هاجر سليمان تكتب:
حكاية طفلة مدمنة.. رسالة للمسؤولين
من المسؤول عن هذه الطفلة ذات الاربعة عشر عاماً؟! هذه الطفلة التى اصبحت مدمنة وتتعاطى اخطر انواع المخدرات ألا وهو الآيس كريستال الذى ظللنا نحذر منه مراراً.. هذه الطفلة التى قادتها ظروفها السيئة للسقوط ضحية فى قبضة عصابات وتجار المخدرات .
هذه الطفلة قادتها ظروفها السيئة ورداءة العلاقة بينها وبين والديها للنشوء فى بيئة مفككة.. هذه الطفلة لو شاهدتم نظراتها البريئة وكيف انها حينما يداهمها النعاس تنام فى الطرقات، ويوفر لها بعض رفاق السوء ثمن جرعة الآيس كريستال.. هذه الطفلة أقرانها ودفعتها من الاطفال الآن بعضهم فى الصف الثامن وبعضهم فى الصف الاول ثانوى، بينما هى تجوب الطرقات بحثاً عن جرعة آيس او سيجارة بنقو او حتى سيجارة حمراء، بينما فى كثير من الاحيان تجدها تحتسى (العرقى).. هذه الطفلة بدلاً من ان تحفظ الاناشيد وقواعد الرياضيات والعلوم والتاريخ، للأسف تحفظ اسماء كبار مروجى وتجار الآيس كريستال وانشطتهم وكيفية البيع والتداول .
هذه الطفلة تحفظ الطرق المؤدية للهلاك، وبارعة فى حساب الضحايا امثالها الذين يتعاطون ذلك السم القاتل وكيف يحصلون على المال.. هذه الطفلة الجميلة استغلالها من قبل الكبار فتح عينيها على ما لا يعلمه امثالها من الاطفال، علموها كيف تستغل جمالها للايقاع بقلوب راغبي المتعة الحرام حتى يكون لها نصيب من جراماتهم، أجرموا فى حقها حينما صادروا طفولتها وعاملوها كامرأة كاملة عاقلة ناضجة .
حولوها الى زهرة ذابلة لا يرى منها الا عيناها البيضاوان الجميلتان.. تلكما العينان فقط هى التى تثبت لك ان تلك المخلوقة طفلة أذنب فى حقها اهلها والمجتمع، عاملوها بقسوة، ابتزوها، انتهكوا طفولتها، وضحوا بها نهاراً جهاراً، لم يرحموا براءتها ولم يراعوا لها، اغتصبوا حقوقها واغرقوها فى مستنقع الادمان، والآن هى تعانى بعد ان ذبلت، وضاعت ابتسامتها البريئة وسط زحام المرض والآثار الجانبية لذلك السم القاتل الذى حصد الشباب وقضى على تلك الثمار اليانعة .
رسالتي الى كل مسؤولى الدولة ابتداءً من البرهان وحتى اصغر شرطى.. هذه الطفلة أمانة فى اعناقكم وانتم مسؤولون عنها امام الله، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، هذه الطفلة تدمرت بسبب سياساتكم الخاطئة التى ادت للتفكك الاسرى والدمار المجتمعى والاخلاقى.. هذه الطفلة ستكون خصمكم امام رب العزة يوم لا ينفع مال ولا بنون .
هذه الطفلة الآن فقدت الامان وفقدت الاهل والمنزل الدافئ.. هذه الطفلة تلتحف الفضاء العريض رغم البرد، وتنام بالشوارع ويغرر بطفولتها مقابل منحها جرعة آيس او هيروين او كوكايين او حتى خمر على اسوأ الفروض.
اليوم نناشد السادة رئيس المجلس السيادى ونائبه ووزير الدفاع والسيد رئيس جهاز المخابرات العامة والسادة وزير الداخلية ومدير عام الشرطة ورئيس الاركان ومدير عام مكافحة المخدرات، وكل قادة البلاد ورجال المال والاعمال.. نناشدكم اليوم الوقوف الى جوار هذه الطفلة وعلاجها من حالة الادمان التى وصلت بها الى مراحل خطيرة قد تودى بحياتها، وبعد العلاج نأمل أن توفروا لها المأوى الملائم حتى لا تعود الى تلك البيئة الفاسدة
…
اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ..