كرتي.. هل بدلت الحركة الإسلامية جلدها؟
قال الأمين العام المكلف للحركة الإسلامية المكلف علي كرتي إنهم لا يريدون إعادة إنتاج الإنقاذ مرة أخرى وأوضح أنهم يمضون وفقاً لمتطلبات الظروف، وأشار كرتي في لقائه الأربعاء الماضي، أن الدفاع عن الإسلام يجب أن يكون دورهم مع الشعب السوداني الذي قال إنه قام بما لم تقم به الحركة الإسلامية برفضهم المساس بمؤسسات الدعوة والقرآن الكريم وأضاف: “وهو ما كنا نراهن عليه”. وقال إن الحركة الإسلامية منفتحة وأن هنالك مراجعات ما زالت تخضع للتشاور، مبيناً أنه في انتظار انفتاح الأوضاع وتسليم الحركة لمن يقودها، وأضاف كرتي أن الظروف أبقتني في هذا المكان وأنهم خلال الفترة الماضية قاموا بتأهيل الشباب لقيادة الفترة القادمة. هذا الظهور آثار جدلاً كبيراً في الساحة السياسية وحرك البركة الساكنة.
محمد عجيب: الإسلاميون لديهم قناعات بهذه المراجعات
يرى المحلل السياسي الدكتور اللوء محمد عجيب في حديثه لـ(اليوم التالي) المراجعات التي تحدث عنها كرتي من منظوره كأمين عام للحركة الإسلامية وتابع أن الحديث عن المراجعات في الحركة الإسلامية تحدث عنها فور سقوط نظام الإنقاذ بعد 11 أبريل 2019م، بل كان هنالك حديث قبل السقوط بفترات طويلة وزاد أن حديث الإسلامين جميعاً عن المراجعات يتمحور عند القيادات والقواعد في انحراف المسار عن الحركة الإسلامية وما هي أسباب الانحراف الذي يتلخص في السلطة التي امتلكتها الحركة الإسلامية لذلك ظهر الانحراف وبهذا كان لابد من المراجعات مضيفاً أن التقديرات التي اتفق عليها علي كرتي وبقية الإسلاميين أن السلطة وصولجانها تأتي بأصحاب الأغراض، ومن ثم ينسحب أصحاب القضية ويتقدم أصحاب الغرض.
حسن الترابي تحدث قبل المفاصلة بين الإسلاميين عن الانغماس في السلطة والمال أحسب حديث كرتي لم يخرج عن هذا الإطار وزاد أن الإسلاميين لديهم قناعات بحاجة لهذه المراجعات والغريب في الأمر من يتكلمون عن المراجعات هم الذين غرتهم السلطة ومنهم علي كرتي نفسه كان وزيراً للخارجية ووزير دولة ونوه الى أن المراجعات هي للدخيلين على الحركة الإسلامية الذين غرتهم السلطة وليس للأصيلين فيها كذلك المراجعات للذين كانوا يؤمنون بمبادئ الحركة ولم يصمدوا أمام صولجان السلطة انحرفوا عن المسار وانحرفوا بالحركة الإسلامية وأحسب هذه تقديرات علي كرتي عن مراجعات الحركة الإسلامية وتابع: واحدة من نجاحات الحركة الإسلامية وتفوقها في انتخابات 1985م كان في صدق المبادئ التي يريد علي كرتي الرجوع اليها.
أما تجربة الإنقاذ فمنذ البداية وحتى النهاية انتهجوا منهج الأحزاب في التغول داخل الجيش لكن الإسلاميين برعوا في ذلك وخدعوا الناس ونجحوا في ذلك حيث التجانس بين العساكر الإسلاميين عالي التنسيق واحد والبرنامج واحد وتابع: لكن بعد دخول ضعاف النفوس أصبحت الصراعات محتدمة لحكم الإنقاذ وحصلت المفاصلة زائداً في الآونة الأخيرة تخبط البشير في مرة يقول خرجت من المؤتمر الوطني وأنا على مسافة واحدة من كل القوى السياسية ويولي ضباط الجيش لبعض المناصب وزاد أن واحدة من أسباب سقوط الإنقاذ هي الصراعات الداخلية وعلي كرتي استطاع أن يرسل رسائل دون أن يتحدث عن الأسباب الحساسة ونجح في أن يطلق الحديث في عموميات دون أن يظهر الحقيقة وقدر يخفي كثيراً من التفاصيل التي قد تعتبر من الأسرار عن تجربة الإسلاميين أو الحركة أو في حكم الإنقاذ.
أبوبكر عبد الرازق: إذا كان كرتي صادقاً في المراجعات هذا شيء إيجابي
قال القيادي بالمؤتمر الشعبي أبوبكر عبدالرازق في حديثه لـ(اليوم التالي): إذا كان كرتي صادقاً في كلامه عن المراجعات فهذا شيء جميل لأي حزب سياسي أو غيره أن يحدث قدر من المراجعات لكل مرحلة زمنية وأكد على أن تكون المراجعات ثقافة حزبية خاصة في دورات الانعقاد ترفع التقارير وتقيم وتراجع في كل الدورات نحو رأي جديد تتجاوز فيه الآراء القديمة مشيراً الى أن فترة المراجعات يجب أن تكون كل فترة من السنوات بالقدر الذي يكون موضوعياً للفترة التي خلت ويكون هذا العمل إيجابياً، لكن كرتي لم يدعي أن هنالك مراجعات قد تمت قدمت للرأي العام وتابع: من المهم أن تتم مراجعة فترة الإنقاذ التي تعتبر تجربة الحركة الإسلامية لذلك تجربة الإنقاذ يجب أن تصطحب مع تجربة الحركة الإسلامية وأشار الى أنه عندما تمت المفاصلة تمت مراجعة السنوات العشر التي خلت وخرج شيخ حسن بكتابين لتقييم التجربة وتم إدراح بعض المراجعات شكل برامج إيجابية وأدبياتنا ولكن على المؤتمر الوطني المحلول أن يعمل مراجعات لفترة الثلاثين عاماً وأضاف أن عملية الانفتاح على القوى هو المطلوب بين كل الأحزاب حتى يحصل اندماج وإجماع وطني وظللنا ندعو له في المؤتمر الشعبي منذ أن كنا قوى الإجماع الوطني ومنذ المفاصلة وندعو حتى بعد التغبير حتى رفضنا التحالف مع أي حزب حتى لا يفهم التحالف ضد بقية الأحزاب وفي نفس الوقت جعلتنا نرفض الانصمام الى التيار العريض ونحدث اصطفاف إسلامياً، ولذلك نحدث اصطفاف لكل أهل السودان من خلال وفاق وطني شامل يجعلنا ننفتح على كل القوى السياسة وكل القوى تنفتح على بعضها البعض من أجل صياغة السودان بتشكيل دستور في حد أدنى وقاسم مشترك أعظم يصب في مصلحة البلد ويريه للتحول الديمقراطي.
مصعب محمد علي: حديث كرتي في سياق العودة للمشهد
فيما قال مصعب محمد علي أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين لـ(اليوم التالي): حديث كرتي يأتي في سياق العودة للمشهد مرة أخرى للساحة السياسية وهو ما قد يحسب في إطار المراجعات التي يقوم بها الإسلاميون، ظهور كرتي في هذه الفترة يرسل العديد من الرسائل لعل أهمها رسالة للإسلاميين بترتيب قواعدهم مرة أخرى والدخول في المشهد السياسي في البلاد، وحديثه عن أنهم سيكونون منفتحين على أي قوى يوضح أن هناك تغييراً في الخطاب وأن الخطاب القديم لم تعد له فاعلية وهو ما قد يجعل التيار الذي يقوده أن يدخل في تحالفات جديدة يكون لها الأثر في الواقع، وهذا الظهور يحسب في إطار ترتيب الأوراق.
الحرية والتغيير: تمت مراجعة الحركة الإسلامية من الشعب السوداني
وقال القيادي بالحرية والتغيير عبد الناصر علي الفكي في حديثه لـ(اليوم التالي) ثورة ديسمبر ٢٠١٩م مسارها واضح إسقاط طغمة الإسلام السياسي وقدمت التضحيات والفداء الآن السلطة الانقلابية تعيد الكيزان للخدمة المدنية بعد أن طالهم قانون إزالة التمكين الشارع الثوري سيقطقهم جميعاً وكرتي واصل حالة التوهان والدوشة لأزمة ما يسمى بالحركة الإسلاموية تمت المراجعة من الشعب السوداني، بأنهم لا مستقبل لهم، بعد أن باع مقدرات الوطن من أجل سلطة وتمكين شمولي استمر ٣٠ عاماً.
المجلس المركزي الحرية والتغيير بكل قواه السياسية والمطلبية والشارع الثوري الرافض للانقلاب العسكري ٢٥ أكتوبر يرفض أي نوع من التواصل مع النظام المخلوع الذي قرر الشعب مصيره الى مزبلة التاريخ وسيطالهم قانون العزل السياسي والتقديم للعدالة.
الآن بقرار الثورة والثوار أصبحت حركة اجتماعية تمارس بين المقابر والمناسبات الاجتماعية لأن الشارع الوطني والثوري هو مكان الفعل السياسي لا وجود الا للقوى الثورية السودانية الديسمبرية.