علاء الدين محمد ابكر يكتب ✍️ التسعة طويلة الحقيقيين
يشن البعض هجوم علي المهمشين الذين اجبرتهم ظروف البلاد الاقتصادية علي ممارسة السرقة المسلحة او مايعرف بتسعة طويلة والتي باتت تتمدد كل يوم وتتخذ عدة اساليب والسبب الرئيسي في تفشي هذه الظاهرة هو الظلم من جانب الحكومة مع هيمنة اصحاب الاموال المكدسة علي الاسواق بالتحالف مع التجار الجشعين الذين لايملكون ضمائر تشعر بمعاناة الناس وان افعالهم الاجرامية تلك لامثيل لها بين العصابات علي مستوي العالم فحتي عصابات المافيا في اوربا لديهم جوانب انسانية فنشاطهم ينحصر في نطاق غسيل الاموال والجريمة المنظمة وليس التلاعب بقوت الشعب وفي ايطاليا كان للمافيا هناك ادوار بطولية ابان الحرب العالمية الثانية في دعم المقاومة الايطالية ضد نظام الزعيم الفاشي موسوليني
ولكن اصحاب الاموال المكدسة هنا في السودان لاهم لهم الا العبث والاستعراض باقامة الحفلات الغنائية والموسيقية ومع ظهور ظاهرة خطيرة وهي جلب مطربين وممثلين من خارج السودان بغرض الفشخرة وشوفوني كان بالامكان ان تساهم تكاليف تلك الحفلات في دعم الخبز او العلاج او حتي في انشاء مشاريع تساعد علي استيعاب هولاء التعساء الذين كانوا جزءا اصيل من ثورة ديسمبر حيث كانت امالهم معلقة عليها بان تعمل علي تحقيق العدالة الاجتماعية واعادة توزيع الاموال المستردة عبر لجنة ازالة التمكين علي جميع فقراء شعبنا ولكن بعد ان اصاب الثورة الاختراق عبر الانتهازيين دب الياس والاحباط في نفوس هولاء المهمشين خاصة بعد تطبيق الحكومة لسياسة رفع الدعم التي جعلت المواطن يعاني من الجوع والفقر والبطالة وحقيقة لا نعرف لماذا اتفقت (قحت وحمدوك والمكون العسكري) علي تمرير تلك السياسة الاقتصادية القاسية علي شعب خرج اساسا احتجاج على رفع ثمن قطعة الخبز من واحد جنية الي اثنين جنية
ان قيام اصحاب الاموال المكدسة باستفزاز مشاعر الناس باقامة الحفلات الغنائية والموسيقية في ظل الظروف المعيشية الطاحنة التي يعاني منها عدد كبير من المواطنين يستجوب التحقيق من جانب الحكومة في اسباب انتشار الجريمة والاجابة لاتحتاج الى جهد كبير وهي غياب العدالة الاجتماعية بعدم التوزيع العادل للثروة بين الناس فاذا كانت الحكومة تظن ان الاكتفاء بمخصصات السلام للمناطق التي كانت تشهد الحرب مع تجاهل ارجاء البلاد فان ذلك يعد قمة الظلم فهناك العديد من المناطق بالسودان تعاني من الفقر والبطالة والفساد في الشمال والعاصمة والشرق والوسط اضافة الي الغرب المحتقن اصلا
ان البلاد تحتاج الي اجراء تعداد واحصاء سكاني شامل لمعرفة عدد السكان والموارد ومن ثم اعتماد نظام ضريبي جديد ليشمل حصر كل اصحاب الاموال المكدسة والمطربين ولاعبي كرة القدم والسماسرة مع انشاء هيئة رقابة عامة لمعرفة المتهربين من دفع الضرائب عبر مراقبة المكالمات الهاتفية ومعرفة حركة الاموال ومن ثم انشاء مشاريع كبري لتشغيل المواطنين المهمشين والفقراء والعمل علي اعادة الدعم الحكومي للوقود في المواصلات العامة والغاز والخبز والعلاج عبر التامين الصحي بتلك الطريقة يمكن الحد من ظاهرة تسعة طويلة المقدور عليها ولكن يبقي اصحاب الاموال المكدسة هم التسعة طويلة الحقيقين طالما يستغلون تلك الاموال المكدسة في الفساد والعبث في بلاد تعاني اساسا من الفقر والبطالة وشبح الانهيار