عبد الحفيظ مريود يكتب: لماذا تطلب المرأة الطلاق؟
لأنها تريد أن تجرب رجلا آخر. فأنت لم تعد كافيا.. لكنها لن تتنازل عن شيئ منحته لها ذات يوم. قليلات يفعلن ذلك. ربما لأن النساء مثل الأطفال، عفويات، لكن أنانيات في الوقت عينه. أنانية قد تجعلك تزهد فيهن تماما. ومع ذلك يحرصن على إعطاء أنطباعات بأنهن الأكثر استغناء عنك، وعن هداياك وعطاياك.. يتطلقن، لكن يجب أن يتمتعن ب “الحاجات الجابها لي الفارة دا”.. وليس في الأمر حرج.
لكن ماذا يعني أن تقدم استقالتك من الحكومة، لأنها حكومة إنقلابية، وتحتفظ بالامتيازات والمكتسبات الوظيفية؟ نسوية جديدة؟ على الأرجح، فإن عادل كلر، الصحفي والمدافع العتيد عن النسوية، هو الوحيد القادر على اجتراح تصنيف لهذا السلوك..
فيما مضى، كان ثمة صحفى اسمه صالح عجب الدور… صالح مختار عجب الدور. لا تعرفه الاجيال الجديدة من الصحفيين. عمل في الصحف منذ نهاية الثمانينات، ثم انتقل إلى التلفزيون القومي، ثم منتجا لمكتب قناة الجزيرة بالخرطوم.. قبل أن يغادره، ويمضي في حال سبيله، تاجرا للمواشي، مثل الكثيرين من أبناء اهله الزيادية، فى مليط ، شمال دارفور. واضعا بكالريوس الصحافة والاعلام، وماجستير العلوم السياسية، داخل حقيبة سوداء، على سقف الدولاب، بعيدا عن متناول الأطفال.
(بمناسبة الزيادية، أحب أن أحيي الشاعرة والناشطة، وصانعة الافلام، الجميلة نهلة محكر)..
شايف كيف؟
عجب الدور، حين قبل عرض قناة الجزيرة بالخرطوم، وأراد أن يجرب الإنتقال، أخذ إجازة بدون مرتب من التلفزيون القومي. وحين ينزل في الخزنة البديل النقدي، بدل اللبس، منح العيدين، كان يرفض ان يأخذها، طوال عامين، حتى تخارج وقدم استقالته.. يقول إن لوائح الخدمة لا تلزمه في شيئ،، طالما هو في إجازة دون راتب، حتى ولو أجازت ذلك اللوائح.
بعد ثورة ديسمبر، تم تعيين ناشط في وظيفة أمين عام.. قدم استقالته بعد ٢٥ أكتوبر، اعتراضا على الانقلاب. هل تصدق يا راستا، أنه ما يزال يمتطي سيارة “الانقلابيين”، يستخدم بطاقات الوقود، يسكن في سكن الحكومة ويقبض راتبه، ويعمل على إسقاطها؟ ليس وحيدا ذلك الناشط، الامين العام، بل هناك عشرات منهم، وربما مئات، حزبيين وغير حزبيين، يفعلون مثله.. بل بعضهم يستخدم مكتب الحكومة الانقلابية، وأجهزتها في التحشيد والدعوة لإسقاطها..
شايف كيف؟
لكن الأعجب، هو أن الحكومة “الانقلابية” ما جايبة خبر من أساسو… لا أظنها تعرف – في هرج الشراكة المتربصة تلك، وهي تعمل على الانقضاض عليها – من دخل ومن خرج.. أو “من كان ماذا”، كما يقول ماركيز..
لم تعد النساء وحيدات في مسألة طلب الطلاق، والتمتع بمكتسبات (الاكس).. صار الكثير من الرجال نساء مطلقات.. أو طالبات للطلاق، وهن يضمرن البقاء، ولو على أساس ( إنها ما بتقدر ترجع بيت أبوها).
فافهم ذلك، قبل تلبي دعوة التتريس، أو الخروج في مليونية، يضرب “نوبتها”، شخص نزل مرتب الحكومة في حسابه البنكي،، وركب “سيارته الانقلابية”، لحضور إجتماع تصعيد ثوري آخر..
شايف كيف؟