الزبير نايل يكتب: نملك كل شي ولكن لا شي
لا أظن أن هناك شعبا على ظهر هذا الكوكب يتنفس السياسة كما الشعب السوداني لكن بلا نتائج ، حتى باتت رديف الأوكسجين في حياته، وليس هناك من مجلس الإ وأمسكت السياسة بخناقه ، ومن غريب أمرنا أننا نتوسع في الاهتمام بها لدرجة مناقشة وضع التاميل في سيرلانكا أو مصير ثوار الساند نست في نيكارغوا ، وقضية ثقب الأوزون، لكن مشاكلنا التي تحت أرجلنا تتناسل كل يوم ونحن أمامها عاجزون، شاهدت تقريرا يجلب الهم والغم عن أزمة المياه في الخرطوم ، العاصمة التي يطوقها النيل كقلادة من كل جانب وينسرب في مفاصلها لكن لهاتها متيبسة وحلقومها جاف ونحن رعانا الله ننشد في أمسيات مدينتنا شعرا فخيما ينثال فخرا وتيها :
عندنا ما ليس بالميسور عند الناس.. صحراء وغاب
عندنا النيل.. نبيلٌ.. في وفاء الشمس والعهدُ رضاب
نعم عندنا نيل نبيل وكريم يتمدد في أرضنا تمدد الأحلام عند العشاق، لكن ما ليس عندنا هو العزيمة التي تدلق هذا الخير الدافق في حلوق هذا الشعب، لأن ساستنا العظام جففوا حتى ضفاف النيل بشجونهم الصغيرة والتغاضي عن هموم الوطن، حالنا يطابق حال ذلك الشاعر العدمي عندما أنشد لحظة استبهال:
كأننا والماء من حولنا … قوم جلوس حولهم ماء
الأرض أرض والسماء سماء … والماء ماء والهواء هواء