في ظل فشل الحلول وغياب الرقابة ارتفاع أسعار اللحوم، والضأن يقفز إلى (3600) جنيه بالعاصمة


في وقت تضاربت فيه الأنباء حول إيقاف صادر “الهدي” السوداني من قبل السلطات بالمملكة العربية السعودية، شهدت أسواق اللحوم بالداخل ارتفاعاً ملحوظاً رغم التوقعات بانخفاضها.
وكشفت جولة لـ(اليوم التالي) عن ارتفاع كيلو ـ الضأن إلى 3600 جنيها بدلاً عن 3400، فيما بلغ سعر كيلو العجالي 2600 جنيهاً بدلاً عن 2400 جنيه.
وفي كل مرة ترتفع فيها أسعار اللحوم تُعلن جهات مختصة في حماية المواطنين أبرزها “الجمعية الوطنية لحماية المستهلك” حملة لمقاطعة اللحوم والاستعاضة عنها بالبغوليات، إلا أن كل تلك الدعوات طيلة سنوات خلت تذهب أدراج الرياح، ليعصف الارتفاع المضطرد للأسعار بالمواطنين وخاصة الشرائح الضعيفة.

6 أسباب ورأء ارتفاع أسعار اللحوم
وعزا تجار التقت بهم الصحيفة الارتفاع إلى 6 أسباب رئيسية أبرزها: عدم وجود رقابة على الأسواق بجانب عدم دعم الحكومة لعمليات الإنتاج خاصة فيما يتعلق بأسعار العلف والتي اعتبروها مرتفعة جداً وتحرير سعر الوقود الذي أثر بدوره على قيمة النقل والترحيل، إضافة إلى ارتفاع تكلفة فاتورة الكهرباء.
وحمل التاجر صلاح الدين عمر وهو صاحب محل لتوزيع اللحوم الحمراء بسوق الديم ـ الحكومة أسباب فوضى الأسعار في الأسواق، مشيراً إلى أن البيئة الحالية طاردة، وقال عمر لـ(اليوم التالي): الوضع الذي نعيشه الآن كارثي فالسوق لا توجد به ضوابط خاصة فيما يتعلق بالسعر عند عمليتي الشراء والبيع في آنٍ واحد مما يمثل ذلك خطراً على التجار أنفسهم.
وتابع صلاح: “الحكومة رفعت يدها عن القطاع بشكل كامل وهي السبب في فوضى الأسعار وذلك بعدم وضع تسعيرة أو وجود أدنى رقابة حتى تساعد التجار والمواطنين خاصة الشرائح الضعيفة والتي أضحت غير قادرة على شراء حتى كيلو جرام من اللحوم بسبب ارتفاعها بصورة مضطردة”.

متلازمة الارتفاع
وأشار صلاح الدين عمر إلى أن “قفة الملاح” أضحت تكلف نحو 5 آلاف جنيه، بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج وقيمة الترحيل مما يضطر التجار إلى رفع الأسعار حتى دون سقف تفادياً للإعسار أو الملاحقات بسبب المديونيات فيتحمل المواطن جميع الفاتورة، وأضاف: نحن كأصحاب ملاحم نعاني من كل الأسباب التي ذكرتها لك مما يقودنا إلى رفع أسعار اللحوم.
وبحسب صلاح فإن سعر كيلو اللحمة الضأن ارتفع إلى 3600 حيث كان في السابق 3400 أما العجالي فارتفع إلى 2600 بدلاً عن 2400، فيما ارتفع سعر الكيلو الصافي إلى 3500 بدلاً عن 3300 فيما بلغ سعر كيلو اللحمة المفروم 3500 فيما كان سعره سابقاً 3300 جنيه.
فيما يقول التاجر أمير مبارك ـ صاحب محل بيع لحوم، لـ(اليوم التالي) إن سبب ارتفاع أسعار اللحوم بصورة عامة يعود إلى القوة الشرائية الأجنبية وارتفاع طلبها بسوق اللحوم السودانية، ويضيف في إفاداته: “التصدير يتم عن طريق العملة الصعبة (الدولار) وبذلك يتم رفع أسعارها تلقائياً بسبب ضعف قيمة العملة المحلية مقابل الأجنبية”، ويشير أمير أيضاً إلى أن أحد أسباب ارتفاع قيمة اللحوم حالياً يكمن في دخول فصل (الصيف) والذي بدوره يؤثر على عمليات التخزين وتعرض السلعة للتلف بسبب ارتفاع درجات الحرارة وقطوعات الكهرباء ما يضطر التجار إلى رفع قيمة السلعة لتعويض الخسائر، علاوة على عدم تمويل الحكومة لزراعة الأعلاف بجانب ندرة الوقود في بعض الأحيان وارتفاع أسعاره، وشدد على ضرورة تدخل الحكومة في القطاع تفادياً لحدوث أزمة.

الإيجارات والكهرباء واللحوم البيضاء
من جانبه قال التاجر عبد الحكيم أحمد لـ(اليوم التالي) إن السبب الرئيس لارتفاع ـسعار اللحوم هو الجهات المسؤولة الرقابة، فأصبح كل تاجر يبيع بالمبلغ الذي يراه، وأضاف: من الأسباب أيضاً ارتفاع سعر الكهرباء كان في السابق الفاتورة لا تتعدى 500 جنيه، أما الآن فتفوق 2000 يومياً فهذا صرف عالٍ بجانب ارتفاع الإيجار والرخص التجارية وهذا يتحمله صاحب المحلمة، وتابع: “على الرغم من ذالك لا توجد قوة شرائية”.
وفي سياق آخر كشف تجار لـ”اللحوم البيضاء” عن تسجيل السلعة لارتفاع موازٍ لسوق اللحوم الحمراء، وقال التاجر علي فتحي لـ(اليوم التالي): إن سعر كيلو الفراخ ارتفع إلى 2100 جنيه من 1800 جنيه، وعزا ارتفاع الأسعار إلى عدة أسباب أبرزها “ارتفاع سعر جوال الذرة من 15 ألف إلى 30 ألف جنيه”.
فيما ارتفعت أسعار “الأسماك” إلى 3300 جنيه لكيلو البلطي بدلاً عن 2500 جنيه، وبلغ سعر كيلو الفرايت 4200 بدلاً عن 4 آلاف جنيه، وبلغ سعر كيلو خشم البنات إلى 5 آلاف بدلاً عن 4 آلاف.
ورد نادر خالد ـ وهو صاحب محل لبيع الأسماك ـ أسباب ارتفاع أسعار السلعة إلى تغير المناخ وارتفاع تكاليف الترحيل.

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...