فتحية محمد أحمد…..فصل كبير في سفر الإبداع!
** حزن بين أهل الدراما إثر رحيل الممثلة السودانية فتحية محمد احمد، وصور باقية في ذاكرة السودانيين، لنجمة أخلصت للفن الذي اقتنعت به كقضية، وقبلت التحدي في أشهر أدوارها أمام الهرم مكي سنادة والنجمة تحية زروق في رائعة الكاتب حمدنا الله عبد القادر (خطوبة سهير)، (فتحية الحربية ) كما أطلق عليها الكاتب سعد الدين إبراهيم كانت قاسماً مشتركاً مهماً في فن التمثيل مسرحاً وإذاعة وتلفازاً، ولها ظهور مميز في فيلم (تاجوج) للمخرج جاد الله جبارة
أرض المبدعين!
في مدينة الأبيض ، أرض المبدعين، ولدت الراحلة فتحية محمد احمد وتلقت فيها تعليمها الأساسي قبل أن تنتقل إلى أم درمان وتنال شهادة الثانوية العامة، ثم التحقت بكلية التمريض، لكنها لم تكمل دراستها، لتبدأ في تلك الفترة عملها في المسرح مع الفرقة التي أسّسها الفنان والشاعر إسماعيل خورشيد (1927 – 2018) وقدّمت معه عروضاً عديدة استهلتها عام 1964 ، حيث سطع نجمها وذاع صيتها وبدأت في جذب وتكوين جماهيريتها.
انتقلت بعد بزوغ نجمها للإذاعة السودانية من خلال مشاركتها في العديد من الأعمال الدرامية، فضلاً عن برنامجي (أنسى وعيش) و(ركن المرأة).
الحيطة المايلة!
سطع نجمها من خلال العمل الدرامي الكبير، الذي قدمها بشكل مختلف (الحيطة المايلة) للأستاذ الراحل حمدنا الله عبد القادر ومن بعده المسلسل الأشهر (الدهباية) للدكتور علي المبارك.
لم تقتصر إبداعات فتحية محمد أحمد على الإذاعة والتمثيليات والمسلسلات فحسب، بل تجاوزت ذلك للمسرح عبر مسرحيتي (المك نمر) للشاعر إبراهيم العبادي، و(على عينك يا تاجر) للأستاذ بدر الدين هاشم، بجانب ثنائيتها المميزة مع المخرج أحمد عثمان عيسى في مسرحيتي (إبليس) للراحل الأستاذ خالد أبوالروس و (العروس في المطار) للمبدع محمود سراج.
تظل أعمال الفنانة الراحلة (فتحية محمد أحمد) راسخة في وجدان محبي الدراما الإذاعية والمسرح بالسودان بفضل تميزها وقدرتها الأدائية المدهشة، مع تلقائيتها التي ميزتها عند جمهورها.
الهم والقضية !
لم تكن النجمة المسكونة بالإبداع راضية عن أوضاع المبدعين في البلاد، ولفتت إلى الظلم وعدم الاهتمام الذي يلاقونه، وكإحدى نجمات أعمال الكاتب حمدنا الله عبد القادر، كانت دائماً تبدي أسفها على كم كبير من الأعمال الدرامية كتبها الراحل للإذاعة ولم يتم تنفيذها، وتابعت أن تلكم الأعمال تم إهمالها وضاع جزء كبير منها وتلف الآخر، مشيرة إلى أن ما تم بثه من أعمال الراحل قليل جداً مقارنة بما كتبه من أعمال لم تر النور.