الطيارون الأجانب بالسودان ..بين الرفض والقبول
يعتقد تيار من منسوبي الطيران بالسودان أن البلاد لاتبدو في حوجة إلى الاستعانة بطيارين أجانب، وهؤلاء يؤكدون وجود كفاءات سودانية على مستوى عال ٍ وقدرات كبيرة، وانتقدوا استعانة شركات وطنية بكباتن أجانب ، بالمقابل يوجد من يعتبر الاستعانة بطيارين من خارج السودان أمر أكثر من طبيعي لايقدح في كفاءة الطيار الوطني، ويستدل أصحاب هذا الرأي بوجود مئات الطيارين السودانيين في شركات خليجية وامريكية واوربية، وبين هذا وذاك طرحنا هذه القضية علي عدد من الأطراف ذات الصلة. وفي هذا الصدد يشير رئيس مجلس إدارة شركة صن اير الكابتن “سيف مرزوق عمر” الي أن شركته وطوال فترة عملها افردت إهتمام كبير بتأهيل الطيارين السودانيين على طرازات مختلفة بما فيها البوينغ ٧٣٧ كلاسيك والبوينغ ٢٠٠ والايربص ٣٢٠ وإيرباص ٣١٠/٣٠٠، معتبراً سودانير وصن اير تمثّل النواة الحقيقية لكوادر الطيران في السودان وقد استفادت منهم شركات داخل وخارج البلاد. ويؤكد الكابتن سيف في حديث _لطيران بلدنا _ أن عدد من شركات الطيران الحالية لم تهتم بسداد ضريبتها الوطنية بتأهيل كوادر سودانية بل بعضها عمل على تسجيل الطائرات في دول أفريقية واستيعاب فقط الطيارين المؤهلين والأجانب ولم تهتم بالشباب،منتقداً بعض الشركات التي أشار إلى أن عدد من طياريها ومهندسيها أجانب من دول روسيا رغم وجود كفاءات سودانية متميزة. وأضاف:يوجد عدد كبير من الطيارين السودانيين بلا عمل، يفترض أن يكون هناك إتحاد للطيارين يضغط من أجل إصدار تشريع يحمي الطيار الوطني، وهنا أذكر حينما كنت نائباً لرئيس إتحاد الطيارين خارج سودانير في العام ١٩٨٧ نجحنا في استرداد حقوقنا باجبار الحكومة على إبعاد الطيارين الأجانب، بل حتى مدير عمليات الطيران المدني الانجليزي كابتن ميسون تم الاستغناء عنه، وتلك الحملة اتاحت الفرصة أمام ثمانون طياراً سودانياً للتوظيف، لذا انا من أنصار عدم الاستعانة بالطيارين والمهندسين الأجانب ومن مؤيدي إتاحة الفرصة أمام الكوادر الوطنية. بالمقابل فإن المدير العام لشركة نوفا للطيران الكابتن “وداعة محمد نور” يذهب في إتجاه مختلف عن كابتن سيف ويؤكد على أن من حق الشركات السودانية الاستعانة بطيارين أجانب للاستفادة من خبراتهم مثلما تفعل الكثير من الشركات العالمية التي يعمل فيها طيارين سودانيين، لافتاً في حديث _ لطيران بلدنا_ إلى أن الطيران وكرة القدم يتشابهان في الكثير من التفاصيل أبرزها وجود قانون دولي واحد ينظمهما في كل دول العالم، بالإضافة إلى أن حركة الكوادر في الطيران واللاعبين في الكرة لاتعترف بالحدود الجغرافية. مبيناً عدم امتلاك الشركات الوطنية إمكانيات لتأهيل الطيارين السودانيين على كل الطرازات، ويقول إن استعانتها بالطيارين الأجانب تصب في هذا الإتجاه بالاستفادة من خبراتهم، ويشير وداعة إلى أنه يكون أحياناً هناك شُح في الطيارين الوطنيين لبعض الطرازات وأن هذا يدفع الشركات للتعاقد مع الأجانب ، قاطعاً بأنه لايوجد طيار مؤهل في السودان لايحظي بفرصة عمل، مشيراً إلى أن الأجنبي يمتاز بأنه حينما يتم استقدامه للطيران على طراز محدد فإنه لايطلب تحويله إلى طراز آخر مثلما يفعل عدد من الطيارين السودانيين، ورغم إشارة الكابتن وداعة إلى وجود عدد من الطيارين الشباب بلا عمل غير أنه يعتبر الاستعانة بالأجانب أمر أكثر من عادي في كل الدول. ويشير قيادي بارز بسلطة الطيران المدني تحدث لطيران بلدنا _طلب حجب إسمه _ إلى أن الطائرة إذا تسجيلها سوداني وتقدمت الشركة باعتماد طيارين أجانب لها فإن الطيران المدني وانطلاقاً من حمايته للكوادر الوطنية يجري مراجعة لمعرفة هل يوجد طياين سودانيين مؤهلين لقيادة الطائرة أم لا وإذا وجد فإنه ينحاز للطيران السوداني، منوهاً إلى أن الطائرة اذا كانت أجنبية ومستأجرة فإنه وبحسب اللوائح والقوانين لايمكن للاطقم الأجنبية الطيران عليها إلا بموافقة سلطة الطيران المدني التي هي الجهة المخول لها منحهم تصاريح للطيران في السودان، منوهاً إلى أن كل مايتعلق بتصاريح الطائرات والطيارين تخضع للوائح والقوانين.