محمد حامد جمعة نوار يكتب خطاب كرتي هنا يبرز الفرق بين السياسي المحترف والهاوي
توقعي أن خطاب كرتي الذي تجاوز الإنغلاق في مرارات ماضي ما حدث . بل قدم رؤية نقدية لمعالجة الأزمة الإقتصادية ميزانية الركابي وأقر بوجود أخطاء خاصة في جزئية إختيار الأشخاص مع مؤشرات أوصلت الرجل الى أن النهاية في الأفق وهي النقطة التي تشير ربما الى بروز تيار من القيادات الإسلامية رتبت ملعب رديف وربما تطبيق إحتياطي (هذا لم يقله لكن الحديث ربما يرمي اليه) وبالتالي حينما حدث ما حدث وربما بتعجل اللجنة الأمنية لم يتفأجأ كرتي ومجموعته وان كان حديث الرجل ربما يشير الى أنهم ضد التوقيت وليس مبدأ الإزالة للنظام .
الرجل خاطب الجيش والمكون العسكري بلغة واعية ولم يتخاشن مع الأطراف الخارجية التي له تواصل معها وهذا موضوعي بإعتبار انه كان وزيرا للخارجية وقطعا له منافذ وصول لكابينة أكثر من دولة سواء مباشرة او عبر وسطاء .
اللقاء بالجملة ممتاز من حيث الأفكار والإخراج وجوانب العرض الفنية والتجهيزات التي لا تقل عن ظهور قيادات تنفيذية حاكمة وسياسية متنفذة . واما في رسائله فقد وزع أوراقها بالتساوي دون شطط او تخوين او عنتريات . وحتى خطابه للشارع المناهض وللإنقاذ إتسم بالإحترام في اشارته للشباب الذي خرج في الثورة ولاحظت ان الرجل لم يتحاشى تعبير ثورة على خلاف إستايل بوك بعض الاسلاميين وتلك التوصيفات وهنا يبرز الفرق بين السياسي المحترف والهاوي . كما انه تحدث بنبرة هادئة وواثقة ستنعش معنويات المواليين من الإسلاميين وتخفض تضجرات اهل الإستياء منهم وأما الرسالة الأهم ومن مستخلصات الخطاب المسؤول للرجل أن كثير من الجهات الخارجية ستنظر الى هذه الكتلة السياسية بعين إعادة الفحص والتقييم هذا وإن كنت أعتقد ان ظهور كرتي نفسه بهذه الرسائل ضمن مصفوفة تجهيز بعلم أطراف خارجية يهمها وجود تنظيم له مقدرات وقيادة تتقن الإحكام والسيطرة والتقدم في الوقت المناسب والتأخر في الوقت الأنسب .