حمدوك بين الأستقالة والتراجع.. حجر في بركة السياسة
حالة من الجدل بين مؤيد ومعارض اثارها حديث رئيس الوزراء عبد الله حمدوك حول عزمه تقديم أستقالته من منصبه وسط إصرار علي اتخاذ هذة الخطوة التي استنكرها بعض المواطنين والتي ساق أسبابها حسب مارود في وسائل الاعلام بانها جاءت نتاج عدم توافق القوي السياسية الثورية في مرحلة ينظر اليها رئيس الوزراء بانها مرحلة تجهيز للانتخابات ومن الاولويات ان يتم فيها دعم العملية السياسية سيكون عصيا بل ربما مستحيلا في حال عدم التوافق.. شخصيات قومية أجتمعت مع رئيس الوزراء بعد ان ابلغها بقرارة وردت عليه بالعدول عن رغبته فالجميع يتفق على أن الخلاف بين الاطراف السياسية اصبح شائك ومعقد بجانب تعارض وتناقض بعض الاطراف في مواقفها، مما صعب طرق الحل رغم ازدحام الخرطوم سابقا بسيل وفود الوساطات الدولية والإقليمية لحل الازمة التي تكاد تكون وصلت نقطة اللا عودة بسبب الوضع السياسي المحتقن بالاستقطاب والاستقطاب المضاد من قبل السياسيين والعسكريين والنشطاء ما انتج حالة من الغضب أصابت الشارع السوداني بالدعوات المتكررة للتصعيد رفضا الي ماتم منذ (25) اكتوبر المنصرم
نقطة اللاعودة :
في ظل المشهد المحتقن بالوصول لنقطة اللاعودة التي برزت من خلال تشنج الاطراف السياسية وتمسك كل منها بمواقفة في وضع يراه مراقبين كارثيا الا ان هناك بعض الامل بامكانية التغيير في حال توافق كل الاطراف علي الجلوس في طاولة التفاوض وأبراز كل المكونات لرغباتها واحتياجها للاخر والعودة إلى طاولة الحوار ومناقشة جميع القضايا بعقل مفتوح دون شروط مسبقة علي ان يكون هم الجميع الآن هو كيفية معالجة الوضع ومحاولة منع انهيار الدولة السودانية.
دعم القوي السياسية
قال عضو المجلس المركزي سيف الدين اسماعيل لـ(الزرقاء) انه لاحل لاسترداد المسار الديمقراطي غير الطريق الذي يسير عليه رئيس الوزراء لافتا بانه يحتاج الي دعم القوي السياسية الحريصة علي الانتقال وفق الموازنه التي تحقق العودة الي أسترداد التحول الديمقراطي وصولا الي الانتخابات واضاف بان رئيس الوزراء عقب عودتة أتخذ مجموعة من القرارات التي أعادت التوازن التام وسيطرة قوى الثورة على قيادة مؤسسات الدولة وتعيين ولاه مكلفين ووكلاء واعادة مؤسسات مهمة بعد ان تم عزل القائمين على امرها عقب الخامس والعشرين من اكتوبر مضيفا انه ورغم كل ذلك توجد خطة تكثيف الصورة السالبة لرئيس الوزراء مستمرة لدي القوي الثورية .
إرباك المشهد
قال المحلل السياسي محمد احمد محمد إن أستقالة د. عبدالله حمدوك في الوقت الحالي ستربك المشهد السياسي أكثر مما هو عليه الآن لجهة أن الأوضاع السياسية وقبلها الاقتصادية تمضي الي طريق الإنهيار ووجود حمدوك في المعادلة السياسية يضمن علي الأقل أستقرار وانفتاح علي المجتمع الدولي وأضاف في حديثة لـ(الزرقاء) في جانب المعادلة السياسية فان مغادرة حمدوك ستدفع البلاد لعواقب غير معروفة النتائج خاصة أن حالة الإحتقان والإنقسام بين القوي السياسية في تزايد مستمر مع ضعط الشارع الرافض أصلا للأعلان السياسي وأنقلاب البرهان ومع ذلك نجد عدد مقدر من الشارع مازال مؤمنا بحمدوك بانه سيعبر بالبلاد الي بر الأمان وخطورة الخطوة حال غادر حمدوك منصبه قي ظل وجود البعثة السياسية للأمم المتحدة برئاسة فولكر فان المخرج بحسب رؤيتها الاتجاة الي أنتخابات مبكرة مايؤدي الي إنتاج ذات المعادلة القديمة وعودة الحرس القديم عبر بوابة الشرعية الإنتخابية وقطع الطريق أمام التحول الديمقراطي الحقيقي الذي ينشدة الشعب السوداني .
رفض وقبول:
وعلى الرغم من رفض العديد من المكونات السياسية والاجتماعية لتلويح حمدوك بالاستقالة الا ان كثير من قيادات الثوار ولجان المقاومة أبدوا ترحيبا بالفكرة من واقع انهم يرفعون شعارات تطالب بذهاب حمدوك والبرهان معا كونهم يرون انه تماهى مع اجراءات اكتوبر التي ازاحت قوى الحرية والتغيير من المشهد السياسي
حجر في بركة ما بين الرفض والقبول تأكد ان تلويح حمدوك بالاستقالة كان حجرا كبيرا حرك بركة السياسة وجعل كل القوى السياسية تتحسس موضع قدمها وربما كانت مثل الضربة التي ادت لتفوق كثير من القوى من نومها للبحث عن مخرج للازمة التي أصبحت تتطاول دون امل في الوصول الى نهايتها .