عيد الفطر… فرحة وبهجة وصلة رحم

نكهة خاصة تميّز عيد الفطر في السودان عن بقية الدول المسلمة، بدءأ من طقوس وقفة العيد، وليلة العيد، وفطور الصباح الذي يليها، إذ يحرص السودانيون على الإفطار معا في الأحياء والشوارع العامة صبيحة يوم العيد، فضلا عن تقديم التهاني والتبريكات لبعضهم بعضا في مجموعات تعج بهم الطرقات.
مع اقتراب العيد عادة يكتظ السوق بالناس لشراء الحلويات والمخبوزات بأشكالها المختلفة، لكن عيد هذا العام جاء مختلفاً للظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر على البلاد، حيث شكا عدد من المواطنين عن غلاء أسعار الحلويات والمعجنات، فيما ذكر عدد من تجار الحلويات ضعف إقبال المواطنين على الشراء.
إقبال ضعيف
وقال تاجر الحلويات بالسوق المركزي الخرطوم محمد يوسف زين إن إقبال المواطنين على الشراء ضعيف جداً، وتوقع إقبال عدد كبير من المواطنين للشراء في مقبل الأيام، وأضاف أن إقبال المواطنين عادة يزداد قبل يوم واحد من العيد، ويرى أن الظروف الاقتصادية هذا العام قاسية جداً على المواطنين، مؤكداً أنه السبب وراء ضعف إقبال الناس على الشراء، وتمنى أن يسود الرخاء في الأيام المقبلة، وقال إن كيلو الحلاوة المشكلة بـ١٧٠٠ج وعلبة الحلاوة بـ٧٠٠ج، وكيس الحلاوة بـ١١٠٠ج، وكيس آخر بـ٣٠٠ج.
أولويات حياتية
وقالت ربة المنزل عائشة مصطفى إن تكاليف إنتاج المخبوزات مرتفعة جداً في ظل معاناة الناس من الظروف الاقتصادية، وأضافت أن هناك أولويات تكمن في معايش الحياة اليومية، مبينة أن هناك أسر كثيرة يصعب عليها الحصول على أسعار موائد رمضان ناهيك عن المخبوزات، وترى أنه من الأفضل شراء مخبوزات جاهزة، وبررت ذلك لارتفاع أسعار إنتاج المخبوزات في المنازل، إلا إنها عادت وقالت: لكن يستحسن صناعته في المنزل لمن يستطيع لأن هناك عدد كبير من الناس لا يحبذون شراء الجاهز.
عام مختلف
أحمد يوسف عبد المنعم رب أسرة يقيم في الخرطوم قال إن عيد هذا العام مختلفا تماماً في كل شيء مقارنة بعيد العام الماضي، مضيفاً أن من أكبر وأبرز التغيرات مقارنة بالعام الماضي هي الأوضاع الاقتصادية وما يمر به المواطنون خاصة فيما يتعلق بالمال، ولفت إلى أنه حتى الآن لم يبدأ في منزله استعدادات العيد، وقال: ” لسه بدري” مبيناً أن هناك أولويات قبل البدء في عملية صناعة المخبوزات والمعجنات، داعياً الجميع بضرورة النظر إلى من هم أقل منهم مادياً، ويرى أن من الأفضل صناعة المخبوزات والمعجنات في المنزل لأسباب كثيرة منها عملية الجودة والإتقان.
تنظيم تجار
ومن خلال جولة مسائية بالسوق المركزي لاحظنا أن السوق به حركة واسعة خاصة من البائعين المتجولين، حيث قال أحد التجار المتجولين في حديثه لـ”اليوم التالي” إن سبب تجواله من مكان إلى آخر في السوق لبيع بضاعته بشكل سريع، مضيفاً أنه يعتمد في بيعه على المارة الذين في طريقهم من العمل إلى المنزل أو في حالة زيارة أحد منهم إلى قرابته، وأكد بأن الناس أصبحوا لا يتوقفون في السعر كثيراً، مبيناً أنهم يشترون بأي سعر خوفاً من وقتهم أو تعطيلهم، وشكا من ازدحام السيارات والمركبات المتوفرة حالياً بالقرب من نفق السوق المركزي، قائلاً إنه يصعب المرور في وقت وجيز، وطالب السلطات بوضع حد أو تنظيم السيارات والمركبات في المواقف المخصصة لهم، كما تطالب بتقنين التجار البائعين خاصة الذين يفترشون الأرض.

 

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...