شغف السودانيين بكرة القدم.. شواهد تاريخية على سحر قديم

شهدت المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا بين ريال مدريد الإسباني وليفربول الإنجليزي، ليلة السبت، التي توج بها الفريق الملكي بعد فوزه على الريدز بهدف وحيد، اهتماماً لا تخطئه الأعين.
فحالة الهياج التي أصابت المتفرجين، المشاعر المتناقضة، التأرجح بين اليأس والرجاء، التفاعل المتعاظم مع مجريات المباراة المصيرية، طرح تساؤلا من أين جاؤوا بكل هذا الشغف؟!
أحد أصحاب أندية المشاهدة بالخرطوم قال لـ”العربية.نت”: “في الأعوام الأخيرة، صارت مباريات دوري أبطال أوروبا، الدوري الإنجليزي والدوري الإسباني تحوز على معدلات مشاهدة عالية، وبدرجة أقل مسابقات الدوري الإيطالي، الألماني والفرنسي”.
وتحظى مباريات الأندية الكبرى كريال مدريد، برشلونة، ليفربول، مانشستر سيتي ومؤخراً باريس سان جيرمان بتفاعل أكبر. وأضاف: “المشجعون أصحاب أمزجة مختلفة، فالبعض يمنح اهتمامه إلى نجم بعينه وينخرط في مناصرته وتشجيعه ويقل اهتمامه بالنادي إذا رحل، أو اعتزل كعشاق ميسي مثلاً”.
ويمضي محدثنا ليقول: “بالنسبة لكأس العالم والأمم الأوروبية والإفريقية فتحظى بمشاهدة ضخمة كالعادة، ولدينا برامج خاصّة لعشاق المونديال، حيث نحرص على تجديد الاشتراك وتهيئة المكان منذ وقت طويل لاستقبال “العرس الكروي”.
ويشير إلى أن الشباب يُشكِّلون الغالبية العظمى من المتابعين وتجدهم يحفظون أسماء النجوم وجنسياتهم ومراكزهم داخل الملعب، بالإضافة لأسماء المدربين، بل حتى أسماء الاستادات الشهيرة.
الصحافي الرياضي البارز معاوية الجاك قال لـ”العربية.نت”: إن شغف السودانيين بالدوريات الأوروبية يُعد انقياداً طبيعياً لثقافة عامة، وهذه الثقافة تقف خلفها بعض المؤثرات مثل النقلة الكبيرة على مستوى التقنية الحديثة التي ربطت العالم ببعضه وأتاحت الفرصة للفرد متابعة ما يريد وهو على فراشه عكس السابق، حيث كانت متابعة الرياضة العالمية من رابع المستحيلات.
أيضاً هناك تطور كبير في تقديم لعبة كرة القدم بطريقة ممتازة على الصعد كافّة، ابتداءً من البث الفضائي وليس انتهاءً بتطوُّر الملاعب، وهذا تقف خلفه شركات الرعاية الضخمة.
ويضيف الجاك: هناك أسباب إضافية للاهتمام بالدوريات الأوروبية تتمثل بالتراجع الكبير لكرة القدم داخلياً سواء بالبِنيات التحتية أو على مستوى اللعبة نفسه، وتخلف القوانين المنظمة وتردي إدارات الأندية.
الشواهد التاريخية تؤكد أن شغف السودانيين بالساحرة المستديرة قديمٌ، بالإضافة إلى أن السودان من مؤسسي الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “كاف” مع مصر وإثيوبيا. واستضافت الخرطوم أول بطولة للأمم الإفريقية في 1957، فقد شهد منذ وقت مبكر زيارات لأندية عريقة، ففي 1956 زار البلاد هونفيد المجري في عهد أساطيره بوشكاش وبوجيك وهيديكوتي، ويعتبر نادي هونفيد في فترة الخمسينات أحد أفضل الأندية طيلة تاريخ كرة القدم.
وفي 1973، زار السودان نادي سانتوس البرازيلي بقيادة الجوهرة بيليه وكارلوس البرتو. وفي 1982، زار البلاد نادي ليفربول الإنجليزي في أول زيارة لدولة إفريقية ليلعب مباراة واحدة أمام منتخب الخرطوم.

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...