على ضوء الإفادات الجريئة والعميقة التي قدمها د. أمين حسن عمر ؛ وعلى ضوء البيان الأخير الذي أصدرته الحركة الإسلامية قبل أيام يتضح أن الحركة ما زالت تطرح مشروعا أخلاقيا رفيعا ؛ مشروع السماحة والفضيلة ؛ ولم تنزلق رغما عن الاستفزازات الممنهجة التي ظل يقدمها ضدها خصومها الذين فجروا في العداء لدرجة أنهم يقودون الآن البلاد إلى محرقة شاملة بسبب الكراهية والمقت والحقد..!!
ظلت الحركة تقدم هذا الخطاب العقلاني (اللين) رغم أن عضويتها قد ضاق صدرهم من الظلم الممنهج والنكران والجحود ؛ ظلت تقدم هذا الخطاب اللين رغم أن عضويتها قد ملوا من صحوة أمة ظلت تعيش في (غيبوبة) لمدة ثلاثة أعوام ؛ وملوا من العبث والزج بهم وحشرهم في أي صراع فكلما اختلف القحاته فيما بينهم أو اختلفوا مع شركائهم العسكر – جعلوا الإسلاميين وقودا للخلاف ؛ جعلوهم سبباً في فشلهم وفقرهم بل سببا في تجاعيد وجوههم وهالاتهم السوداء..!!
ظلت الحركة تدعو للحوار والسماحة رغم أن خصومها (صم بكم عمي فهم لا يبصرون) ؛ بل جعلتهم الخصومة يعيشون في جحيم جعلهم يترنحون بين الاستكبار و(صناعة الوهم) ؛ فواقعهم يحكي عن فقر أخلاقي ؛ وعن فقر موضوعي ؛ وعن فقر برامجي ؛ وفقر في كل شيئ ؛ لكن كبريائهم تجعلهم يتحدثون عن (وهم الانتصار) ؛ وهم (الدوس) ، وهم (السيطرة) ؛ (وهم النجاح) رغم (الرسوب) ؛ (وهم التقدم رغم الانحطاط) ..!!
هاهي الحركة الإسلامية مرة أخرى تحدثهم عن الوطن والمواطن ؛ وعن الكرامة الإنسانية ؛ وعن الديمقراطية ؛ وعن الشورى ؛ وعن كيف يتحقق الإنتقال ؟ بل حدثتهم عن شعاراتهم وكيفية تحويلها إلى واقع ؟ فحدثتهم الحركة عن (العدالة) وكلمتهم عن (استغلال القضاء) وكلمتهم عن محاربة الفساد ؛ ونبهتهم الحركة لمكامن الخطر الذي يحيط بالبلاد – لكنهم في طغيانهم يعمهون..!!
صفوة القول
الحركة الإسلامية تحدثت بلسان (الرشد) و(العقلنة) رغم أن عضويتها قد ملوا ذلك ؛ رغم أن عضويتها يرون أن حدود الصبر قد تم تجاوزها وأن صبرهم قد فهم أنه (جبن وخوف) ؛ فعضويتها تربت على الجهاد والمصابرة والجأش ومواجهة الباطل بدلاً من الصبر عليه ؛ عضويتها ترى ( أن الخطاب العقلاني لا يجدي نفعاً وأن المطلوب هو خطاب مرحلي يتناسب ومنطق الأشياء) فلا يمكن أن تحدث (الملحد) (بالنصوص الدينية) كما لا يمكن أن تحدث الفاجر عن التقوى؛ الله المستعان.