* نكاد نجزم أن تلك العبارة ظلت الأكثر تردداً على ألسن السودانيين، على الصعيدين الرياضي والسياسي خلال الفترة الماضية.
* (طرف ثالث).
* عبارة مثيرة للجدل، يتداولها من يدعمون الحكومة، أو المكون العسكري على وجه التحديد، سعياً إلى إعفائه من مسئولية قتل المحتجين، وتفريق المسيرات بالرصاص الحي.
* أما في الرياضة فقد رددها أهل المريخ كثيراً، عندما أصر دكتاتور الكرة السودانية على حشر أنفه في شئون ناديهم، كي ينصر فرداً على أمة تعدادها الملايين، ويمنع أعضاء نادي المريخ من ممارسة حقهم القانوني في اختيار من يحكم ناديهم.
* في الهلال تكررت العبارة مؤخراً، بعد أن تمدد التململ من تطاول أمد تكليف لجنة التسيير التي اختارها شداد للنادي، وانتقى أعضاءها بنفسه، من دون أن يمنح مجلس إدارة الاتحاد العام حق العلم بالتعيين، أو المشاركة في الاختيار.
* حتى الاتحاد نفسه، عاد ليردد تلك العبارة مؤخراً، ويصف مفوضية الشئون الشبابية والرياضية بولاية الخرطوم بالطرف الثالث، عقب إصدارها قراراً أبطلت به قرار تكوين لجنة تطبيع لنادي الهلال.
* ذكر أن الهلال عضو مستقل في الاتحاد السوداني لكرة القدم، وأن تدخل المفوضية في شئونه مرفوض، باعتبار المفوضية طرفاً ثالثاً لا يحق له أن يؤثر على النادي بأي نهم.
* نعود إلى العبارة المثيرة للجدل على الصعيد السياسي، ونذكر أن من يرددونها يريدون أن يعفوا بها الحكومة من أوزار ومسئوليات الموت المجاني والقتل المروع الذي يحدث في شوارعنا منذ فترة.
* العبارة لا تعفي الحكومة بقدر ما تدينها، إذا قبلنا الدفع بأن من يقتل الشباب في الطرقات (طرف ثالث) سيجوز لنا أن نسأل: كيف تقبل السلطة لنفسها أن يجول في شوارع عاصمتها مسلحون يرتدون أزياء القوات النظامية، ويطلقون النار على المدنيين العُزّل، ليردوا شباباً في عمر الزهور بالرصاص الحي جهاراً نهاراً، من دون خوف من ملاحقة أو محاسبة؟
* القاتل يتسلل ويتخفى ويتجنب العيون في العادة، ومن يحملون السلاح ويوزعون الموت في الطرقات يفعلون ذلك على الملأ، وأمام الكاميرات، ويطلقون الرصاص على المدنيين من دون أن يهتز لهم جفن.
* أي سلطة تلك التي ترضى لنفسها، وتقبل لشعبها أن يقتل بالرصاص جهاراً نهاراً، وتكتفي بالفرجة على (الطرف الثالث) المزعوم من دون أن تتحرك للجمه وإحضاره إلى العدالة؟
* من يريدون إعفاء الحكومة من مسئولية جرائم القتل التي تحدث في عاصمة بلادنا يصمونها من حيث لا يحتسبون بالعجز والفشل والتواكل، بل بالتواطؤ مع القتلة المزعومين.
* إذا كانت السلطة التي يسيطر عليها قائدا الجيش والدعم السريع عاجزة عن ضبط وإحضار (الطرف الثالث) المزعوم، فما الذي يبقيها في موقعها؟
* علماً أن وجود العسكريين في السلطة تم أصلاً بزعم أنهم مكلفون بحفظ الأمن وفرض النظام في دولة تعاني هشاشة أمنية لا تخفى عن العيون، فإذا فشلوا في أداء تلك المهمة داخل العاصمة، ناهيك عن الأصقاع البعيدة، فما الذي يبقيهم في الحكم؟
* المثير للاهتمام أن الحكومة أفلحت في ضبط وإحضار المتهمين بقتل العميد شرطة (الشهيد) علي بريمة حمد (رحمة الله عليه) بعد ساعات قليلة من لحظة قتله غيلةً في موقف شروني.
* عندما تعلق الأمر بقتل أكثر من سبعين شاباً في الشوارع رمياً بالرصاص قيل إن الفاعل طرف ثالث، لا يمكن ضبطه، ويستحيل إحضاره للمحاكمة!!
* أي عدالة تلك وأي منطق وأي بؤس في التعليل؟
* نحن لا نبرر قفل الطرقات وتعطيل مصالح الناس، ولا نقبل التتريس العشوائي للشوارع، وسبق لنا أن انتقدنا تلك الظواهر السالبة في بداياتها، وذكرنا أنها كانت مبررةً على أيام الثورة الأولى بوجود مسلحين يمتطون تاتشرات ويطلقون النار على المتظاهرين ليردونهم قتلى بلا رحمة، وأن تلك الكوارث اندثرت بعد سقوط الإنقاذ، ولم يعد هناك ما يبررها.
* عندما أقدم مجلس نظارات البجا على قفل الطريق القومي والميناء لم يتم التعامل مع أنصاره بالرصاص، ولم ترسل لهم التاتشرات، ولم يُقتل المحتجون على رصيف الميناء، بل أرسلت إليهم الوفود لمفاوضتهم سلماً.
* بالتالي لا يوجد ما يدفع السلطة إلى التعامل مع المتحجين في العاصمة بالرصاص الحي، سيما وأن فعلهم يتقاصر دون ما حدث في الشرق بكثير.
* لا يمكن للحكومة أن تستنكر تتريس المحتجين للشوارع وهي تغلق الجسور بالحاويات، وتقفل الشوارع بالأسلاك الشائكة، وتقطع الإنترنت عن الناس، لتعطل الاتصال والأعمال.
* عبارة (طرف ثالث) لا تصلح مبرراً للقتل، ولا تعفي الحكومة من مسئولية الأرواح البريئة التي تزهق في بلادنا كل يوم.
* قال تعالى في محكم تنزيله: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيماً).
* وقال المصطفى صلوات الله ورضوانه عليه (لا يَزَالُ العبدُ في فَسْحَةٍ من دِينِه ما لم يُصِبْ دَمًا حراماً).
آخر الحقائق
* خسر منتخبنا مباراته الثالثة أمام المنتخب المصري، لكن مظهره العام كان أفضل بمراحل بعيدة من المظهر الهزيل لصقور الجديان في بطولة كأس العرب بالدوحة.
* لا توجد أدنى مقارنة بين منتخبي برهان وفيلود.
* بحمد الله اختفت الهزائم الثقيلة والأداء الجنائزي.
* شاهدنا منتخباً فتياً، يلعب بجدية وروح قتالية، ولياقة عالية.
* طبيعي، لأن المنتخب الذي لعب في الدوحة ضم مجموعة من العواجيز الذين فقدوا القدرة على الركض.
* معدل أعمار منتخب فيلود فاق خمسة وثلاثين عاماً.
* أكثر ما عاب منتخبنا في الكاميرون الضعف البائن في الشق الهجومي، وعدم القدرة على الاحتفاظ بالكرة.
* الإرسال الطويل أكبر عيب تعاني منه الكرة السودانية، تبعاً لغياب التكوين الصحيح للاعبين.
* كثيراً ما يخطئ لاعبونا في تمرير الكرة وهم مرتاحون، وبلا ضغط من الخصم.
* أمس كان بالإمكان أفضل من ما كان.
* على الرغم من إشادتنا ببرهان إلا أنه ضبع اختياراته تحتاج إلى تصحيح سريع.
* لاعبا الطرفين مازن ومصطفى الفادني ضعيفان جداً في الشق الهجومي.
* الفادني تحديداً يتخلص من الكرة كيفما اتفق.
* لا يوجد أي مبرر لاختيار يس حامد للمنتخب، لأنه ضعيف في كل شيء.
* لاعب عادي جداً، يتوافر الدوري الممتاز على كثيرين يفوقونه في المهارة والقوة.
* كذلك لم نر من جمعة قلق ما يبرر اختياره وإشراكه أساسياً.
* تمنينا أن يمنح برهان فرصة لشيخو الموهوب في صناعة اللعب.
* كان بمقدوره أن يشركه بديلاً لعبد الرؤوف في الحصة الثانية.
* اللاعب الوحيد الذي يلعب بثقة وهدوء وتمكن هو المدافع الفولاذي مصطفى كرشوم.
* بسم الله ما شاء الله عليه.
* الأفضل بين نجوم صقور الجديان في الكان بلا منازع.
* بالأمس كان يستحق أن ينال جائزة رجل المباراة.
* جاملت اللجنة مدافع المنتخب المصري أحمد حجازي وميزته على كرشوم بلا مبرر.
* مدافع متميز في التغطية، ويتميز بطول فارع ويجيد ألعاب الهواء بامتياز.
* كرشوم السوداني الوحيد الذي نال شرف الظهور في توليفة الجولة الأولى للدور الأول.
* في المجمل تمثل التوليفة الحالية نواة طيبة لمنتخب قوي يمكن أن يشرف السودان مستقبلاً.
* نشكر اللاعبين على اجتهادهم.
* نشد على أيدي برهان ومحسن واللاعبين على الأداء المقبول والظهور المشرف.
* العافية درجات.
* بحمد الله طوينا صفحة الخمسات والستات.
* آخر خبر: كرشوم خاتي اللوم .
القادم
قد يعجبك ايضا
تعليقات