24 مايو 2010
اي قبل ١١ سنه من الان .
قبل حلول 2030 .. ستصلك الرسالة التالية على هاتفك .. وعليك ان تكون مستعدا لها:
*”على الجميع إيداع جميع الاموال النقدية في البنوك لتحويلها للعملة الرقمية قبل نهاية هذا العام .. وبعد هذا التاريخ .. جميع العملات الورقية ملغاة وغير قابلة للتصرف.”*
ستتشكل معارضة قوية من فئات مختلفة بالمجتمع لمقاطعة هذا القرار، وستنتشر نظريات كثيرة لتفسير اسباب واهداف هذا التغيير، ولن تقوم فئات عدة بايداع النقود كنوع من الاعتراض والضغط والممانعة. لكن في نهاية العام، وعند تفعيل العملة الرقمية كعملة وحيدة، سيدرك هؤلاء ان نقودهم باتت بلا قيمة، ولن يتم قبولها تجاريا، وانهم مفلسون ولا يستطيعون شراء اي شي مقابلها. عندها سيطالبون، بذعر، لتمديد فترة الايداع لبضعة اسابيع، لتحويل نقودهم للعملة الرقمية، وهذا ما سيكون.
*المرحلة الاولى:* راتبك لك وانت حر التصرف به.
هذا التحول الحتمي هو الغاية القصوى لمعظم حكومات العالم، لرصد وتوثيق جميع الحركات المالية في البيع والشراء وحساب الرسوم والضرائب بدقة، دون اي تهرب ضريبي لمواطنيها وشركاتها. ستكون الثروة الحقيقية للجميع معلومة للأنظمة الحاكمة، وموثقة بشكل كامل بجميع تدفقاتها، فلا مكان لايداع نقودك الا في النظام الرقمي المسيطر عليه كليا من قبل الحكومة، وسيختفي مفهوم الكاش. وهنا ستبدأ ملامح الحدود الجديدة التي لا تستطيع ان تتجاوزها، والتي عليك ان تستعد لها من الان.
تدريجياً، وبعد دخول الجميع في هذا الممر الرقمي، ستظهر الرواتب الملونة كمفهوم جديد، وسيتم احياء نظام المقايضة كرد فعل تلقائي.
يقوم مفهوم الرواتب الملونة على تقسيم صافي الدخل الشهري والسنوي للافراد والمؤسسات لفئات (الوان) مشروطة التداول، فالراتب الشهري سيقسم الى الوان بنسب متفاوتة، وكل لون تستطيع استخدامه ضمن اطار معين.
اللون الاول مثلا، وسنختاره هنا الابيض، هو عابر للقارات، وتستطيع كمواطن ان تشتري به (محليا أو دوليا) سلع وخدمات من أغلب دول العالم، وسيكون لون التجارة الدولية والشراء عبر الانترنت والمنصات العالمية.
يليه اللون الازرق، وهو ذلك الجزء من دخلك الذي تستطيع فقط استخدامه محليا داخل حدود بلد الدخل لدعم الاقتصاد المحلي، وسيكون هذا اللون ضامن للتدفقات النقدية داخل اقتصاد الدولة والمحرك الاساسي لها.
يليه اللون الاخضر، وهو ذلك الجزء من راتبك الذي تستطيع إنفاقه على خدمات أو مستهلكات معينة تحددها الدولة لك، فإذا انقضى الشهر ولم تستهلكه، لا يتم تجديده لشهر آخر، تماما كما هو الحال مع شركات الإتصال وباقات الإنترنت الشهرية، فما لا تستهلكه في نفس الشهر، يذهب من رصيدك، وهكذا سيكون جزء من دخلك الشهري!
اللون البني، وهو لون محدد جغرافيا داخل حدود بلد الدخل لدعم منطقة معينة، وضمان وصول التدفقات النقدية لها. مثلا تقوم الدولة بتحديد جيوب سياحية او زراعية او ريفية معينة باللون البني، لاجبار جميع المواطنين بصرف جزء من دخلهم ضمنها.
اللون الاصفر، وهو لون محدد بفئة معينة من التجارة او المطاعم او الترفيه الذي ستفرض الأنظمة الحاكمة على مواطنيها والمقيمين فيها انفاقها فيه بشكل شهري.
أما اللون الاحمر، وهو لون مؤقت يظهر لدعم قطاع معين او توجيه سياسة معينة في فترة معينة، مثلا تخصيص جزء من دخل المواطن أو الشركات لدعم أنشطة حكومية او أندية أو إطلاق خدمة جديدة، وذلك في وقت الركود مثلاً، او كتشجيع لتلك البادرة الحكومية التي تهدف في النهاية إلى إعادة برمجة العقل البشري ليكون مطواعا بيد تلك الحكومات والأنظمة، ومنصاعاً لتعليماتها، ومنقاداً بشكلٍ أعمى وراء جميع مخططاتها.
*المرحلة الثانية:* راتبك لك وانت حر التصرف به، ضمن خيارات محددة من الدولة.
الترجمة المبسطة للرواتب الملونة، هو ان يكون فرضا راتبك الشهري يعادل الف دولار رقمي، سيكون منهم مثلا 300 دولارابيض، 300 دولار ازرق، 200 دولاراخضر، 100 دولار بني، و 100 دولار اصفر. وسيبقى الدولار الاحمر الذي يظهر في مواسم معينة لتحقيق سياسات معينة.
سيكون لأنظمة الدول الحجة والأدوات للسيطرة على المواطنين والزوار والمقيمين والسياح وغيرهم، عبر التحكم بدخلهم الشهري. فتحرم هذا وتكافئ ذاك بناءًا على انصياعهم للقوانين وتقبّلهم للنظام العالمي الجديد.
المراقبة الرقمية الصارمة للتداول النقدي داخل الدولة وعبر القارات، ستشكل تهديدا لاستمرار الدخل لبعض الدول والمنظمات والجماعات المدرجة ضمن القوائم السوداء في المجتمع الدولي. “عصر الكاش” قد انتهي حتى على مستوى الفرد الراغب بدعم جمعية او منظمة معينة، وسيطفو على السطح أقدم نظام تجاري عرفته البشرية، “المقايضة”!
“التزم، أو سيتم حجب التدفقات النقدية عنك بكبسة زر!”
سيُجبَر كل من يريد التغريد خارج هذه المنظومة الرقمية، ان يقوم بذلك عبر مقايضة سلعة بسلعة وخدمة بخدمة، ولن يتم ذلك بسهولة.
استعدوا من الأن،،