( العيب ليس في نجومنا لكن العيب فينا )
شكسبير
د المقداد أدم طه
قصر النظر وفقر الخيال السياسي وحدهما من يسيران بين الناس لترويج الإدعاء بأن الموجودين في ساحة القصر الجمهوري هم (فقط) جماعة ضد ( الثوره ) تم شراء مواقفها لصالح جماعة من العسكر تسعي منفردة للوصول إلي الكرسي وحكم السودان .
الصحيح أن هؤلاء جمع بعضهم هذا الزعم والهدف ، والصحيح أن العديد منهم جمعتهم مصائب وحماقات قحت الأولي ومحاولتها إحتكار المشهد السياسي جملة وغلق الطريق ومصادرة حق الآخرين في مجرد محاولة التعبير عن مشاريع أخري مختلفه من مشروع قحت . والصحيح أيضا أن غالب هؤلاء يحسب أن يحسن صنعا بالوطن وبالمواطن بذات القدر الذي يظنه آخرون قرورا عدم الخروج إلي القصر وتمترسوا خلف وجهة نظر مغايره تختلف عن هؤلاء الذين يدعون بدورهم وصلا بحبل الثوره وتمسكا( حقيقيا ) بأهدافها.
هذا واقع لم نختبره للمره الأولي . .
فكل من كان يأتي لاحقا في حلبة النزاع السياسي السوداني كان يكيل الإتهامات للسابق ويبذل الوقت والجهد في جعله مجرما وهدم ما خلفه أكثر مما يبذل جهدا ووقتا في أداء المهمه الخاصه بالبناء والتأسيس للحاضر وللمستقبل ( عادات وتقاليد ) ، ولذلك لم يكن غريبا محاولات حقت اليائسه في محاولة هدم ( كل شيئ ) ، كما أنه ليس غريبا محاولة الطرف الآخر إفشال كل مسعي لقحت وتبخيسه.
وبين يدي ٢١ إكتوبر يدعي بعض في كل طرف إمتلاكه النبل الثوري الذي يؤهله وحده للإحتفال بهذه المناسبه ، غافلين أو ربما متغافلين أن أكتوبر كانت صنيعتهم جميعا ، حيث حملت فيها أيقونة الإسلاميين علي الأعماق وصلي بشهيدها إمام الأنصار وغني لها وأحسن الغناء تحالف اليسار وخرجت فيها جموع الشعب السوداني الذي لم يكن منتميا بالضرورة إلي أي حزب أو جماعه . . يحق للناس جميعا أن يحتفلوا بأكتوبر ولا يحق لأحد أن يحتكر وجدان الناس بالإدعاء الذي لا تسنده وقائع ولا أدله.
يكتب علينا التاريخ مرة أخري إن نسير بوعي أو بدون وعي في ذات الطريق الذي سرناه مرات عديده دون أن نحصد نجاحا أو نغنم خيرا ، حيث تصر جماعة النادي السياسي السودانيه أن تسوق الناس حتف نواياهم الطيبه وصدقهم مرة أخري إلي المواجهه الشامله دون تدبر ولا إتعاظ من الماضي القريب أو البعيد ، ودون أدني إحساس بالمسؤوليه تجاه هذا الشعب ودماءه وماله وشبابه المخلص.
لن يكتب الخلاص لهذه البلاد إلا بفعل متجاوز لهذا النادي السياسي الذي أدمن الفشل وإلقاء اللوم علي الآخرين ، هؤلاء الذين يتقدمون لحظة المنابر ويختفون في ساعة العسره ليسوا مؤهلوين لقيادة هذه البلاد وليسوا أمينين علي حاضرها ومستقبلها مثلما لم يكونو بارين بها في ماضيها، عليهم أن يترجلوا من المشهد وعلينا أن نتقدم بثبات لنخلفهم غير هيابين ولا وجلين . . وعلي الوطن أن يحظي بالسلام والأمان الذي يستحق.