مواقف الأمة.. بولوتيكا سياسية
الاتفاق السياسي الذي تم توقيعه مؤخراً بين رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان ورئيس الوزراء العائد د. عبدالله حمدوك وجد الكثير من ردود الفعل المتباينة، علما بانه جاء نتيجة لمفاوضات ومبادرات قوية قادها نفر من الشخصيات الحزبية والوطنية على رأسهم رئيس حزب الأمة اللواء فضل الله برمة ناصر وأمينه العام الواثق البرير وبعض قوى الحرية والتغيير داخل المركزية، وأثار بيان حزب الأمة تأولات كثيرة حول المواقف المضطربة التي يلعبها هذه الأيام، وقد أحدث بيان الحزب هزة سياسية كبرى حول موقف الامة وسط الشارع السياسي …
الاتفاق وموقفه مزايدة سياسية
وأثار رئيس حركة جيش تحرير السودان، مني أركو مناوي، جملة من التساؤلات حول مواقف حزب الأمة المضطرية مؤخراً فيما يتعلق بالاتفاق السياسي الذي تم توقيعه بين البرهان ورئيس الوزراء د. عبدالله حمدوك والذي قضى بعودة الأخير لرئاسة حكومة الفترة الانتقالية مجدداً. وقال مناوي إنه لا يهتم بالتناقضات والمزايدات السياسية، فيما أكد في مقابلة مع ‘‘قناة الحدث’’ أن حزب الأمة القومي هو من قام معهم بإخراج البيان الذي تم من (4) نقاط بوجود الأمين العام لحزب الأمة الواثق البرير وتابع: كل تلك الفترة كانوا معنا حتى لحظات خروجهم والانسحاب قبل نصف ساعة من تاريخ التوقيع، وزاد: حزب الأمة هو من أعد الاتفاق وبصماته واضحة وأنا شاهد على ذلك، وأنا لا أعرف لماذا يرفضون. وزاد مناوي: كانوا معنا أعضاء في مركزية قوى الحرية والتغيير وهم صناع هذا الاتفاق وما ورد في بيانها مزايدة سياسية. وتابع مناوي قوله: القوى السياسية يجب أن تقبل بعضها البعض وأن السودان بلد يحتاج لحوار، والأخطاء التي ترتكبها الحكومات هي أن الأحزاب عندما يأتون للسلطة، لا يلتفتون لمعالجة الآلام والمشكلات.
جريجير: ‘‘برمة’’ قاد المبادرة بصفته الوطنية وليست الحزبية
وقال رئيس اللجنة القانونية بالمكتب السياسي لحزب الأمة آدم سليمان جريجير لـ(الزرقاء ) إن البيان الذي دار عرض عليهم في حزب الأمة من قبل مبادرة قامت بها بعض الشخصيات الوطنية وكان من ضمنهم اللواء فضل الله برمة ناصر الرئيس المكلف للحزب بصفته الشخصية وليس بصفته السياسية ووضعيته في الحزب، مؤكداً أنه من شارك في صياغة البيان، وقال جريجير إن ‘‘أصحاب المبادرة طافوا على مختلف القوى السياسية، وقد مروا علينا في حزب الأمة وعرضوها علينا وقدمنا لهم رؤيتنا وقلنا لهم إننا طرف أساسي في النزاع ولسنا طرفاً محايداً وأكدنا أننا لن نكون وسيطاً للإصلاح بين الناس لأن الاعتداء وقع علينا’’، وأشار رئيس الدائرة القانونية بالحزب إلى أن ما قاله مناوي من حديث لن يتعرض عليه الحزب لأن مناوي في نفسه له مواقف كثيرة متذبذبة وكل يوم في شأن مشيراً إلى إنه كان ضمن اعتصام القصر وزاد: ما يقوله لن نفعل به. وأكد جريجير أن الحزب له اجتماع اليوم (أمس) سيوضح خلاله مواقف الحزب الواضحة من الانقلاب ومن الاتفاق الذي تم.
توازنات سياسية ولعب تكتيكي
ويقول بروفيسور الفاتح محجوب المحلل السياسي إن ما يجري ليس اختلافاً ولا خلافاً داخل الحزب، ولكن إنما بعض قيادات الأحزاب يستطيعون إخراج بيان باسم الحزب يرفضون فيه مواقف معينة للحزب أو يدعمون مواقف أخرى ليس للحزب فيها دور وهذا نوع من عمليات التوازن والمواقف التاكتيكية، التي تمكن الحزب من اللعب في كل الحالات، وإذا الاتفاق لم يمضي للأمام فإن الحزب سيتبرأ منه. وقطع الفاتح بأن رئيس حزب الأمة وأمينه العام كانوا ضمن المبادرة الوطنية وهم جزء من الاتفاق, وأكد أن برمة هو رئيس المبادرة الوطنية، وهذا يؤكد قيادته للمبادرة والاتفاق الذي تم. وأكد أن الغرض من كل ذلك هو أن يحفظ لحزب الأمة وضعيته
في الساحة السياسية، وإشارة الفاتح أثناء حديثه ل (الزرقاء) إلى أن هذا نوع من اللعب السياسي وهو بشكل جوهري جزء من الاتفاق، وأكد محجوب إنه لا جديد في المواقف طالما أن الحزب بشكله الرسمي موجود مؤكداً أن الأمة بتلك المواقف أراد منها أن يواسي حلفاءه السابقين ويؤكد أنه غير موجود في الاتفاق وما يؤكد ذلك أن وزيرة الخارجية وهي حزب أمة قدمت استقالتها لحمدوك أمس ضمن الوزراء الذين قدموا استقالاتهم وهذا دلالة على أن الأمة قريب جداً مما يجري وهو مع الاتفاق، ومع عودة حمدوك. ويرى الفاتح أن أية بيانات أخرى لا تخرج عن إبداء التعاطف مع الطرف الآخر وبدلاً من مجموعة الأربعة المجلس المركزي الذي أصبح لثلاثة فقط. وقال إن حزب الأمة الآن خرج من المركزية، وأي بيانات أخرى للحزب بشكل كامل ورسمي مع الاتفاق. وقال إن حزب الأمة بثقله الجماهيري لا يؤيد الاتفاق مع الاتحادي الديمقراطي وأن أكبر طائفتان الآن مع الاتفاق وهذا يؤكد الدعم الكامل لعودة حمدوك وأن الاتفاق يعبر عن أشواق الأمة.
مواقف الأحزاب باهتة ولا تتماشى مع التغيير
المواقف المتأرجحة بين القوى السياسية وعدم حسم مواقفها بشجاعة مما يجري داخل الساحة السياسية ومحاولة المسايرة والمسايرة للكفة الغالبة، يراها الأستاذ قيادات بالجبهة الثورية مواقف الأمة باهتة لا تتماشى مع مسيرة الأحزاب التي تسعى للتقوقع خلف مصالحها الذاتية، وأكدة القيادي بالثورية (عبدالوهاب جميل) إن مواقف أحزاب مركزية قوى الحرية والتغيير مضطربة لأن هذه الأحزاب ومن بينها حزب الأمة لها مشاريع لا تتماشى مع المتغييرات الوطنية في السودان ومع المطلوبات الخارجية مثل مهددات الأزمة الاقتصادية وكورونا ولم تستطع تجديد رؤاها وما زالت حبيسة الأمجاد. وقال جميل إن الأمة أراد أن يستفيد من أمجاده فقط ولم يسعَ لبناء سودان يستفيد من العولمة ولذلك يتقوقعون خلف مصالحهم الحزبية برفع المطالب السياسية والاستعراض السياسي. وقال إن المعركة الحالية هي خارطة طريق مشروع التغيير وكيف يتواكب مع المتغيرات الإقليمية، والدولية وكيف أنهم لا يستطيعون مغادرة الصراع ، واعتبر جميل أن الاتفاق ممتاز ويؤسس لدولة وهياكل وهياكل السلطة، وقال إذا الأحزاب همها أحزابها فقط ومصالحها الضيقة، فلن تتقدم خطوة للأمام.