والي غرب كردفان خالد محمد أحمد: النشاط المسلح بالولاية قد يضعنا في مواجهة مسلحة
مطالب أبناء المنطقة مشروعة لكنهم يطالبون بطرق غير قانونية
الإعلام السالب يعمل على تضخيم ما سميت بـ(حركة مسلحة) وهي حراك مطلبي
كتنفيذيين لا نرغب في أي مستقبل سياسي ولكن الساسة (يعرقلون) خططنا
*حريصون على خدمة المواطن ولكننا نطالبه بمساعدتنا في حفظ الأمن
** تعتبر ولاية غرب كردفان من الولايات ذات الخصوصية الجغرافية والأمنية في آنٍ، كما أن لها يدها الطولى في الجانب الاقتصادي برفد البلاد بالحصة الأكبر من البترول، فجغرافياً تحادد الولاية دولة جنوب السودان في أطول حدود وهي حدود ذات طبيعة تاريخية إذ كانت ولا تزال مناطق تبادل تجاري بين سكان الولاية وأبناء دولة جنوب السودان رغم أنف الانفصال، وهو ما يلقي بظلال أمنية على الولاية، كما أن الولاية بها أكبر حقل بترول سوداني وهو حقل بليلة الذي رشحت عنه أنباء مقلقة.. (اليوم التالي) تجولت في الولاية من مناطق البترول إلى حاضرة الولاية، ومن ثم حطت رحالها بمكتب الوالي خالد محمد أحمد وخرجت منه بهذه الإفادات:
—-
نبدأ من التحدي الأول الذي يجابهكم، مسألة الحدود والأمن واللاجئين؟
هذه الولاية لديها أطول حدود مع دولة جنوب السودان ويتقاسم مواطنوها الغذاء والدواء والخدمات مع اللاجئين من دولة جنوب السودان إذ أن هنالك علاقات تاريخية بين قبائل الدولتين، كما أن هنالك علاقات تصاهر فقد تزوج أبناء غرب كردفان وجنوب السودان منذ أمدٍ بعيد، لذا فإن منازل مواطني غرب كردفان مفتوحة لأهلهم من دولة الجنوب، ولكن عندما تقدم المنظمات الدولية العون للاجئين من أبناء جنوب السودان فإنها تستثني مستضيفيهم، لذا فإن الأعباء التي تقع علينا كولاية لا يمكن معالجتها الا عبر ترسيم الحدود بين الدولتين، وبالطبع ترسيم الحدود شأن دولي لا يمكن للولاية أن تبت فيه دون المركز كما أننا إذا شرعنا في تقنين تجارة الحدود فنحن بذلك نعطي شرعية للدولة الأخرى أن تتمدد داخل بلادنا لذا فإننا ننتظر الحل بين رؤساء السودان ودولة جنوب السودان.
هنالك بعض الأحداث التي اعترت مناطق إنتاج البترول خاصة ما تردد عن حرق بعض الآبار؟
الأحداث التي مرت بها مناطق البترول معزولة ولن تؤثر على إنتاجه، وللأسف الشديد أن المجموعة المسلحة التي انتشرت صورها في الإعلام هي مجموعة مطلبية ومطالبهم مشروعة، ولكننا نعمل مع وزارة النفط والشركات للقيام بكل ما نستطيع، ومناطق البترول أصلاً موضوعة في استراتيجية الولاية للخدمات والبنى التحتية ولن نتوقف عن ذلك ولكننا نحذر الإعلام من التناول المخل لهذه الأحداث لأن الضرر إذا اتسع فسوف يعجز الراتق ولن يستفيد أحد من البترول، وأي انخفاض في منتوج البترول ينعكس سلباً على خدمات الولاية وخدمات مناطق البترول، ونحن نناشد الإخوة الإعلاميين أن لا ينقلوا أخباراً سالبة لا أساس لها خاصة نشر صور الأنشطة المسلحة لأن هذا يضع الولاية في مواجهة مباشرة مع المسلحين وهو ما لا نريده.
هل المطالب مشروعة؟
نعم.. مطالب أبناء المنطقة مشروعة الا أنهم طالبوا بها بطرق غير قانونية لكننا وعبر الشراكة مع الحركة الشعبية الممثلة في نائب الوالي الأستاذ آدم كرشوم نعمل ليل نهار لتجاوز تلك المشاكل وإدراج مطالب المواطنين في الخطة الاستراتيجية للولاية، وذلك بأن يكون الاتفاق مع شركات البترول عبر الولاية حتى يتم تقديم الخدمات بصورة متساوية وعادلة.
الولاية بها مشاكل خدمية خاصة في المياه؟
وصول الكهرباء القومية للولاية حل مشكلة الإمداد الكهربائي وساهم في حل مشكلة مياه الشرب لذا فقد وضعنا خطة إسعافية نتج عنها بحمد الله حل أكبر مشكلة مياه بالولاية ألا وهي منطقة (عيال بخيت) المشهورة ذات الصخور الأساسية التي وصلها الخط الناقل الذي يسقي معظم القرى شمال غرب الولاية وهي منطقة صخور أساسية، وبالطبع ترون أن دخول الكهرباء القومية أفلح في استقرار خدمات الكهرباء وسيخدم قطاع الصناعة والزراعة قريباً إن شاء الله بالإضافة إلى أننا الآن نملك عدد اثنين حفار تعمل ليل نهار في إنفاذ الخطة الإسعافية، كما أن هنالك خطة ضخمة يتم التنسيق لها مع بعض المانحين لتوسعة بحيرتي كيلك وأبو زبد بالإضافة إلى إقامة ثمانية سدود موزعة على أنحاء الولاية وسيبدأ العمل بها العام القادم إن شاء الله وهو ما سينعكس إيجاباً على استقرار واستمرار خدمات المياه وتوسعة الغطاء النباتي بالإضافة إلى الزراعة الحقلية وإنتاج الأسماك والفواكه والخضروات.
كضباط إداريين ما هي التحديات التي واجهتكم؟
تم تكليفنا بالمناصب السياسية لملء الفراغ نتيجة للتغيرات السياسية التي اكتنفت البلاد ونحن ليس لدينا خلفية سياسية نعمل كموظفين تنفيذيين ونحن إذا وجدنا الجو الصحي فسنبدع لأننا لا نطمع في أن يكون لنا مستقبل سياسي، بل نعمل كموظفين ونعمل بإخلاص وفق القوانين لرضا المواطن ونرغب في مد يد العون لأي مواطن ونريده ان يشعر بأننا نعمل لمصلحته لا لأي سبب آخر ونعمل كذلك للاستفادة من مواردنا الذاتية لذا لا نبذل وعوداً دون الإيفاء بها وبعض الأحيان تحدث لنا تقاطعات من السياسيين ولكننا نتجاوزها وفق اللوائح والقوانين التي تحكم الخدمة المدنية والحمد لله نعمل مع مدراء عامين تنفيذيين وحتى لجنة الأمن أيضاً تتكون من تنفيذيين لذا نستطيع القول إن التجربة حتى الآن تسير في الطريق الصحيح وبشأن التقاطعات من بعض الجهات نتجاوزها والساسة لا يتدخلون في عملنا مباشرة ولكنهم يؤثرون على الشارع وهو ما يخلق لنا بعض البلبلة التي نحاول تجاوزها بالتنسيق مع بعضنا دون الالتفات الى الشائعات.
ما هي درجة التناسق والتنسيق بينكم وشركائكم الجدد كالحركة الشعبية في طريقة الحكم وطريقة التعامل؟
وفق اتفاقية سلام جوبا تم تعيين نائب والٍ من الحركة الشعبية بغرب كردفان لأنها فصيل من الفصائل الموقعة على الاتفاق لذا هناك تمثيل من أجل تنفيذ اتفاقية جوبا خاصة جانب تقاسم الثروة ونحن لدينا الآن نسبة 2% من عائدات البترول ولكن حسب الاتفاقية سترتفع إلى 40% وسيكون الموقف المالي مطمئناً بالنسبة للولاية وبذا نستطيع بسط التنمية في الولاية بصورة أكبر شرقاً غرباً شمالاً وجنوباً.
الحدود مع دولة جنوب السودان متى تتحول إلى دورها الإيجابي في العلاقات التجارية؟
حتى الآن لم يتم ترسيم الحدود وهذا أمر اتحادي نحن لا يد لنا فيه كما أسلفت، ولكننا ساعين لتسهيل الحركة التجارية مع الجنوب حتى يتم ترسيم الحدود بين الدولتين وهذه مسؤولية دولة ليس ولاية معينة.
جهدكم في المصالحات القبلية؟
هناك بعض المنظمات ومنظمة العون الإنساني تقوم بتسهيل الخدمات منعاً للاحتكاكات التي تولد الصراع ولكن تلك الجهود محدودة الآن الحفاير تحتاج لتأهيل ولدينا خطط لإنشاء سدود ورفد الخدمات الزراعية.
خطتكم المستقبلية للإفادة من محطة الفولة الحرارية لتوليد الكهرباء وهل يمكنكم مد الولايات المتاخمة بالكهرباء؟
نحن لدينا الأولوية لمدن ومحليات الولاية ولدينا مشاريع لتاهيل كهرباء بابنوسة مثلاً بالإضافة إلى مد الكهرباء إلى المحليات الغربية والشمالية الغربية والشريط الجنوبي للولاية لذا فتركيزنا الآن هو جانب بسط خدمة الكهرباء لجميع أنحاء الولاية وإن أكملنا ذلك فلا مانع من رفد الولايات المتاخمة.
ما هي جهودكم في جانب الخدمات الصحية؟
نحن نعاني حقيقة من نقص الكوادر الصحية خاصة التخصصات النادرة وعملنا خطة لتنفيذ تأهيل المستشفيات وتحفيذ الكوادر الصحية والآن نعمل على تأهيل مستشفى الفولة بتوفير المعدات ولكن لا توجد كوادر إذ أن الاختصاصيين لا يرغبون في العمل بالولاية، ولكنا نعمل على جذبهم بتوفير الخدمات المجاورة والخدمات الأساسية بالإضافة إلى التحفيز المباشر.
ماذا تقول لإنسان الولاية؟
هذه الولاية بها موارد كثيرة وتتوفر بها كل الإمكانيات والاحتياجات للمستثمرين وهدفنا هو استقرار الولاية ونطلب من المواطنين المساعدة في استتباب الأمن والبعد عن إطلاق وترويج الشائعات حتى نستطيع تقديم كل الخدمات للناس دون تأخير وتقديم قيمة مضافة للمستثمر حتى يقوم بتوسيع نشاطه، وعبركم نرسل رسالة إلى المستثمرين من داخل وخارج البلاد أننا سنقدم لهم خدمات متكاملة وفرص استثمارية في كل المجالات خاصة الزراعة والتعدين وحتى في الحقل الصحي، وختاماً نرسل رسالة خاصة لأبناء الولاية أن هلموا للإنتاج وأن يبتعدوا عن الميل للحراك السالب لأن مثال دارفور ليس ببعيد والخراب هين ولكن الإعمار هو الأصعب.