عرف السودانيون على مدى تاريخهم الطويل بحكمتهم وقدرتهم الخارقة على حل أزماتهم ومشاكلهم سواء على مستوى قضايا الوطن الكبرى أو شؤونهم الاجتماعية الصغرى ولديهم أمثال دارجة على ألسنتهم تبرز ساعة تشابك المواقف ( باركوها يا جماعة ) و (البيابا الصلح لابد ينغلب ) يسندهم في ذلك تكاتف اجتماعي مشهود وتراحم وتوادد معهود ، وفي الخارج هم الجالية الأكثر تماسكا وتواصلا بين أفرادها في أفراحهم وأتراحهم ، ومنغمسون بشكل تفصيلي في شؤون وطنهم، يربطهم به وثاق متين ..
ورغم تنوع ثقافاتهم وتباين مناطقهم وأحيانا ألسنتهم لكن ينظمهم خيط الوطن وينسجهم في لوحة شديدة البهاء ، حتى جاء زمان استبدت فيه الانتهازية السياسية وكادت أن تعصف بهذا الوجدان المتحد ، ومشت بين الناس بالفرقة ومحاولة بذر الكراهية في النفوس وإعلاء المنطقة والقبيلة على الوطن وطاشت السهام حتى أحدثت ندوبا بدأت تتطور إلى جروح متقيحة وأحدثت التهابا ضرب جهاز تنفس الوطن وبدأ في الاختناق لدرجة احتاج معها إلى جهاز تنفس اصطناعي…
الآن بلادنا في مفترق طرق وتقطعت بها السبل وتواجه أخطر تحد في تاريخها المعاصر وفي كل صباح تقترب من حافة الهاوية حتى نكاد ننظر في هوتها السحيقة مما يستدعي بشكل عاجل وجسور نزع فتيل هذه الأزمة قبل انفجارها وقضائها على الأخضر واليابس ، على كل الأطراف استدراك هذا الخطر الداهم والتواضع على فضيلة الحوار السوداني السوداني لأنه المخرج الوحيد المتاح .. طريق الأمم المتحدة شاق وطويل ومعقد وكله الغام وتحفه المخاطر من كل جانب ونهايته الدخول في سرداب بلا ضوء وقديما قيل ( ما حك جلدك مثل ظفرك ) .. على أهل الحكمة وأصحاب الرأي السديد الخروج عن حالة الصمت الراهنة لدرء الفتنة وفتح مسارات تمضي بنا إلى غايتانا المنشودة في الوحدة والسلام والرخاء والتنمية والتآخي في وطن كل شبر فيه وعدٌ وتمني..
# شجر يتحرك
السابق
قد يعجبك ايضا
تعليقات