الطريق الثالث – بكري المدني
سفراء أم حكام لبلادنا -؟!
من أكثر الأوراق تداولا بالأمس على مواقع التواصل الإجتماعي خطاب منسوب لبعثة الأمم المتحدة بالخرطوم يطلب المبعوث الخاص للأمين العام ورئيس البعثة بموجبه عقد لقاء مع بعض الشباب لأخذ رأيهم فى مجريات الأحداث بالبلاد هذا بعد ان أكمل سعادته دورة لقاءاته بالمسؤولين من رجالات الدولة وقيادات القوى السياسية وناقش الى ذلك شأننا الوطنى مع بعض أعضاء السلك الدبلوماسي بالسودان !
من أبرز مظاهر ضعف الدول وهوانها على الناس أن ترى التدخل الأجنبي فيها سافرا لا يغطى وجهه عند التدخل في شؤونها الداخلية وهذا ما يحدث بالضبط اليوم في بلادنا والتى أصبح السفراء العرب والعجم فيها يهزون فيها الأرض بالطول وبالعرض
من دون ان يجروء احد منا على ان يقول لأحدهم (شيشك)أو حدك-لا تطا الوردة الصبية!
أصبح سفراء الدول العربية والغربية يحشرون انوفهم فى أدق تفاصيلنا ويمدون لنا ألسنتهم ويرفعون اصبعهم الوسطى عاليا لنا في مقابل اصابع النصر الكاذبة التى نرفعها ونحن مهزومين !
لم يبق إلا أن تهدد الزوجة زوجها باللجوء الى أقرب سفارة في الخرطوم ان هو اشتط معها فى الحديث او ان تشكو بنت أهلها ان هم تدخلوا في حريتها الخاصة وحددوا لها مواقيت الخروج والعودة!
ومن علامات الهزيمة الكبيرة ان يهدد بعضنا البعض بالسفارات وان تطير الطائرات للخارج لتعود بما عليها عمله في الداخل بعد أخذ الأوامر من الكفيل الدولي والراعي الرسمي للشأن السوداني!
في المقابل لا تسمع لسفرائنا فى ذات الدول صوت ولا ترى لهم صورة من شدة الأدب الدبلوماسي ولا تعرف لهم موقف يخص بلادهم مع الدول التى هم فيها ولا حتى الذي يتعلق بالجاليات واسألهم فقط عن البطولات الوهمية عندما يتعلق الأمر بالصراع الداخلي في بلادهم فهم الأسود في مقام النعام !
أننا في وضع أقل ما يمكن وصفه بالمقرف وهو أقرب للدياسة -اجاركم الله- وهو وضع أفضل منه -في تقديري – الإحتلال الذي يكون فيه الى جانب العملاء دائما رجال ونساء للمقاومة
إن هذا الوضع لابد له من حد ولابد من تحرير البلد والناس منه وإعادة الكرامة المفقودة والإرادة المسلوبة ولا توجد بلاد وأمة حرة في الدنيا تقبل أن تكون فى وضع مماثل إلا أن يكون قد تودع منها ونحن نحس في الوريد البعيد هناك بقية من رمق وحياة تقول لا -!