عصابات 9 طويلة .. الخطر في كل مكان
انتشرت وبصورة ملفتة للأنظار في الآونة الأخيرة عمليات السرقة والنهب بواسطة عصابات الدراجات البخارية والتي عرفت بمصطلح (9 طويلة) في دلالة إلى سرعة عملية النهب أو القتل أو الضرب أو غيره، مما جعل كثيرين يتخوفون من انتشار هذه الظاهرة بشكل كبير داخل العاصمة الخرطوم، وذهب كثيرون إلى ضرورة حمل وترخيص الأسلحة النارية لحماية أنفسهم من وجود ما أسموه بـ(التفلتات) فيما ذهب البعض الآخر إلى ضرورة حمل الأسلحة البيضاء كوسيلة للدفاع في حالة اعترض أي شخص طريقهم.
تسعة طويلة
عبارة يتداولها كثيرون هذه الأيام لوصف عصابات الدراجات البخارية (المواتر) والتي اعتادت الإجرام بشكل مخيف وتكرار ظاهرة الخطف والضرب وأحياناً القتل دون رقابة أمنية تذكر ودون حماية أو وجود أمني للجهات الأمنية في المناطق الطرفية.
انفلات أمني
ذهب المواطن بدر الدين الصادق إلى أن ما يحدث من انفلات أمني نتيجة لتراخي السلطات في حسم التفلتات التي تحدث بصورة يومية والتي أودت بحياة الكثيرين مما قلل الثقة بين المواطن والسلطات الأمنية والشرطية في المحافظة على أمن وسلامة المواطن.
محاضر في دفاتر الشرطة
تكرر انتشار ظاهرة النهب والسرقات الليلية لأصحاب الدراجات البخارية حيث تابعنا قبل يومين اعتراف المتهم بقتل نظامي رمياً بالرصاص وطعناً بالسكين، حيث سجل المتهم بقتل نظامي رمياً بالرصاص وطعناً بسکين اعترافاً قضائياً بالجريمة بمحکمة أمبدة.
وتشير التفاصيل إلی أن المتهم وبرفقته آخر حاولا نهب النظامي ليلاً بالقرب من مدرسة الشهيد الزبير بأمبدة إلا أنه رفض إعطائهم هاتفه الجوال وحاول الدفاع عن نفسه مما جعل أحدهما يقوم بتسديد طعنتين له وأطلق عليه رصاصتين وفرا هرباً.
عليه تم إخطار الشرطة التي سارعت إلی موقع الحدث واتخذت إجراءاتها القانونية اللازمة، کما تم القبض علی متهم ودون في مواجهته بلاغ تحت المادة ١٣٠ القتل العمد ما زال التحري جارياً.
وقبل فترة اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بعد مقتل طالب جامعة أمدرمان الإسلامية عبدالعزيز الصادق الطالب بالفرقة الثالثة بكلية علوم المختبرات الذي قتل داخل الحرم الجامعي أثناء تصديه لبعض اللصوص.
خرج طلاب جامعة أم درمان في مظاهرة حاشدة تنديداً بمقتل طالب داخل الحرم الجامعي من قبل لصوص كانوا يريدون سرقة هاتفه المحمول.
وتعرض الطالب عبد العزيز الصادق محمد ـ الفرقة الثالثة بكلية علوم المختبرات بجامعة أم درمان الإسلامية ـ “في حوالي التاسعة صباح الأحد، لطعنة غادرة بآلة حادة من مجهولين”، بحسب ما ذكر بيان للجامعة.
انقطاع الكهرباء
ذهب آخرون إلى أن الظاهرة موجودة وتكاد تكون متكررة بشكل يومي وقال المواطن متوكل إدريس إن انقطاع التيار الكهربائي ليلاً يمكن أن يزيد من انتشار الجريمة وتكرار الظاهرة وذلك بأن يستغل الجاني ظلام المكان في تنفيذ جريمته والتخطيط لها دون أن يتم التعرف على هويته.
تداعي الشائعات
تحدثت الدكتورة عفاف إبراهيم حامد الاختصاصي النفسي حول انتشار ظاهرة سرقات المواتر خلال الفترة الماضية، حيث ذهبت إلى تأقلم كل الشعب السوداني مع الظاهرة وابتدعوا لها مسميات ترسخت في ذهن المواطن.
وأضافت: لا أنكر أننا نعيش في ذعر تام بالنسبة لأبنائنا جعلنا نتخوف من ذهابهم إلى المناطق النائية.
وتساءلت عن غياب الجهات الأمنية والشرطية مما يحدث من إجرام منظم وأضافت أنه بسبب انتشار مثل هذه الجرائم ستنعدم القيّم السودانية السمحة وينعدم التكافل الاجتماعي.
وأشارت بالنسبة إلى السارق فإن تداعي الشائعات التي وضعت عدداً من التساؤلات أهمها هل هذا العمل منظم أم إنه تنفيذ لأجندة سياسية أم إنه تفلتات نتيجة لسوء الأوضاع الاقتصادية..؟
واستنكرت حدوث مثل هذه الجرائم مضيفةً أن ما يحدث يعني وجود خلل في النفسية والسلوك الإنساني للإنسان تجاه أخيه الإنسان وفي مبدأ الحوجة نفسها وتساءلت أيضاً: هل هي حوجة من أجل توفير القوت والشراب أم إنه سلوك إجرامي ناتج للمخدرات وغيرها من المنشطات أم السلوك التربوي..؟
وشددت على ضرورة عرضهم على الاختصاصي النفسي وأن الظاهرة تخضع للدراسة والبحث وذهبت إلى ضرورة تناول إحدى الحالات كعينة للإجابة عن التساؤلات التي تتبادر إلى ذهن المواطن.
فيما طالبت بتدخل الجهات العليا لتوفير الأمن والأمان والاستقرار للمواطن وحسم مثل هذه التفلتات.