المؤتمر الشعبي: سوق معاك أخوك
راشد دياب
يتابع الجمهور العام نقاشا حامي الوطيس إستمر لنحو ستة أشهر داخل اروقة المؤتمر الشعبي بين طرفين :
– طرف يتهم المؤسسة الرسمية بالسعي للتحالف مع قوى يسارية وعلمانية و تعطيل المؤسسات خلال فترة تولي الدكتور على الحاج منصب الأمين العام للحزب وعدم القبول بدعوة الشورى الراتبة ، يصر هذا الطرف على المطالبة بحقه الدستوري في إقامة اجتماع طارئ للشورى عن طريق استخدام نص في النظام الأساسي يتيح إنعقادها بتوقيعات ثلث الأعضاء الأمر الذي تم إنجازة بنسبة ٤٥%
– وطرف يساند الأمين العام وأمانته يتهم أولائك بمحاولة جر الحزب لتأييد إنقلاب ٢٥ أكتوبر والسعي للإندغام مع القوى التي تناست الخلافات القديمة وأسسست مع الحركة الإسلامية بقيادة علي كرتي الكيان الجديد المعروف بالتيار الإسلامي العريض . وغيرها من الظنون ، هذا الطرف يستدعي القبلية والجهوية لنصرة رأيه ولا يأبه للنظام الأساسي ويستخدم سلطة مؤسسة غير مجازة .
بالطبع لا يخلو الأمر من الملاسانات و الاتهامات والتخوين بين الطرفين ، مما خلق إصطفافا داخل الحزب لتفنيد أجندة بعيدة عن أجندة الخلاف الحقيقية وأصبح الجميع مشغول بالإنخراط في جدال عقيم المنتصر فيه هو الخسران ، فحق للشامتين أن يشمتوا ويشهدوا على موات الحزب الكبير صاحب منظومة القيم و المواقف العظيمة
قبل نحو عشرة سنوات وبعيد إستقلال جنوب السودان قدر الحزب الذي كان يترأسه الشيخ الترابي أن النظام ساقط لا محالة ، سواء بالثورة الشعبية أو بغيرها فقرر أن يطلق في سماء السياسة السودانية أجندة ( ثورة سياسية ) لتفادي كلفة الثورة الشعبية العالية بعد استخدام النظام لآلة القتل في سبتمبر ٢٠١٣ والتي راح ضحيتها مائتان من السودانيين .
والترابي حين يرى أن النظام يسقط يدعو للبناء قبل أن يهدم الباطل ..
والترابي حين يدعو للمنظومة الخالفة يخرج الحركة الإسلامية من شح نفسها و ضيق افقها الى رحاب وطن يسع الجميع ..
و الترابي حين يفزع ليلا ونهارا مبشرا بالمنظومة الخالفة متناجيا مع رموز الوطن يعاونه بشير آدم رحمة وآدم الطاهر حمدون والأمين عبد الرازق و سهير صلاح ونوال خضر ومصطفى مدني وتاج الدين بانقا و ١٧ من أمناء الشعبي بالولايات و كل الصف الذي يقود المؤتمر الشعبي اليوم ..
و الشيخ إبراهيم السنوسي قبل أن يتنازل عن الترشح لمنصب الأمين العام لأخيه الدكتور علي الحاج وخلال عام ونصف من خلافته للشيخ الراحل كان قد انجز مهام الحفاظ على وحدة وتماسك المؤتمر الشعبي و الدفع في اتجاه تنفيذ مخرجات الحوار ودعوة المؤسسات للإنعقاد ، كما التزم السنوسي بالعهد الاكبر حينما أعلن في مؤتمر صحفي على لسان نائب رئيس اللجنة التحضيرية أن :
المؤتمر العام المقرر يوم ٢٤ مارس ٢٠١٧ سيشهد إجازة مشروع “المنظومة الخالفة” تمهيداً لانتقال الحزب الى كيان جديد .
وسط صيحات التهليل والتكبير و قبل أن يصعد الدكتور علي الحاج المنصة لتحية المؤتمرين الذين قدموه لقيادتهم بالإجماع كانت لجنة من المؤتمر العام قد صاغت التوصية الأهم والمتعلقة بالمنظومة الخالفة والتي وصفها أمين الإتصال التنظيمي حينها الدكتور الأمين عبد الرازق بأنها “ منظومة أفكار سياسية، إقتصادية، ومجتمعية وستكون هناك فترة إنتقالية للتبشير بها وتكوين حركة جديدة أكبر من الجبهة الإسلامية”.
في عهد ولاية الدكتور علي الحاج أمينا عاما للمؤتمر الشعبي سقطت الإنقاذ سقوطا مدويا و اودع رئيسها وصفها الاول السجن و قدمت قياداتنا في المؤتمر الشعبي – من بينهم علي الحاج نفسه – لمحاكمات سياسية مضى عليها ثلاثون عاما وحكمتنا أحزاب سموها أربعة طويلة – قالوا لنا هذه الحكومة حكومتنا نحن فقط من نتظاهر ضدها – ووقعت الجبهة الثورية على اتفاق سلام مع القائد حميدتي الذي صار نائبا للرئيس ومات الإمام الصادق المهدي و جاء المؤسس حمدوك الذي صار رئيسا للوزراء ثم ألقى في غيابة جب قبل أن يلتقطه عبد الرحيم دقلو ويعود للمشهد من جديد ثم يذهب الى حال سبيله من حيث أتى ، الآن هناك مبعوث أممي يرتب للموجة التانية من الدوسة ، والأطفال الذين كانوا يهتفون ( أجي يا وداد !! ) أعلنوا قبل أيام عن ( ميثاق الشعب ) كتبوا في ديباجته أن السودان بلد جميل يحتاج فقط لإرادة وآدارة رشيدة و المؤتمر الشعبي ما يزال يدخر لنا ( منظومة الأفكار السياسية والإقتصادية و الإجتماعية ) لليوم الأسود .
الأخوة في المؤتمر الشعبي :
– انقلاب ٢٥ اكتوبر كان سمح كان شين نحن مجرد معلقين عليه ومعقبين ، مثله مثل أحداث كبيرة مرت على الوطن لم يكن لنا فيها إيد ولا شديد .
– التيار الإسلامي بلا منظومة أفكار ومراجعات لا قيمة له ولو تزعمه الشيخ السنوسي .
– قيام اجتماع الشورى قضية اجرائية لا ( تحتمل ) بل احتملت فعليا التأجيل والتسويف لأكثر من ستة أشهر ..
الإصطفاف الحالي خلافا واتفاقا حول هذه الأجندة يفرق ولا يجمع ، ويقسم ولا يوحد ، الإجماع والوحدة تحتاج لأجندة كبيرة و قضايا مهمة مثل إختلافنا واتفاقنا حول الانتقال الراشد للمنظومة الخالفة ، الأجندة التي نتوقع أن تجمعنا بالأمين و أبوبكر عبد الرازق و يسل لها كمال عمر سيفا و نتشرف فيها بظهور آدم الطاهر حمدون و بشير آدم رحمة واحمد ابراهيم الترابي ونوال خضر ويبارك اجماعنا واجتماعنا فيها الدكتور علي الحاج محمد .