بعثة الأمم المتحدة في السودان:
الاقتصاد السوداني يتجه نحو الأسوأ
عطفا على هذا التصريح إسمحوا لى بالتأكيد على أن روشتة البنك الدولى أحالت السودان من مربع الدولة الفاشلة إلى منزلقات ومستنقع عهد اللا- دولة .. وتحت رايات الوعود البراقة طبق أفندية النيوليبرالية جراحة عميقة خالية من الأدوات على جسد الدولة المتحلل، فلم يتطرق البرنامج الاقتصادى إلى الاختلالات الهيكلية ولا إلى قانون العمل أو قانون الاستثمار بل ذهب البرنامج المرسوم بعناية بعيدا للتأثير على قيم المجتمع من لدن خزعبلات منهج القراى للصغار إلى المثلية الجنسية ومستشارة النوع للكبار رغما عن حدود ومطلوبات الإنتقال ومهابة صفوف الصلوات أمام القيادة العامة، وطفقوا ينتظرون من ذلك دعم المجتمع الدولى الذى لا يعرف غير منهج الشراكات الذكية المستدامة والدول المستقرة ومصالح الشعوب.
تم تسخير آلة إعلامية ضخمة لتمرير تلك الأجندات، نجحت فى حملة تغبيش العقول وقبل ذلك فى تعميق مظاهر الفتنة بين المكونات السياسية والمجتمعية والقبلية لتكتمل حلقات القذف بالبلاد إلى هذا المصير لأجل وأد آمال الشباب والقضاء على التطلعات حتى تسهل خطوات زراعة الإحباط فى طريق العبور للسيطرة على مقدرات البلاد.
القرار السياسى السودانى ظل مرتهنا منذ حقبة الاستقلال والنادي السياسى التقليدى أو الراديكالى غير مؤهل لمواكبة المتغيرات الاقتصادية الدولية، ولذلك سأظل مناصرا لهذا الشباب فى سعيه الدؤوب “لاستقلالية القرار السياسى السودانى” فهذا الجيل يحمل ملامح الإنعتاق والمستقبل المرتجى رغما عن الهنات هنا وهناك!
على الشباب فى هذه اللحظة المفصلية أن يتهيأ للانتقال من ضيق إحتكاكات الثورة إلى آفاق تحديات الدولة بالقفز على المنعطفات الآنية فذلك أمر مطلوب مع تنامى جرعات الوعى و مظاهر النضج السياسى (Maturity) لدى الشباب، على أن يتم تجاوز الأخطاء المتكررة بتبنى شعارات وتكتيكات شيخوخة الحياة السياسية مثل شعار “اللاءات الثلاث” لنضخ بذلك دفقات من الحيوية على الراهن السياسى ونتجاوز الجمود بالتفاوض المباشر مع المؤسسة العسكرية لتجنيب البلاد شبح التشرذم ونذر الحرب الأهلية.