الى البرهان والامر لا يحتاج الى برهان !
حامد عثمان حامد
منذ الخامس والعشرين من اكتوبر الماضي يدبر المكون العسكري المشهد السياسي ، ولقد كان حفظ الامن احدى دوافع ما اتخذه من اجراءات تصدى لمن يرفضها امنيا وسياسيا .
اذا تجاوزنا تعقيد الوضع الاقتصادي وارتباطه بشكل كبير بتوافق سياسي يمهد لحكومة تستطيع ان تتحرك دوليا واقليميا لمد جسور الصلات مع العالم تبادلًا للمنافع ، وزيادة في الموارد -اذا تجاوزونا ذلك – فانه لا يمكن مطلقا ان نقبل باستمرار الحالة الامنية بهذه السيولة حتى اضحى تداول السوشال ميديا لفيديوهات الجرائم اعتياديا مثل رسائل صباح الخير وجمعة مباركة من كثافتها وتداولها الواسع ، هذه السيولة الامنية باتت تفتك بارواح الناس ،وتضيع ممتلكاتهم ، وتهدد القطاع التجاري وبلا شك تجعل فكرة جذب الاستثمار الخارجي مدعاة للسخرية والضحك .
ليس مطلوبا من الفريق أول البرهان حل مشاكل المرتبات او بحث مشاكل الاستعداد للخريف ، وليس مطلوبا من نائبه قائد الدعم السريع ان يعمل بماكينة رئيس وزراء فينشط في ملفات خدمية واقتصادية من الميناء الى الكهرباء الى الهلال والمريخ !!، لا الخبرة ولا الأطر الادارية المنظمة لعمل الدولة تسعفه ليحل هذه المشاكل فهو بذلك يتجاوز مهمته التي فرضت علينا – ذات تفويض وشراكة -لسنا في موقع تقييمها هنا – ولكن دوره هو توفير الامن والا لماذا يمتلك القوات والاموال والاصول ؟ اليس لتوفير الامن ؟ اذا عجز عن ذلك لان طبيعة مهمة قواته هي حماية الحدود وليس المدن فلماذا نشط في حل القوة المخصصة لتلك المهمة ؟ قطعا حدثت تجاوزات في هيئة العلميات يستحق من ارتكبها المحاسبة القضائية والعقوبة ، لكنها بكل حال لا تفوق الاتهامات الموجهة للدعم السريع ، ومن قال ان اصلاح الخطا يعني الغاء الفكرة من الاساس !؟ هذه نصيحة البصيرة ام حمد والتي برعنا في تطبيقها مع كل مرحلة من مراحل عمر الحكم في بلادنا وان تبادل النخبة الادوار حكاما ومعارضة .
اذا كان التلاعب بورقة الفوضى من باب التكتيك حتى يتقبل الشعب الانحياز الى من يوفر الامن فهذه لعبة خطرة وكل الدماء التي ازهقت هي في رقبة من يدير هذه اللعبة الانتهازية لان واجبهم هو توفير الامن لا توفير الرعب .
المكون العسكري طالما تسيد الموقف فعليه ان يستعد لاستحقاقات الحكم واولها حماية ارواح الناس وبسط الامن واتخاذ الاجراءات في سبيل ذلك من صياغة او تعديل او اقرار قوانين تمكن القوات النظامية من منع الجريمة وردع المجرمين ، ودعم القوات وتحسين اوضاعهم واسنادهم بقوات اضافية -ان لزم الامر – فهي لم تخصص لقمع المظاهرات بل لتوفير الامن ، واذا كان من. مناشدة فهي ايضا للقوى السياسية التي ان ظنت ان الاستثمار في الفوضى سيحقق لها مكاسب في لعبة السلطة فهذا تقدير مبني على الوهم لان بعد الفوضى الشاملة لن تجدوا مجتمعا بل ولن تجدوا وطنًا تحكموه.
اخيرا وباختصار :
البرهان + حميدتي
اذا شق عليكم توفير الأمن تنحوا جانبا لياتي من هو اقدر على بسط الامن وتامين الناس من الخوف .