🎯 استراتيجيات
د. عصام بطران يكتب :
رؤوساً حان قِطافها ..!!
– رجعت الى الوراء وفي الامنيات ان يعيد التاريخ نفسه .. نفس الفوضى والصراعات .. المشاهد تتكرر .. والسيناريو واحد .. انسداد الافق السياسي .. والفساد الحزبي .. وضلال النخب السياسية .. كلها واشد قسوة كانت ظهيرا لفترة الديمقراطية الثالثة 86 – 1989م .. ففي يوم السبت الموافق 1 يوليو 1989م .. اطلت بوادر للعصيان المدني صبيحة انقلاب الثلاثين من يونيو بدعوى من الهالكين اصحاب الفكر الخائب واليسار المتلون .. “من اراد ان تثكله امه ويرمل اطفاله فاليغلق متجره” .. عبارات اطلقها ذلك الفتى ابيض اللون والقلب والسريرة المقدم يوسف عبدالفتاح محمود الشهير ب”رامبو” والذي تقلد في تلك الليلة منصب نائب معتمد العاصمة القومية الخرطوم .. لعلها قراءة للمشهد الماضي الحاضر المتجدد .. في باطن الامر غلظة و”ديكتاتورية” ولكن في ظاهره حياة للناس في معاشهم وامنهم واستقرارهم .. انزوى بعدها الحالمون بعرش يجلسون فيه على جماجم الناس باسم السياسة والكيد السياسي المقيت .. فتحت المتاجر وانسابت الحياة وسرى الدم في العروق بعد تيبس وتجلط كاد ان يهلك الوطن برعونة السياسيين ..
– بعض الشعوب وخاصة العربية والافروعربية لها نزعات من “ركوب الراس” وشيئ من الفوضى والبداوة بدعاوى الحرية المغلوطة .. لذا عرف التاريخ عنهم حوجة ماسة لحكام شداد غلاظ .. والتاريخ له شواهد .. ففي عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب فتح عمرو بن العاص مصر وضمها للدولة الاسلامية وحينما عاد ساله الخليفة: كيف وجدت مصرا يابن العاص .. فقال: “وجدت اناس تجمعهم المزامير وتفرقهم العصا” .. فما كان خير شاهد على الفوضى بمصر بعد مغادرة الرئيس الاسبق حسني مبارك في ماعرف بثورات الربيع العربي .. زرتها انذاك فتذكرت مقولة “شعب تفرقه العصا” وقد كان ولزم الشعب المصري داره امناً بعد رفع عصا “السيسي” فعاد الهدوء والاستقرار وانقشعت سحابة المتاريس بعد فوضى الديمقراطية “البلا فهم” ..
– الحجاج بن يوسف الثقفي .. من يستمع الى روايات التاريخ يعتقد انه من الكفار دعاة الشياطين من غلظته وشدة باسه .. بيد انه من التابعين المهتدين قلده عبد الملك بن مروان الاموي قيادة جيشه وولاه على مكة والمدينة والطائف ثم اضاف اليهما العراق والثورة قائمة فيه .. فوصل الى الكوفة وقمع الثورة وحكم امارة العراق عشرين سنة بعد ان نثر عبارته الشهيرة: “اني ارى رؤوسا قد اينعت وحان قطافها واني لصاحبها” .. وكان الحجاج سفاكا سفاحا مرعبا .. ولكن كيفما تكونوا يولى عليكم ومعروف عن اهل العراق مواجهة السلطان الضعيف “حقارين” .. ولهم في ذلك شكيمة وقوة وباس شديد .. لا يردعهم الا حاكم ظالم معتد بنفسه ورايه كما كان المهيب صدام حسين الذي من قبله وبعده لم يشهد العراق هدوءا ولا استقرار ..
– السودان، اليمن، تونس، الجزائر، ليبيا، نجامينا، اثيوبيا .. وغيرها من البلدان ذات الصفات “اياها” لم يهدأ لها بال ولن ترى الرفاه والامن الا في عهود الحكام “الافلاطونيين” ذوي القوة والباس الشديد لانهم شعوب سمتهم التمرد على الحاكم .. والفوضى من سجاياهم .. والعصا لمن عصا شعارهم ..
كسرررة:
ننتظر حجاجا سودانيا يعيد الامور الى نصابها ويقطف رؤوسا حان قطافها !!..