاتب على “فيسبوك”
قد يعجبك ايضا
تعليقات