حميدتي في روسيا..تعقيد المشهد

تقرير: الزرقاء ميديا

في ظل اجواء متوترة اقليمياً ودولياً وصل نائب رئيس مجلس السيادة الفريق اول محمد حمدان دقلو “حميدتي” روسيا وسط جدل كثيف في السودان حول هذه الزيارة ، ومنذ وصوله الي موسكو قال حميدتي انه يأمل في تعزيز العلاقات السودانية الروسية في احدث زيارة يجريها ضمن سلسلة من الجولات الخارجية،وفي العام الماضي كانت الحكومة السودانية قد اعلنت انها ستدرس من جديد الاتفاق مع موسكو حول انشاء قاعدة بحرية روسية في السودان ،والذي تم التوصل اليه في عهد الرئيس السابق عمر البشير ،بيد ان زيارة حميدتي في هذا التوقيت الحرج اثارت جدل واسع في الشارع السوداني خاصة وانها تاتي في توقيت حرج وتسال عدد من السودانيين في وسائل التواصل الاجتماعي عن سرالزيارة التى تاتي في توقيت يشهد فيه العالم توترا في العلاقات بين الغرب وروسيا بسبب الحرب التى بدات على اوكرانيا،فيما اكد عدد من الخبراء العسكريين والذين فضلوا عدم ذكر اسمائهم ان طبيعة الزيارة توحي بان هناك اتفاقيات اقتصادية محتملة في اشارة الي مرافقة عدد من وزراء القطاع الاقتصادي لنائب رئيس المجلس السيادي مما يؤكد ان كل الملفات التى ستتم مناقشتها من الطابع الاقتصادي ولم يستبعد الخبراء ان تكون هناك ملفات “تحت الطربيزة” قد تتم مناقشتها في هذه الزيارة خاصة بعد تهديدات المجتمع الدولي عقب قرارات الخامس وعشرين من اكتوبر التى اصدرها القائد العام ورئيس مجلس السيادة الفريق اول عبدالفتاح البرهان،

واختلف بعض الخبراء العسكريين مع من سبقوهم في الحديث وقالوا ان توقيت الزيارة غير مناسب حتى وان كانت مبرمجة منذ وقت سابق واضافوا ان مثل هذه الزيارات يجب ان تكون في اجواء صحية وليس متوترة حتى تحقق اهدافها،واتفق الخبير الاقتصادي دكتور محمد النائر مع البعض الذين يقولون ان الزيارة مبرمجة ولم تكن وليدة اللحظة ولم يستبعد ان تكون هناك ملفات اخري خلاف الملف الاقتصادي تتم مناقشته في الزيارة وقال ان المعالجات التى تمت منذ تطبيق روشته البنك الدولي كانت عبارة عن قروض تجسيرية بمعني حل دين بدين حتى يمنحك البنك الدولي قروض جديدة واشار النائر الي ان الغرب لم يقدم شي للسودان منذ رحيل حكومة البشير خاصة وان السودان كان معزولا من الغرب لعقود من الزمان وكان من الطبيعي الاتجاه نحو شرق اوربا ، واكد النائر ان الامكانيات التى يتمتع بها السودان قل ماتوجد في دولة واحدة الي جانب موقعه الاستراتيجي باعتباره رابط بين الدول العربية والافريقية وله ساحل يمتد على طول 750كيلو متر مما جعله مطمع لبعض الدول ، ويري النائر ان روسيا محتاجة لهذه الزيارة ليس من اجل المساندة الدولية وانما لتلاقي الرؤية وكذلك لان امريكيا تلوح بالسيوفت وقد تكون اتخذت قراره بشانه وهذا مردود عليها لان نظام السيوفت هو نظام تحويل دولي مفترض يكون محمي من العقوبات التى تفرضها دولة اتجاه اخري وقال انه قد ينشاء نظام موازي للسيوفت عبر مجموعة البركس .

حسنا ان زيارة حميدتي لموسكو في وقت تشهد فيه أوربا حربا سيكون لها ما بعدها، يمتد الخطر للسودان الذي يحاول الخروج من نفق الأزمة السياسية التى يعيشها منذ قرارات أكتوبر، وبين ترقب تطور العلاقات الاقتصادية بين موسكو والخرطوم ومخاطر الحرب مع اوكرانيا يظل الموقف معقدا حتى تظهر نتائج الزيارة.

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...