أعلن وزير المالية و التخطيط الاقتصادي، جبريل إبراهيم عن تحديد ( ٤٣) ألف جنيه كسعر تشجيعي لجوال القمح سعة مائة كيلو، فيما رفض مزارعون السعر التشجيعي المُعلن من الحكومة، ووصفوه بالكارثي والمجحف، خاصة وأن الحكومة فشلت في توفير السماد وأبسط مدخلات الإنتاج وتركتهم للسوق الأسود، ما أدى إلى فشل الموسم الشتوي وتعرضهم لخسائر فادحة تجعلهم عرضة للسجن بسبب الإعسار والعجز عن السداد.
و التقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان بمكتبه بالقصر الجمهوري أمس، وزير المالية والتخطيط الاقتصادي المكلف د.جبريل إبراهيم ، بحضور محافظ مشروع الجزيرة عمر محمد الفكي مرزوق.
و بحسب إعلام مجلس السيادة؛ فقد أكد جبريل إبراهيم التزام وزارته بشراء محصول القمح من المزارعين بواقع ( ٤٣) ألف جنيه للجوال سعة مائة كيلو ، كسعر تشجيعي للمزارعين .
فيما أعلن محافظ مشروع الجزيرة عن موافقة الحكومة على أن يكون سعر جوال القمح، استلام من المزارع، في حدود (٤٣) ألف جنيه، معبراً عن شكره لكافة الجهات التى ساهمت في تحديد هذا السعر المجزي لجوال القمح.
و أضاف” نؤكد لرئيس مجلس السيادة الانتقالي بأن مشروع الجزيرة سيشهد إنتاجاً وفيراً، وسنعمل على توفير القمح كسلعة استراتيجية للسودان”.
فيما استنكر عدد كبير من المزارعين في مختلف الولايات، السعر المُعلن واعتبروه ظلماً وإجحافاً وعدم تقدير ومسؤولية من الحكومة، وهددوا بعدم تسليم المحصول بالسعر المعلن.
قال المزارع بولاية النيل الأبيض عادل احمد يوسف الحسن لـ (اليوم التالي) أمس، إن السعر التركيز لجوال القمح أتى مخيباً لآمال المزارعين، وأضاف.. (كنا نتوقع سعراً أعلى من الذي تم تحديده يتراوح مابين 62 إلى 65 ألف جنيه للجوال).
ونوه إلى أن تكلفة الفدان كانت عالية، خاصة أسعار سماد اليوريا والمبيعات، بجانب تكلفة ارتفاع التحضيرات والزيادات الكبيرة في الوقود.
وقال المزارع بمشروع الجزيرة قسم المكاشفي؛ صلاح محمد الفضل لـ (اليوم التالي) إن السعر المعلن محبط و لا أحد سيكرر تجربة زراعة القمح مرة أخرى، وأضاف (أحسبوها معنا التحضير للفدان ونصف الفدان يكلف 80 ألف جنيه، والسماد وملح والتيراب للفدان تكلفته تتجاوز ١٥٠ ألف جنيه و جوال البلاستيك الواحد الفارغ ٤٠٠ جنيها، وضريبة المياه على الفدان 8 آلاف، و.. ) وتابع (هذه بدون تكلفة الترحيل و تعب وجهد وسهر المزارع فكيف يتم تحديد سعر أقل من تكلفة الإنتاج).
و شدد المزارع موسى التوم من مكتب وقيع الله بمشروع الجزيرة امتداد المناقل على أن السعر المعلن لن يكف لتسديد الالتزمات، ما يعرض عدداً كبيراً من المزارعين للسجون، وقال (خافوا فينا الله وضربوها بالورقة والقلم) ونوه إلى أن البنك الزراعي فشل في توفير السماد حتى انتهاء الموسم وتوقع أن يكون إنتاج الفدان في أدنى المستويات من عشر سنين، وأن لا يتجاوز 7 جوالات في أفضل حالاته، وقال (البنك الزراعي يجب أن يتحمل الخسائر وعلى الحكومة إذا كنت تهتم بأمر مزارعيها أن تعوضهم عن الخسائر ولا تكتفي بالسعر التركيزي المجحف).