الروائي حمّور زيادة: رواية (شوق الدرويش) عرضت الخطاب الاستعماري وجسدته في شخوص متعددة المؤرخ ملزم بحيادية ودقة علمية، أما الروائي فمعني بالجمالي
غير ميال للكتابة الذاتية المتمحورة حول الكاتب وشخصه
اليوم التالي: محمد إسماعيل
ظل الروائي حمور زيادة يراكم كتاباته مجموعة قصصية ثم رواية ثم مجموعة أخرى، إلى أن جاءت روايته الأحدث (شوق الدرويش) عن دار العين للنشر عام 2014 لتكتسح المشهد الروائي مصرياً وعربياً، وتستوحي أحداثها التاريخية من حقبة تاريخية سودانية تناولتها كثير من السرديات الأجنبية ومحكيات سودانية، تتعرض الرواية لفترة الثورة المهدية بالسودان في أواخر القرن التاسع عشر.
يذكر أن حمور زيادة قد صدرت له عام 2008 مجموعة قصصية بعنوان (سيرة أم درمانية) عن دار الأحمدي بالقاهرة، وأصدرت له دار ميريت للنشر والتوزيع رواية (الكونج) عام 2010، والمجموعة القصصية (النوم عند قدمي الجبل) عام 2014، وأخيراً (الغرق حكايات حكايات القهر والونس)
حول تجربته السردية كان لنا معه هذا الحوار..
ما هي الإرهاصات التي دفعتك لعشق الأدب؟
– لقد نشأت طفلاً وحيداً لوالدين كبيرين في السن، في منزل أم درماني ضخم، لم يكن لي إخوة، ولا أصدقاء كثر، الأدب كان صديقي وكان نافذتي إلى العالم، وجدت والديّ يهتمان بالقراءة، كانت نشاطاً منزلياً محبباً. فقلدتهما، والدي حرص على إمدادي بالكتب والمجلات، لكني أخذت عن والدتي حب الأدب، والدي كان محامياً وسياسياً، يحب القانون والتاريخ. أما والدتي فهي من كانت تحب الأدب، ومن مكتبتها قرأت أول الأعمال الروائية في مرحلة مبكرة من عمري. وعند جدتي لأمي اكتشفت طاقة الحكي، وتلك المتعة الغرائبية في سرد الحكايات وجمع خيوطها بشكل ما أعتقد أني أخذت من الأب الكتابة، لكني أخذت من جدتي عشق السرد الممتع.
ماذا عن مرحلة البدايات مع عالم القصة القصيرة؟
– لا أعتبر القصة القصيرة بدايات. هي نوع من أنواع الأدب يختلف عن الرواية، هناك مفهوم لا أتفق معه عن أن القصة القصيرة هي عتبة نحو كتابة الرواية. كأنها مرحلة إحماء واستعداد، أنا أحب كتابة القصة وأكتبها حتى اليوم ربما ليست القصة القصيرة، فأنا لا أجيدها براعة اقتناص اللحظة واختزالها هذه لا تتاح لكل مشتغل بالأدب. لكني أكتب القصة الطويلة. ربما لو قرأت قصص سومرست موم لفهمت ما أعني. هذه القصص أحبها وأكتبها حتى اليوم.
البداية كانت بالقصص لأنها العرف السائد في السودان وقتها، السودانيون يحبون كتابة القصة حتى أن وصف القاص عندهم أهم وأشهر من لقب الروائي، كما أن فرصة نشر القصص صحفياً أسهل من نشر الرواية الذي كان يبدو شيئاً معجزاً في التسعينيات بالسودان.
البعض يرى أن رواية شوق الدرويش تنتمى إلى نموذج خطاب ما بعد الكولونيالية، تسعى إلى تفكيك الخطاب الاستشراقي الاستعلائي الذي وسم الفترة الاستعمارية، وخاصة في أوج التمدد الاستعماري إبان القرنين الثامن والتاسع عشر، والذي ارتكز على آليات التبشير والتعليم مسوغاً للاستعمار بادعاء تمدين شعوب العالم الثالث البربرية!!
– أعتقد أن أغلب النقاد تعاملوا معها على هذا الأساس لأن الرواية عرضت الخطاب الاستعماري وجسدته في شخوص متعددة في الرواية.
لم تعن الرواية بتقديم خطاب هتافي معارض للاستعمار بقدر الشغف الفني لتصوير رؤية المستعمر لنفسه وللعالم جنباً إلى جنب مع رؤية السوداني لنفسه وللعالم في ذلك الوقت. هناك رسالة دكتوراة تعدها باحثة فرنسية عن الرواية تتناولها من هذه الزاوية أنها عرضت رؤية المقهورين جنباً إلى جنب مع رؤية المحتل.. أنا في شغف للاطلاع عليها حين تكتمل.
* في ورايتك (شوق الدرويش) أعدت بناء حقبة من الماضي على نحو تخيلي وتداخلت في النص شخصيات تاريخية معروفة وأخرى متخيلة، هل يمكن أن نقول لعبت دور المؤرخ؟
– لقد ظلت الأحداث التاريخية والشخوص التاريخية دوماً في خلفية النص. لأن الرواية لا تحكي قصة هذه الشخصيات التاريخية، إنما تقدم حكاية أشخاص عاشوا زمن هذه الشخصيات.. عموماً دور الروائي يختلف عن دور المؤرخ، المؤرخ ملزم بحيادية ودقة علمية ذات ضوابط، أما الروائي فمعني بالجمالي، أنت تقدم حكاية ممتعة في المقام الأول، بينما المؤرخ يحاول أن يضبط ماذا حدث في الحكاية الممتعة، أنت تضمن رؤيتك للعالم ككل وليس لحدث صغير، بينما المؤرخ لا يحق له أن يشكل التاريخ وفق رؤيته.
التاريخ شأنه شأن الحاضر هو مادة للروائي يفعل بها ما يشاء، بينما يضطر الصحفي والمؤرخ للتقيد بقيود لا تلزم الروائي.
*القارئ لشوق الدرويش يكتشف براعة في استخدام الوثائق والمصادر والمرجع العلمية وهو الأسلوب الحديث لكتابة الرواية السائد الآن في العالم مثل ما يكتب الإيطالي الراحل أمبرتو إيكو ويكتب أيضاً دان براون رواياته بنفس الطريقة، ما المصادر الأصلية التي اتبعتها لكتابة شوق الدرويش هل هي رواية (أسير المتمهدي) أم تاريخ نعوم شقير أم (السيف والنار في السودان لسلاطين باشا)؟
– رواية جورجي زيدان عن أسير المتمهدي ليست مصدراً أصلياً، ولم أعتمد عليها ولم أحبها أصلاً حين قرأتها قبل 15 عاماً. لكني اعتمدت على عدة أنواع من المصادر مثل مذكرات أسرى المهدية، وكتاب هداية المستهدي بسيرة الإمام المهدي للكردفاني، وهذا الكتاب هو السيرة شبه الرسمية للمهدية إلى أن غضب الخليفة على الكردفاني فأعدم الكتاب، ومذكرات بابكر بدري، ويوسف ميخائيل، وكتب للرحالة، هناك كتاب مهم بنيت عليه فكرة دخول شخصية ثيودورا للسودان، وهو كتاب الأب أوهروالدر، لأني غرست ثيودورا في ذات بعثته التي جاء بها، كتابات المؤرخين: نعوم شقير ومحمد سعيد القدال ومحمد أبو سليم عن تاريخ الخرطوم ومنشورات الإمام المهدي، هذه بعض مراجع اعتمدت عليها الرواية، لكن في الأدب لا يمكنك أن تقوم بعمل إحالات مباشرة. إنما تستقي المعلومة والمناخ العام.
*هل لديك مشروع أدبي، باعتبار أن الرواية وثيقة مجتمعية، فقد وثقت في رواية (الكونج) للحاضر وربطت شوق الدرويش الماضي بالحاضر مع اختلاف الرؤة والبناء في الحالتين؟
– هذان قسمان مختلفان من المشروع، فمشروع القرية يختلف عن المشروع التاريخي، مشروع القرية أحاول أن أقدم فيه عالماً متماسكا متكاملاً. ربما سيظهر ذلك مع الرواية القادمة.
*البعض يرى أن الراوي في شوق الدرويش راوٍ عليم وقال ما أراد قوله وأفرغ رؤاه في محاولته لنقد العصر الذي عاشت فيه هذه الشخصيات. مما أخل بالسرد وحوله إلى محاكمة من طرف واحد ما رأيك؟
– هذه طرائق سردية يدور حولها سجال قديم. لقد قال بعض الأصدقاء الروائيين أن الراوي العليم قد مات إلى الأبد! وذلك تفضيلاً لطريقة الراوي الذاتي، أنا أختلف مع هذه الرؤية، أنا أرتاح جداً للكتابة بصوت الراوي العليم، وأعتبر أنه يحجم الكاتب من إقحام نفسه ورؤيته الشخصية في العمل، وهو ما يفعله بصوت الراوي الذاتي، لكن هذا اختلاف مشروع. فمن يحبذ طريقة سردية سيرى أن الأخرى مخلة بالسرد. أنا أعتبر الراوي العليم هو الأقدر على عرض تعدد الأصوات.
* استلمهت فترة المهدية فى شوق الدرويش ما هي الصعوبات التي واجهتك في ما يخص المراجع التاريخية؟
بخصوص المهدية لم تكن هناك مشكلة، لدي اطلاع أعتبره مرضياً على تاريخ المهدية ووثائقها الأصلية، وما كتب عنها في الأصول التاريخية. لكن خلفيات الشخصيات الأجنبية اقتضت بحثاً أطول. احتجت أن أقرأ عن حكم الملك أوتو الأول في اليونان والثورة عليه في 1862 – وليس هناك كثير متوفر عنه بالعربية على الإنترنت – لأدقق في منطقية هجرة الأسرة لمصر. كذلك البحث في التاريخ الاجتماعي المصري كان مرهقاً، فبرغم توفر المراجع فأنت لا تعلم بدقة أين ينبغي أن تبحث.
*هل اطلعت على كتاب الدكتور عبدالرحمن الغالي (المهدية: قراءة في رواية شوق الدرويش)..؟
– دعيت من قبل الصالون الثقافي لحضور تدشين كتاب د. الغالي في القاهرة، وقد تشرفت بالحضور، وألقى الإمام الراحل الصادق المهدي كلمة أظنها نشرت بعد ذلك على نطاق واسع، لكن بالتأكيد أنا أختلف مع مدخل د. الغالي للعمل نفسه، ربما هذا له علاقة بتصورات متضادة لنا عن الأدب. فيومها لما قلت للدكتور الغالي إن العبارات التي ترد على لسان شخوص الأعمال الروائية لا تعبر عن الكاتب، وكان د. الغالي قد جمع في كتابه جملة جملة ما ورد على لسان شخوص أوروبية أو لسان الراوي العليم من وجهة نظر هذه الشخوص في تحقير الشخصية السودانية، تعجب ودفع بأن عبارات شخصيات رسالة الغفران تعبر عن أبي العلاء المعري. فهذا يوضح المواقف المتباعدة أصلاً في رؤية الأدب.
أذكر في 2009 في خضم معركة مصر والجزائر بسبب مباراة كرة قدم، نشرت إحدى الصحف الجزائرية مقاطع من قصة نيران صديقة للروائي علاء الأسواني، بها سباب للشخصية المصرية على لسان شخصية أميركية. وروجت الصحيفة أن هذا هو رأي الأسواني في أهل بلده، كان ذلك مضحكاً جداً.
وأيضاً تعرض الروائي المصري أحمد ناجي للمحاكمة والسجن بسبب عبارات وردت على لسان راوي روايته استخدام الحياة، شهد له في المحكمة جمال الغيطاني وصنع الله إبراهيم ليشرحا أن الكتابة الأدبية عمل خيالي لا يمكن أن يحاسب روائي فيها على ما تقوله شخوص أعماله، لكن هو قدر الروائيين دائماً، لذلك ظل الطيب صالح ينفي عن نفسه طول عمره تهمة أنه مصطفى سعيد.
إنها معركة قديمة ضد الخيال.
* لنتوقف عند علاقتك مع مجموعتك القصصية (النوم عند قدمي الجبل) هل توازي مكانتها مكانة شوق الدرويش؟
(النوم عند قدمي الجبل) هي مجموعتي الثانية، وإصداري الثالث. كُتبت أغلب قصصها في ذات الفترة التي كتبت فيها (شوق الدرويش) وهو شيء متعب، الانتقال من حالة لحالة. والتنقل بين نوعين من أنواع الأدب. لكن كانت هناك التزامات نشر أجبرتني في النهاية على إنجازها.
المجموعة لم تحظَ بقراءة كشوق الدرويش، وهو أمر قد يزعجني على المستوى الشخصي. فأنت في النهاية تكتب ليقرأك الناس، لكني أقدر اهتمام الناس غالباً بالرواية على حساب القصة، كما أنه من العسير أن تنافس نفسك بعملين يفصل بين تاريخ نشرهما أسبوعاً واحداً، فسوء حظ المجموعة قد يجعلني أنحاز لها من باب النصرة، لكن بالتأكيد فإن الأهم من تقييم الكاتب هو تلقي القراء، ظل الطيب صالح يعتبر مريود عمله الأجمل، بينما أصر القراء على تقديم موسم الهجرة إلى الشمال.
* حدثنا عن (سيرة أمدرمانية) ؟
– تلك مجموعتي البكر، كُتبت ما بين 1997 و2008 عام نشرها. هي تجربة مهمة بالنسبة لي، فصدور عملك الأول هو الذي يدشنك ككاتب، بعد وضع اسمك على غلاف مطبوع لا تعود الأمور كما كانت بالنسبة لك. حتى وعيك وأسلوبك يصبحان مؤهلين للتطور.
* إلى مدى شكلت طفولتك نصوصك السردية؟
– طفولتي شكلت علاقتي الكلية بالسرد. كنزي الأول كانت جدتي لأمي، الحاجة بتول بابكر الريح، الجدة النموذجية كما يمكنك أن تتخيلها، بشلوخها، وشفتها السوداء، وابتسامتها المشرقة، الجدة التي تمتلك مفاتيح متعة الحكاية. هي من تعرف ما حدث لهيلوة وأمهاتها السبع، وجرقاس الكلب الذي شرب البحر، وتميز بين محمد ود السرية ومحمد ود العربية، وهي من تعرف لماذا أحب محمد فاطمة.
كنت طفلاً وحيداً لأبوين مثقفين. أب – بحكم عمله السياسي – لديه مكتبة تاريخية وقانونية، وأم محبة للأدب تقتني نجيب محفوظ والطيب صالح وإحسان عبد القدوس، فتسلقت مكتبة أبي صعوداً من أحاجي جدتي، وكان هذا في مدينة أم درمان، المدينة القائمة على الحكايات والقصص والأخبار.
لكني – بشكل ما – ما زلت منجذباً لحكايات جدتي، فأرتاح لكتابة الواقعية السحرية، ستجد هذا في روايتي (الكونج) ومجموعة (النوم عند قدمي الجبل)، وحتى إخلاص العاشق في (شوق الدرويش) ربما أخذته عن أحاجي جدتي.
* هل التجربة الشخصية الحياتية يمكنها أن تخلق عالماً إبداعياً؟
– هذا سؤال مشكل، ربما يحدث أن يبدع شخص بدون تجربة حياتية، قد يحدث، وقد يكون للمرء تجربة حياتية ثرة، لكنه يعجز أن يخلق منها عالماً إبداعياً، ربما يستخرج من تجربته عملاً إبداعياً، لكن هل ينجح في خلق عالم كامل؟ حقيقة لا أعرف.
لكني مؤمن أن التجربة الحياتية مهمة، ربما ليست شرط صحة، لكنها ضرورية، على الأقل للاستمرار خاصة أني غير ميّال للكتابة الذاتية المتمحورة حول الكاتب وشخصه، فللخروج من هاوية الذاتية عليك أن تكون واسع التجربة، عشت ورأيت وعرفت حينها يمكنك – حين تحكي – أن تخرج من نفق التحدث عن نفسك لبراح التحدث عما حدث على صعيد التقنينة.
* يحكى عن زمن الرواية اليوم، وعن “لا زمن الشعر”، الى متى يعود هذا الرأي، إلى رواج الروائية أم إلى تراجع الشعر؟
– يقولون هذا عن الرواية والقصة، ولا أفهمه، فللقصة وجودها في كل العالم، أليس مونرو حصلت عل نوبل عن كتابتها القصصية، أما الشعر فهو في السودان – على ما أظن – يغلب الرواية والقصة، المزاج السوداني مزاج شعري، وهذا يظهر حتى في الكتابة الروائية من حيث الاحتفاء باللغة وتطريزها، ربما حتى على حساب الموضوع والحبكة.
وعن نفسي فلست رجل شعر، لذلك لا أقدر أن أحكم على تراجع الشعر عالمياً أو تقدمه على الرواية.
*من المؤلفين ترك بصمة فيك؟
– وكيف يمكن أن تقرأ لأي كاتب – كبُر أو صغُر- ولا يترك فيك بصمة؟ ما لم تكن مقلداً فأنت لن تقدر أن تصطفي من الفسيفساء الأدبية التي تشكلك بصمة خاصة لكاتب لما صدرت روايتي الكونج قال الروائي المصري أحمد صبري أبو الفتوح عنها: “هناك عدد من الأدباء يقفون على حافة هذا العمل ويبتسمون”.
لكني ما زلت شديد الإعجاب بثلاثة خلبوا لبي، ماركيز، ومحفوظ، والطيب صالح.
* هل الرواية كتابة بالفطرة أم صنعة ثقافية؟
– الحكاية – وأنا أعتبرها الجزء الأكبر والأهم في الرواية – فطرة. التقاط الحكاية الممتعة من زخم تجاربك، وإجادة حكايتها هو فطرة. يقولون إن الأشياء تحدث لمن يستطيعون حكايتها، لكن إجادة كتابة الرواية هو صنعة. فالرواية ليست حكاية خام، إنما هي جهد إبداعي يصنع من الخام عالماً حياً على الورق.
* هل تعاني من قلق وهاجس عند الشروع في الكتابة؟
قلق وهواجس وتوتر، حتى أصبح شخصاً لا يطاق، ربما أكثر من حالتي المعتادة كشخص صعب المعشر، أنت تشرع في خلق عالم. الكتابة بها لذة الخلق متعة تكوين الشخصيات. الإحساس بها تصويرها والتحكم في مصيرها، الشخوص تتحرك داخل رأسك وتتعارك وتضحك وتبكي، هذا الشعور مع ما فيه من غرور وانتفاخ ذات يضطرب داخلك مع قلق “ماذا لو فشلت؟”، “هل سأحكي حكايتي هذه بشكل يعجب القارئ؟
كيف يمكن ألا تنتابك الهواجس وأنت تحس نفسك متحكماً في المصائر ككاتب.
* ما الذى تسعى اليه من خلال كتاباتكم؟
– هدف واحد؟ هناك أهداف عدة، خلف مشروع الكتابة كله، أو خلف عمل معين، لكن دعني أقل لك أن الهدف الأهم عندي هو أن أحكي حكاية ممتعة.
أي شيء غير هذا هو أمر نسبي، أن تطرح روايتك أسئلة أو لا. أن تقدم منظوراً مختلفاً عن العالم والأشياء أو لا تفعل. هذه أمور نسبية. لكن الثابت الرئيس هو أن يصل القارئ للصفحة الأخيرة وهو يحس بالمتعة.
لذة الحكي، نشوة القص لا تستهن بهما كهدف.
* البعض يرى أن الطيب صالح سقف الرواية السودانية؟
– لا أعتبرها أزمة رغم أنه من المستحيل – منطقياً – أن يصل إنسان الى مرحلة لا يتجاوزها الاتين بعده، لكن فقط دعنا نقل إن التنافس غير ضروري هل دافنشي هو سقف الفن الإيطالي؟ هل توقف المصريون عن الكتابة لأن محفوظ هو سقف الأدب المصري؟ لماذا يجب أن أتفوق على أستاذنا الطيب أو أكون دونه؟ هل يقرأ الناس الأدب السوداني للبحث عمن هو أفضل من الطيب؟ ليس دورنا أن نتجاوزه، دورنا أن نكتب ونقدم أدباً ممتعاً جميلاً. بعدها فليكن فوق سقف الطيب أو دونه.