د. حسن محمد صالح يكتب: وداعا جيرزيلا الطيب
وعلي ذلك قس
د. حسن محمد صالح يكتب: وداعا جيرزيلا الطيب
غادرت الدنيا ((دار العبور والمفر)) الي دار(( الخلود والمقر))
واحدة من بنات السودان الكريمات المخلصات(( جيرزيلا الطيب)) . ونقول بنت السودان لانها اقترنت باحد علماء السودان وكواكبه النيرة البروفسير العلامة عبد الله الطيب المجذوب. وكانت كل شئ في حياة الرجل منذ ان التقت به وهو طالب علم في انجلترا في اربعينات القرن الماضي فقد اوته في غربته ونصرته في دينه ودنياه وكانت بارة باهله (( اخوانه واخواته وبني اخوانه واخواته)) وكل من له حق علي البروفسير.
. لازمت جيرزيلا البروفيسر الراحل في مرضه المتطاول حتي وافاه الاجل المحتوم وبقيت من بعد ذلك في داره ومنواله. مهتمة بتراثه العلمي الوفير وكانت تريد اعادة طباعة كتابه المرشد في فهم اشعار العرب كما قال الدكتور الصديق عمر الصديق مدير معهد البروفسير عبد الله الطيب. الذي قال ان جازديلا قالت له نريد ان نقوم باعادة طباعة المرشد بتدشينه في احتفال ضخم بفاعة الصداقة بالخرطوم.
رحلت جيرزيلا اليوم الجمعة ٢٠ مايو ٢٠٢٢م وتمت مواراتها الثري بمقابر حلة حمد بالخرطوم بحري في موكب مهيب يقوده مدير جامعة الخرطوم البروفسير عرديب والمدير الاسبق للجامعة البروفسير احمد محمد سليمان ومدير معهد العلامة بروفيسر عبد الله الطيب وعدد من اساتذة الجامعة. وشارك في تشييع الراحلة جارزديلا الدكتور عبد الباقي عبد القادر الزبير عضو المجلس السيادي ممثلا للمجلس السيادي القومي الانتقالي. وحضر السادة الختمية واقاموا حلقة ذكر علي روح الفقيدة كما حضر السادة المجاذيب. وفتحت جامعة الخرطوم بيت الضيافة ببري لاستقبال المعزين في رحيل الفقيدة العزيزة..
جيرزيلا معناها جوهرة الاسلام. وقد ظلت مع شعب السودان وفية له ((العهد بالعهد)) وضمها ثراء هذه الارض الطيبة الي جوار زوجها البروفسير عبد الله وشقيقتهفي ارض النيل العظيم وقد بكتها دامر المجذوب والتميراب وبري حيث جيرانها
رحم الله العالمة جارزديلا فهي مختصة في فن الرسم ولها لوحات مميزة وكانت ترسم زوجها الراحل في اوضاع محببة لها وتناديه عبد الله بقليل من العجمة اللطيفة فهي بنت الفرنجة وعاصمة الضباب لندن ولكنها نالت شرف الانتماء للسودان فهي سودانية مئة بالمئة يدل علي ذلك تشيعها وجنازتها التي تقاطر لها السودانيون وغابت عنها السفارة البريطانية بلدها الاصلي الذي تركته الي غير رجعة رحم الله جيرزيلا. واسكنها فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا. انا لله وانا اليه راجعون