**الشيخ الترابي ذكرى ميلاده (93)* فــي الليلـــة الظلمــــاء يُفتقـــد البـــدر

**الشيخ الترابي ذكرى ميلاده (93)*
فــي الليلـــة الظلمــــاء يُفتقـــد البـــدر

*الخرطوم : عبد الله مكي*

استغرب الكثيرون عندما سمعوا بالأمس أنها ليلة ذكرى ميلاد الشيخ العلامة الدكتور حسن الترابي، إذ يعلم الجميع أنّ الميلاد كان في شهر فبراير. ولكن عندما استبنا الأمر من أسرة الراحل الكريمة، أوضح لنا نجله الأكبر صديق حسن أنّ الشيخ الترابي يُحب التعامل والتوثيق بالسنة الهجرية، وهو ما فسّر لنا قيام ذكرى الميلاد في هذا اليوم.
امتلأ فناء الدار بالمحبين والتلاميذ وشيوخ الطرق الصوفية. وكذلك عدد من قيادات الحركة الإسلامية وجموع غفيرة من الشباب، واللافت للنظر الحضور الكبير للنساء من مختلف الأعمار والأجيال. وتزين المجلس بأسرة الراحل الشيخ الترابي من البنين والبنات والأحفاد.

تحدثنا إلى الأستاذ صديق حسن الإبن الأكبر للشيخ الترابي، والذ أثنى على الذين حضروا وشاركوا في هذه الليلة، وكشف صديق أنّ هناك عدة جهات تفاكرت حول إحياء ذكرى ميلاد الشيخ الترابي، ولكن كان الشيخ يُحب العمل بالسنة الهجرية فقلنا لهم من الأفضل أن يكون كذلك، فكانت هذه الليلة، و93 عاما مضت على ميلاده والشيخ ذهب إلى ربه، وما زالت تدور الحوارات والنقاشات حول أفكاره وآرائه، وبجهدكم واجتهادكم تصل هذه الأفكار وهذه الدعوة مداها.
*الترابي: الذكاء والعبقرية*
عميد الأسرة البروفيسور دفع الله الترابي، والذي قدّم – كعادته – كلمة شافية ضافية كافية، وتحدث عن جوانب في حياة الشيخ الترابي لا يعرفها كثير من الناس، وتحدث عن (أخيه حسن) كشيخ وإمام ومفكر، ولا يأتيك أي شعور أن بروفيسور دفع الله الترابي يكبر الشيخ حسن الترابي بعدة سنوات
البروفيسور دفع الله الترابي شقيق الترابي الأكبر قال: إني أتحاشا الكلام في هذه المنابر وأتركها للذين رافقوه أطول مدة من الزمن، وسأذكر بعضاً من ملامح حياته.
نشأ أخي حسن كغيره من أخوانه، وكذلك مثل والدنا وسط الأهل والأقارب حياة بسيطة متواضعة كسائر أهله. وحتى لمحات الذكاء التي ظهرت عليه منذ الطفولة، عادة يقول العلماء: إنه يزول بعد الطفولة، ولكنه استمر مع أخي حسن، ولفت نظر والدنا، وذلك عندما انتقلنا من الروصيرص لودمدني وذلك للإمتحان من المرحلة الإبتدائية للمرحلة الوسطى، حيث لم تكن في السودان إلا بضعة عشر مدرسة، واشفق الوالد عليه، ولكنه فاجأ الجميع واحتل المركز الأول في كل المراكز.
وفي الإجازة حدثني مرة فقال لي: إذا أكملت المرحلة الثانوية فسأتخصص في القانون، ولكنني أخبرته أنّ الجامعة لن تستقبله إلا إذا قفز عاماً كاملاً (أي من السنة الثانية إلى السنة الرابعة) لأنّ نظام جامعة الخرطوم تقبل للقانون عاماً بعد عام. وفي بداية العام ذهب أخي حسن وطرح رؤيته لمدير المدرسة (مستر براون) وهو انجليزي الجنسية، فاتصل مستر براون بإدارة جامعة الخرطوم وتأكد من هذه المعلومات المتعلقة بالقبول لكلية القانون، ثم قام بالنظر إلى السجل الأكاديمي للطالب حسن عبد الله دفع الله الترابي في المدرسة، فوجده من الطلاب المتفوقين فنقله مباشرة من ثانية إلى رابعة.
وفي كلية القانون بجامعة الخرطوم كان هناك قسم للقضاة الشرعيين، يتم فيه تعليمهم وتدريبهم، فبجانب حضوره لمحاضراته في الكلية كان يحضر معهم هذه الدروس والمحاضرات. وكل ذلك إضافة لما تلقاه من والده من علوم اللغة العربية والفقه وعلوم الدين الأخرى.
بعد تخرجه من الجامعة تم اختياره مساعد تدريس وأُبتعث للدراسة في بريطانيا فنال درجة الماجستير، وبعد عودته طلب من إدارة البعثات أن يُرسلوه إلى فرنسا، فاجتمعت لجنة الجامعة فرفضت بالإجماع، باعتبار أنّ الطالب قرأ في كل مراحله حتى الماجستير باللغة الإنجليزية، وسيُواجه صعوبة اللغة الفرنسية إذا سافر إلى فرنسا، فحدثني مدير الجامعة آنذاك – والحديث ما زال للبروفيسور دفع الله – أنّ الطالب حسن الترابي أرسل مذكرة لي ولكل أعضاء اللجنة من صفحة ونصف، يُوضح لهم فيها أسباب اختياره لفرنسا لتحضير الدكتوارة، فاجتمعنا مرة أخرى وسمحنا له بالسفر. فحضر دكتوراة الدولة في فرنسا.
في الجامعة كما تعلمون انضم للجماعة الإسلامية ووزع وقته بين العمل والجامعة، فأصبح أول عميد سوداني لكلية القانون، وقد شارك في الندوة الشهيرة التي عُقدت بجامعة الخرطوم في أكتوبر، فأذهل الحضور جميعاً، فكانت السبب الرئيسي في اشعال ثورة أكتوبر.
بعد ثورة أكتوبر شعر أنّ مشروعه الإسلامي لا يستطيع أن يخدمه وهو أستاذ في الجامعة، فلابد أن يتفرغ له، فقدّم استقالته من الجامعة فكانت هذه مفاجئة وحدث غريب في ذلك الوقت، لأنّ جامعة الخرطوم هي مؤسسة التعليم العالي الوحيدة، والعمل بها يُعتبر وظيفة مرموقة وذات وضع اجتماعي مميز.
فخرج لهذه الساحة الكبرى بكل طاقاته، وهذه القفزات الكبرى في العمل الإسلامي، من جبهة الميثاق الإسلامي إلى الجبهة الإسلامية القومية، إلى المؤتمر الوطني، إلى المفاصلة وتأسيس المؤتمر الشعبي، إلى الحوار وتأسيس المنظومة الخالفة حتى وافته المنية.
وكنّا نستغرب أين يجد الزمن فقد حفظ القرآن بثلاث روايات ، وكذلك كتابة هذه الكتب : الإيمان والصلاة والتفسير التوحيدي، وكتابه الصعب (السياسة والحكم) والذي اعتبره من الكتب الأكاديمية المميزة والتي من المفترض أن يُدرّس في الجامعات.

*شواهد ومشاهد*

* تدافعت بالأمس 25 رمضان الجموع لمنزل الشيخ الترابي وهي تُلبي نداء الفكر والشوق والبرنامج، وبعضهم للتزود بالمعنويات وتجديد العهد، وبعضهم من باب الواجب والوفاء، وبعضهم للتوبة ورجاء الغفران نتيجة التقصير وعدم النُصرة أيام الحكم والصولجان، وبعضهم جلبهم عظمة البيت وأهله وفضلهم ومكانتهم.
* الإفطار يشبه إفطارات أهل السودان في الحفاوة والكرم والبروش والنقوش والرتوش، ويزيد عليهم بالترتيب والتنظيم وجودة الطعام وحتى (رص الصحون داخل الصينية).
* أجمل شيئ أنك تجد كل أهل السودان بكافة قبائلهم ومناطقهم وسحناتهم، وكل الأعمار من الشيوخ والشباب وحتى الأطفال، وذلك من النساء والرجال.
* ابتدأ هذا اليوم بختمات القرآن الكريم التي بدأت من الرابعة والنصف عصرا .. حيث انتظمت تلاوة الذكر الحكيم، وختم الجميع المصحف الشريف، فتحولت المنشية إلى ما يشبه خلية النحل، لما سُمع فيها من دندنة وترتيل لآيات الكتاب المبين، وانتهت حلقات القرآن بدعاء طويل ومهيب بصوت (الشيخ أبو ذر) فقد دعا دعاءً طويلاً للشيخ الترابي وللحضور .. وللمسلمين والمسلمات. فرسم لوحة
وكأن الحضور على صورة راهب عابد يتبتل إلى الله في صومعته.
* وبعد الإفطار تدافع الناس لفناء المنزل حيث المكان معد للبرنامج المصاحب، والذي كان على منصته الإعلامي والكاتب الصحفي والعلامة الأستاذ الطيب فراج الطيب، والرجل ضليع في اللغة العربية، ومتابع جيد للأحداث، وذو مقدرة فائقة في استكشاف (اللحظة التاريخية) والتي لا تقع فريسة للإفراط أو التفريط، ولا المماطلة المملة ولا الممانعة المخلة.
وعلى كرسي المنصة الآخر تجلس الأستاذة نوال مصطفى دفع الله (خريجة مدرسة الترابي الفكرية)، وأمينة المرأة السابقة، وكان لها شرف تقديم (ليلة الأثر الباقي).
* الطيب فراج ونوال مصطفى أتحفا الحضور بالتقديم الزاهي والجميل وبالوصف الدقيق لكل متحدث، وبين المتحدث والذي يليه، يسكبا علينا مما أتاهما الله من علم وفقه ومقولات وكلمات الشيخ الترابي(فنعما بها من رابط بين أطراف الحديث).
* وكان نجم البرنامج، والذي أعطاه بعدا عالميا ويؤكد أن هذه أمة واحدة وتؤكد أيضا تأثير وعالمية الشيخ الترابي، هو حضور ومشاركة السيد د. عرفان نذير أوغلو سفير تركيا بالسودان. ومعه الملحق الديني الأستاذ عبد الله شن، والملحق التعليمي، د. قوكان بوزباس.
* الأستاذ مبارك الفاضل لا يغيب أبداً عن مجالس الشيخ الترابي منذ وفاته، وكان يُشارك فيها وبقوة وجرأة شديدة،ولعله ذكر في إحداها أن الترابي هو المعارض الوحيد الذي لم يُعارض من خارج السودان.
* أبناء الشيخ الترابي (صديق) و(عصام) حرصوا على استقبال وتقديم الضيوف والوفود والزوار بأنفسهم والوقوف على راحتهم.
* من أبرز المتحدثين من الإسلاميين كان بشير آدم رحمة وحسن رزق وسهير أحمد صلاح.
* المتحدث الشاب عمر الحبر يوسف نور الدائم، قال إن هناك بعدين لهذه الذكرى، بعد زماني وآخر مكاني، فالزماني أنها في رمضان، والمكاني هو منزل الشيخ حسن الترابي، وقال إن ميزة الترابي الأساسية أنه لم يرتهن ولم يتعصب لقبيلة أو منطقة، أو حتى للتنظيم، فقد يظل يُغير أشكال وهياكل التنظيم بصورة مستمرة حتى لا يجمد الناس عليها ويتعصبوا لها.
* الشيخ عثمان البشير الكباشي، كعادته أبدع وأجاد، وتحدث في النقطة الجوهرية، أن (الترابي يأتي من المستقبل وليس من الماضي) رغم مساهمته في الماضي بفاعلية وحيوية، ودعا لجمع تراث الترابي الفكري وترجمته لعدة لغات.
* أما ابن الجنوب، والقيادي بحركة العدل والمساواة، ابراهيم الماظ دينق، فقد الهب الحضور بحماس شديد، وتحدث عن الشيخ الترابي والسيدة وصال المهدي وأولادهم وبناتهم، وعن كيف أن هذا البيت ظل مفتوحا للجميع، مسلمين وغير مسلمين، جنوبيين وغير جنوبيين، لأن الترابي تجاوز المنطقة والقبيلة والإقليم والقطر وحتى الديانة، واصبح يتعامل مع كل الناس وهذا هو الدين الإسلامي الحق.
وابراهيم الماظ هو الوحيد الذي تحدث عن ما يدور في منطقة الجنينة غرب السودان، من قتل في شهر رمضان المبارك، ودعا لمراعاة حرمة الدماء، ودعا الشعب السوداني ليُمسك، بيد البرهان وحميدتي وجبريل لوقف نزيف الدم، وإن لم يستطيعوا ذلك فليذهبوا جميعاً (لأن كل راع مسؤول عن رعيته).
* مشاركة واسعة من الطرق الصوفية بالكلمات والمديح والحضور العضوي.
* وكذلك مشاركة كبرى للمرأة في البرنامج ومن كل الأجيال.
* وازدان مجلس الشيخ الترابي ، بقادة وسادة البلد وعلى رأسهم (أهل الله) رجالات الطرق الصوفية، والزعامات الأهلية والقيادات المجتمعية، وفي مقدمة هؤلاء :
– السيد الهادي نجل الأمام أحمد عبدالرحمن المهدي وإمام الصلاة بالجزيرة أبا .
– الشيخ هاشم الشيخ الطيب الفاتح قريب الله .
– الشيخ سنان أحمد قريب الله .
* ومثل حضور الشيخ موسي هلال. زعيم قبيلة الرزيقات المحاميد، إضافة نوعية لهذا اللقاء.
* وشكل شرق السودان حضورا أنيقا ومهيبا، وفي مقدمتهم أمير دقلل، ممثل الناظر علي ابراهيم دقلل، ناظر عموم قبائل البني عامر. وأيضا السيد سيد أبو آمنة، الامين السياسي للمجلس الاعلي للعموديات المستقلة. عن تجمع نظارات البجة.
* ومن أعيان الإدارة الأهلية وشيوخها وقادتها ملك الأرنقا.
* من أشهر القانونيين الذين حضروا كان مولانا عمر الفاروق شمينا، ومولانا بخاري الجعلي سليل أسرة الشيخ الجعلي المعروفة.
* وكان حضورا وفي الصفوف الأمامية ومن جيل الشباب الشيوخ القيادي والسياسي البارز والمحامي محمد عبد الله ود دبوك.
* وكانت هناك مشاركة نوعية من أساتذة الجامعات الجامعات، ومنهم بروفيسور مبارك محمد علي المجذوب، وزير التعليم العالي الأسبق، وبروفيسور حجو من جامعة الخرطوم، ودكتور الطاهر محمد حسين. وطبعا لا ننسى الدكتور بخاري الجعلي، والذي ذكرناه في قائمة القانونيين.
* وكان للمراة القدح المعلى في المشاركة النوعية والكمية، كيف لا وهن أخوات وبنات السيدة وصال المهدي، وتلميذات وشقيقات الشيخ الترابي. وكان في مقدمتهن د. عائشة الغبشاوي، وأستاذة عافية حسن، وأستاذة محاسن سراج، وأستاذة نجاة شوق، والأستاذة أم سلمة الشريف حسين (الاتحادي الديمقراطي – جناح الهندي)، والأستاذة زينب الفكي (حركة العدل والمساواة).
* واعتذر عدد من الشخصيات الهامة لظروف طارئة، وعلى راس ىهؤلاء :
– الشيخ سليمان علي بيتاي ، لوجوده في مصر.
– و الدكتور أنور الهادي لوجوده في الجزائر.
وكذلك الأستاذ عمر عبد العاطي وزير العدل والنائب العام في حكومة الفترة الانتقالية التي أعقبت ثورة أبريل 1985.
* أبناء وبنات وأحفاد الشيخ الترابي كان يظهر عليهم البشر والترحاب بكل الضيوف بمختلف مقاماتهم وظلوا وقوفاً في خدمة الناس وضيافتهم حتى ذهب آخر شخص عند منتصف الليل.
* وشكر خاص للأستاذة سلمى الترابي، والتي وقفت بنفسها على ترتيبات الطعام والشراب للضيوف، ودائما ما تفعل ذلك ومنذ حياة أبيها الشيخ حسن. فهي المسؤولة عن الضيوف (من داخل وخارج السودان) وراحتهم وطعامهم ، فالتحية لها ولأولادها وبناتها .
* قناة الزرقاء كان لها شرف نقل البرنامج على الهواء مباشرة، فكانت المشاركات والتعليقات من مختلف دول العالم وعلى رأسها أمريكا والخليج ومصر، واوروبا. فتحية خاصة للمبدع سيف الدين حسن، صاحب (أرض السمر).
* تيم الإعلاميين الشباب ظل مرابطاً قبل وأثناء وبعد البرنامج للتغطية والتوثيق والنقل المباشر عبر صفحات وسائل التواصل الإجتماعي، بالإضافة للمتابعة الإدارية. فالتحية لهم ونخص منهم(مع الاحتفاظ بالألقاب) : موسى وبرعي وحسن وبخاري وقصي وصلاح وعابد.
* المفاجئة الكبرى كانت مشاركة الفنانة عافية حسن، وختمت مشاركتها بمدحة نبوية ولكن باللغة التركية، وتفاعل معها السفير التركي وأفراد السفارة.
* مسك الختام كلمة ألقاها عصام الترابي خاتمة وشاكرة للجموع التي اقامت الليلة في محبة وذكر وتفاكر.
* واعقبه السادةالمتصوفة، حيث تقدم منهم ثلاثة منشدين ومداح، وعلى رأسهم المنشد محمد عثمان، من الطريقة السمانية الجريف شرق، وقدموا قصائدهم .. في جو روحي وصفاء ملائكي.
* وكان الختام بصلاة التراويح في منزل الشيخ الترابي.
* اللجنة المنظمة اجتهدت اجتهادا كبيرا حتى يخرج هذا اليوم بشكله اللائق والرائع. وتم كل هذا العمل باسم (مجلس الشيخ الترابي).
*مجلس الشيخ الترابي*
هو مُنتدى تفاكر وصالون نقاش حول الأفكار والرؤى والمنهج التوحيدي التجديدي للشيخ حسن عبدالله الترابي – رحمه الله.
بدأت فعاليات الانتداء في حلقات متتالية منذ شهر مايو٢٠١٦م بعد أسابيع معدودة من وفاة الشيخ، واستمرت لبضع وعشرين حلقة عبر شهور وسنوات لم تنقطع الا بالمخاوف الصحية مع انتشار الكرونا. والآن تتواصل متجددة مرة ثانية لتُحي مسيرة التجديد والتوحيد ورسالة الشيخ الترابي مع ذكرى ميلاده الثالثة والتسعون من سنة الميلاد بمدينة كسلا في ١٣٥٠ هجرية.
وقام المشرفون على صفحة فيسبوك الخاصة بمجلس الشيخ الترابي بنقل الفعالية، وقالوا إنهم سيواصلون نقل كل الفعاليات والمناشط الفكرية المتعلقة بمجلس الشيخ الترابي.

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...