دعوة الآلية الثلاثية… الدخول في وحل الأزمة
العدل والمساواة: الآلية تحتاج إلى منهج أكثر عدالة وحيادية
الأمة القومي : رغم الجهود المبذولة ما زال الهدف بعيداً
الشعبي: نسبة نجاح الآلية أكثر من فشلها ومن يهتفون ضدها يخافون ملاقاتها
تقرير: الخواض عبدالفضيل
تباينت رؤية القوى السياسية السودانية التي انقسمت بين الرفض والقبول وأخرى وضعت شروطاً للجلوس للحوار تتمثل في إنهاء حالة الانقلاب، ويرى مراقبون غير متفائلين فشل عمل الآلية لكونها لن تذهب بالحوار إلى الأمام ما لم يكن الحوار سوداني ـ سوداني.. في ذات السياق هاجم رئيس حركة جيش تحرير السودان الآلية وجزم بفشلها، فهل ستصدق توقعات نور هذه المرة أيضاً بعد فشل (3) تجارب رفضها الرجل أبرزها الشراكة والتفاوض مع العسكر؟
الأمة القومي: رغم الجهود المبذولة ما زال الهدف بعيداً
ورهن الفريق صديق إسماعيل نائب رئيس حزب الأمة القومي خلال حديثه لـ(اليوم التالي) نجاح الحوار الذي تديره الآلية الثلاثية بتوفير مقومات أبرزها توافق تام بين أطراف الآلية الثلاثية خاصة وأن هنالك اختلاف في وجهات النظر وتباعداً في الأهداف الكلية بين الثلاثة مكونات وتابع: حتى الآن لم يتفقوا مع القوى السياسية السودانية حول الرؤى الكلية لأهداف المشروع ولفت البعض يفكر بأن هذا المشروع يحقق مكسب لليونتامس من أجل أن تثبت وجودها في المسرح السياسي السوداني وبعض القوى السياسية الوطنية تبحث عن توافق يخرجها من الأزمة السياسية الوطنية الخانقة وأشار الى أن هنالك تباعد كبير بين الطرفين ولا يمكن تجاوزه في وقت قريب وزاد أنه بالرغم من بذل جهود من كل الأطراف داخلياً وخارجياً إلا أنه ما زال الهدف الأساسي بعيد المنال، وأردف: إن لم تتوافق القوى السياسية يجب على الآلية أن تعلن فشلها في التوافق داخلياً وخارجياً، وطالب صديق أطراف الآلية بإخطار المؤسسات التي كلفتهم بالفشل من أجل إيجاد آلية وحلول أخرى.
العدل والمساواة: الآلية تحتاج إلى منهج أكثر عدالة وحيادية
فيما اعتبر محمد زكريا الناطق الرسمي لحركة العدل والمساواة وعضو الحرية والتغيير الميثاق الوطني في حديثه لـ(اليوم التالي) أن الحوار دون شروط حل للاحتقان السياسي وقال إن الآلية الثلاثية دليل على اهتمام القوى الدولية بالشأن السوداني سيما وأنها حريصة على لقاء معظم القوى الفاعلة في الانتقال الديمقراطي وشدد على ضرورة استصحاب الانتقادات والملاحظات التي يتم إبداؤها بين الفينة والأخرى لجهة أن الشفافية من عوامل النجاح خاصة مع أطراف العملية التفاوضية وأن تتشكل من قوى ثورة الحية بلا استثناء عدا المؤتمر الوطني، وتابع قائلاً: الآلية الثلاثية تحتاج إلى منهج أكثر عدالة وحيادية لتمثيل عادل لكل الفئات يراعي التنوع والجغرافية وقال إن المشهد معقد وبه تقاطعات أيدولجية فكرية واجتماعية خاصة مشيراً إلى أنها عملية تحمد للآلية لها في حال النجاح وإن لم تصل الى مقاصدها ليس ملامة، وإنما القوى السياسية بمختلف مكوناتها المدنية والعسكرية والمجتمعية.
الشعبي: نسبة نجاح الآلية أكثر من فشلها
بحسب د. كمال عمر المحامي الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي في حديثه لـ(اليوم التالي) قال إن الآلية الثلاثية دخلت عندما عجز السودانيون في الجلوس مع بعضهم بعد تعقيد المشهد السياسي وانسداد الأفق والحل السياسي بالإضافة الى هيمنة العسكر بالقوة العسكرية على مفاصل السلطة في الدولة، وأكد أن نسبة نجاح الآلية الثلاثية أكثر من فشلها واتهم تياراً بالعمل على فشل دور الآلية بدعوى الحفاظ على السيادة، والعمل مع العسكريين وقال: من يرفعون شعارات معادية للبعثة لديهم مصلحة في الانقلاب وتابع: نحن ليست لدينا مصلحة في الانقلاب، لكن مصلحتنا في التحول الديمقراطي، لذا نحن نعمل مع البعثة من أجل إنجاحها وأضاف أنه طوال جلوسنا مع البعثة وجدنا ليس لديها منحى للتدخل في سيادة السودان لجهة أنها أتت للمساعدة في الحوار، وزاد: الذين يهتفون ضد البعثة الأممية باتوا متخفين من أجل ملاقاة البعثة وهم عدد كبير واعتبر ذلك نفاقاً سياسياً وأكد عمر أن الآلية قربت وجهات نظر القوى السياسية قبل الحوار وزاد أن ملامح الفشل تكون إذا القوى السياسية السودانية تتخندق في أفكارها ولا تقبل الحوار فضلاً عن أن الحوار ترياق وعلاج للاصطفاف الأيدولجي وذاهب في علاج قضايا السودان وليس الأحزاب ويجعلها تقدم مصلحة السودان فوق الاعتبارات الحزبية لافتاً الى أن الأحزاب والقوى السياسية التي جلست مع البعثة جلها تتحدث عن مصلحة السودان وأن لا وصاية على الحوار السوداني ونوه الى أن البعثة أحيت النزعة القومية والسيادية للسودانيين وما ذهبت فيه الآلية الثلاثية سيحقق وفاقاً وحواراً سودانياً ـ سودانياً بعيداً عن التدخل .
الناصري: لا أرى فرص نجاح للآلية الثلاثية
وطبقاً لساطع الحاج رئيس الحزب الناصري لـ(اليوم التالي) أنه لا توجد فرص نجاح للآلية الثلاثية عازياً ذلك الى تفكك وانقسام القوى السياسية السودانية على تفسها وأنه من شروط النجاح أن تكون القوى السياسية متماسكة وأهدافها واضحة سيما وأن القوى السياسية في السودان غير متماسكة ومتشظية بالتالي لا يمكن للآلية أن تصل بجناح واحد الى بر الأمان ما يجعل فرص النجاح تكاد غير مرئية وتابع: الفرص الحقيقة على النجاح في أن الحركة السياسية السودانية عليها أن توحد نفسها وتقيم تجاربها السابقة من أجل الوصول الى رؤية مستقبلية جديدة وجزم أنه بغير ذلك لا يكون هنالك مخرج حقيقي ستظل الحلول عبارة عن حلول مؤقتة أو مسكنات لا تعالج المشكلة لذلك، ولدينا قناعة من خلال الآلية الثلاثية لن يصل السودان الى مفتاح الحل النهائي للأزمة السياسية في السودان، وأرجع حل الأزمة بوحدة القوى السياسية سيما وأنها منقسمة حرية وتغيير الميثاق الوطني من جهة والحرية والتغيير المجلس المركزي وقوى سياسية أخرى وآراء مختلفة وتجاذبات في ما بعضهم فضلاً عن غياب المشروع القومي الوطني.
محلل سياسي: المبادرة الأممية لن تعبر بنا إلى التحول الديمقراطي
وقال الكاتب والمحلل السياسي دكتور أبوبكر آدم عبد الكريم في حديثه لـ(اليوم التالي) إن اختيار اسم الآلية الثلاثية غير موفق ومن الأفضل أن يكون الاسم آلية الحوار السوداني ـ السوداني لجهة أن نجاح الآلية الثلاثية في ظل الظروف الاستثنائية شبه معدومة نتيجة لغياب التوافق بين المكونات السياسية المختلفة خاصة الحرية والتغيير وحزب الأمة والشيوعيين، وبعض منظمات المجتمع المدني بجانب لجان المقاومة وغيرها لأنها ليست على قلب رجل واحد بالإضافة الى إقصاء قوى مؤثرة والتعامل مع أطراف تتسيد المشهد وأضاف، آدم أن الآلية لن تستطيع أن تخرج بتوافق تام يعيد التماسك السياسي وإعادة الأمن والاستقرار للسودان مع وجود بعض التحفظات من جهات مؤثرة تم إبعادها كالإدارات الأهلية ورجال الدين وإبعاد القوى النظامية كالجيش والشرطة وأردف: المشهد يعطي انطباعاً أن الصورة القادمة ليست واضحة وبها كثير من الغموض وأكد أن الآلية لن تستطيع المساهمة في التحول الديمقراطي في ظل الظروف المعيبة التي تمر بها البلاد.
خبير تفاوض: عبدالواحد لديه شروط قاسية وتعجيزية
وذهب الخبير في ملف التفاوض والمحلل السياسي اللواء د. الأمين مجذوب في حديثه لـ(اليوم التالي) أن الحركات المسلحة غير الموقعة على سلام جوبا تستثمر في الخلافات بين كل المكونات والموطنين وأصحاب المصلحة بالأخص مجموعة عبدالواحد الذي يتحدث عن حوار سوداني ـ سوداني في الخرطوم وقال مجذوب إنها دعوة حق أريد بها باطل باعتبار كل المفاوضات التي عرضت عليه داخل وخارج السودان لم يستجب لها ووصف شروط عبدالواحد بالقاسية والتعجيزية يتحدث فيها عن التعويض الفردي جازماً بأن كل المباحثات والأجندات التي طرحت تتحدث عن التنمية المتوازنة في كل أقاليم السودان بما فيها دارفور ونوه الى أنه في اتفاق جوبا تم تخصيص مبلغ (750) مليون دولار سنوياً لمدة عشر سنوات لإعمار دارفور ومضى في حديثه: لذلك أرى أن عبدالواحد يريد أن يعيش زعيم حركة وقد يكون ليس لها وجود مؤثر على أرض الواقع رغم وجودها كجيوب في أعالي جبل مرة وولاية وسط دارفور، لكن لا يكون لها الوجود العسكري الذي يمكنه من قيادة معارضة حالياً وتابع: التعود على زعيم حركة واستقباله في دول أوربية وعلاقات مع منظمات دولية وإقليمية ربما العودة الى السودان ستنقص منه الكثير من الناحية النفسية والشخصية، أما من الناحية التأثيرية فقد تكون هنالك أجندة لدول أخرى تريد أن تستخدم الرجل وحركته في الضغط على السودان في المرحلة القادمة وتابع قائلاً: هذه العوامل التي تتعلق برفضه سواء أن كان في دعوة النظام السابق أو حمدوك أو اتفاق جوبا للسلام أو دعوة الآلية الثلاثية للحوار وقطع بأن الرجل لن يستجيب لأنه يرى أنه يستفيد أكثر إن ظل زعيم حركة يتحرك في هذا الإطار.