ماني فضل الله الطاهر تكتب :
تطوير وتنمية قدرات عضو هيئة التدريس
… يعد عضو هيئة التدريس الركيزة الأساسية في العملية التعليمية ، وذلك لاتصاله المباشر مع الطلاب وتأثيره عليهم وعلى أفكارهم وثقافتهم ، ما يؤدي الى تطويرهم و تطوير المؤسسة التعليمية والمجتمع، وبهذا تتحقق رسالة التعليم . وتعد كفاءة التدريس الجامعي من أهم معايير جودة التعليم الجامعي ؛ ولذا لابد من تطوير عضو هيئة التدريس أكاديمياً ومهارياً . وفي هذا المقال سوف يسلط الضوء على مفهوم التطوير وأهميته وأهدافه وأهم مجالاته ودور المؤسسة التعليمية في التطوير.
مفهوم التطوير الأكاديمي
مفهوم تطوير أعضاء هيئة التدريس مفهوم شامل يشمل جميع الجوانب المرتبطة بشخصيته وبمهامه المأمولة منه أكاديمياً أو مهارياً ، بجانب المجال البحثي الذي يعد الركيزة الثانية في العملية التعليمية . ومن المعلوم أن مهام عضو هيئة التدريس ترتبط في مجملها مع مهام المؤسسة التعليمية ، وتعتمد على أبعاد رؤيتها ورسالتها ، وذلك يتجدد ويحتاج الى تطوير مستمر ليواكب جميع التحديات والمستجدات .وكذلك ترتبط المهام والأدوار التي يقوم بها عضو هيئة التدريس بأهداف المؤسسة التعليمية فهى ذات الأبعاد المتعددة، وهذا بالطبع ينعكس على اختيار استراتيجيات التطوير المناسبة للتطوير .
أهمية تطوير عضو هيئة التدريس
إن موضوع التطوير الأكاديمي لأعضاء هيئة التدريس أمر ذو أهمية بالغة ، وتظهر أهميته في التحول السريع الذي يشهده العالم مما يؤدي الى ضرورة وجود عضو هيئة تدريس على قدر مناسب من المهارات والمعلومات حتى يقود طلابه ويؤدي رسالته على أكمل وجه . وهذ التطور السريع و التحديات تلقي العبء الأكبر على الجامعات من أجل دفع وتطوير العملية التي يشهدها العالم ، وبالتالي يجب اتخاذ التدريب والتأهيل طريقاً للتطوير وفق استراتيجيات ومنهجيات محددة ومتجددة . والناظر الى الواقع اليوم يرى التطورات السريعة والتغير الاجتماعي والاقتصادي الذي يشهده العالم . ومن هنا تأتي أهمية تدريب وتطوير أعضاء هيئة التدريس فبتطويره تحافظ المؤسسة التعليمة على جودة مخرجاتها وأبحاثها .
ويمكن تلخيص الأهمية في النقاط التالية :
*التطور الكبير في التعليم واتجاهه نحو العالمية مما يتطلب تطوير التعليم وأعضاء هيئة التدريس
* تطوير عضو هيئة التدريس من الأهمية بمكان إذ أنه أحد الشروط والمعايير المتمدة في ترقيته
* حتى نرتقي بالبيئة الجامعية ونصفها بالبيئة المستنيرة لابد من تطوير عضو هيئة التدريس ولذلك لابد من تبني سياسات واستراتيجيات واضحة من أجل تحقيق ذلك المطلب
*التطوير ينمي عضو هيئة التدريس ويزيد من مقدراته وإمكانياته وهذا يعود بالنفع له ولطلابه وبيئته التعلمية
*التطوير يؤدي الى الابتكار في جميع المجالات ويلبي كافة التطلعات المستقبلية .
أهداف التطوير
• مساعدة عضو هيئة التدريس على تنمية شخصيته وأدائه الأكاديمي *
• *زيادة خبرة أعضاء هيئة التدريس وتفاعلهم مع المتغيرات داخل المؤسسة وخارجها
*ضمان تأهيل عضو هيئة التدريس وبالتالي ضمان أدائه لدوره الوظيفي والمهني على الوجه المطلوب
الدفع بعضو هيئة التدريس نحو الابتكار والبحث العلمي المميز الذي يخدم الجامعة والمجتمع *
• * التنوع والإبداع والريادة في مجال عمل عضو هيئة التدريس
*تنمية القدرات التخطيطية لدى عضو هيئة التدريس وتبادل المعرفة والخبرة بينه وبين الآخرين
*خلق بيئة داعمة لعضو هيئة التدريس وتمكنه إدارياً وقيادياً
• مجالات تطوير أعضاء هيئة التدريس
تتعدد المجالات التي يمكن أن يتم فيها تطوير عضو هيئة التدريس ،ومن أهمها مجال أساليب التدريس واستراتيجياته ؛إذ أنه يعتبر المجال الرئيسي لأداء لعضو هيئة التدريس ‘وذلك لارتباطه بطلابه الذين يأملون منه الدفع بهم نحو التقدم والتنمية والازدهار . ومن المهارات أيضاً التي تحتاج الى تدريب وتأهيل مهارات التواصل والاتصال الفعال؛ إذ أنها الرابط بين الطالب وبينه ولغة الحوار، من أجل استقرار البيئة التدريسية وفهم الطلاب وتلبية احتياجاتهم المعرفية والفكرية . وهذه المهارات بعضها مكتسب وبعضها فطري ‘ ولذلك على عضو هيئة التدريس تنمية النقص الذي قد يعتريها حتى يكون على قدر المسؤولية ‘ ويكون مقنعاً لدى طلابه ويكسب ثقتهم واحترامهم مما يعود بالنفع عليهم . وعليه أيضاً أن يمتلك مهارات التعامل مع الآخرين ، ولغة الجسد ومهارة حل المشكلات والذكاء العاطفي والتفكير الإبداعي . وعلى عضو هيئة التدريس ان يتدرب على استخدام التقنية لارتباطها بمهامه الأساسية ، سواء في مجال التدريس أو البحث العلمي أو خدمة المجتمع ؛ فهو يحتاج الى استخدامها داخل الفصول الدراسية سواء كانت حضورية أو افتراضية كما حدث في الآونة الأخيرة مع ظهور جائحة كورونا واجتياحها العالم مما أدى الى تعليق الحضور في المؤسسات التعليمية والركون الى البرامج والمنصات الافتراضية فظهر بعض الضعف لدى من لا يمتلك هذه المهارات .بجانب ذلك فإن العملية التعليمية تحتاج الى تنوع الاستراتيجيات والأساليب التدريسية من أجل الابتعاد عن نمط المحاضرات التقليدية التي اصبحت ضعيفة المردود والتوظيف في توصيل المعلومة نسبة للتطور الهائل والسريع الذي يعيشه العالم . أيضاً يحتاج عضو هيئة التدريس الى التطوير في مجال الإدارة والقيادة فهو ليس ببعيد عن التكاليف الإدارية والمهام القيادية داخل المؤسسة او خارجها .
وعلى عضو هيئة التدريس تنمية مجال تخصصه وتمكينه حتى يستطيع توصيل المعلومات لطلابه بسلاسة ويسر.وعليه أن يواكب المستجدات في مجال التخصص والتطورات حتى يكون مبدعاً ومقنعاً.
دور المؤسسة التعليمية في تطوير عضو هيئة التدريس
برامج التطوير الأكاديمي من أكثر البرامج التي تحظى باهتمام الجامعات ويمكن تلخيص مهام المؤسسة في التدريب والتطوير في الآتي:
1/ على الجامعات أن تعد برامجاً متميزة من اجل تطوير عضو هيئة التدريس حتى يقوم بدوره المناط به بتميز وفاعلية.
2/ تهيئة المناخ المناسب من أجل التطوير.
3/ تقليل الأعباء الإدارية والتكاليف وتفريغ عضو هيئة التدريس من أجل التدريب.
4/ تيسير التدريب وتحمل نفقات الدورات التدريبية تعاوناً وتكاملاً مع عضو هيئة التدريس.
5/ إعداد دراسات لحصر احتياجات أعضاء هيئة التدريس التدريبية، بحيث تكون الدورات نوعيه مع مراعاة جانب التخصص.
6/ التقييم المستمر لعملية التطوير والتحفيز والتحسين .
7/ تخصيص إدارة للتطوير الأكاديمي والتأهيل .