إلغاء الطوارئ… هل كافٍ لانطلاق الحوار؟

 

 

الفريق صديق: الآن تحققت شروط الرافضين إلغاء الطوارئ

عسكوري: البلد تتطلب أن تكون بها حالة طوارئ

عادل خلف الله: حالة الطوارئ لم تفرض لمهددات حقيقة لسلامة أراضي السودان


أصدر مجلس السيادة، مرسوماً بإنهاء حالة الطوارئ بكل أنحاء السودان بعد ساعات من توصية مجلس الأمن والدفاع برفع الطوارئ وإطلاق سراح المعتقلين ضمن إجراءات تهدف لتهيئة الظروف المواتية لإطلاق حوار ينهي الأزمة السياسية. وكان قائد الجيش السوداني الجنرال عبد الفتاح البرهان أعلن عن فرض حالة الطوارئ ضمن قرارات أخرى عقب الانقلاب العسكري الذي نفذه أواخر أكتوبر الماضي.

المعز حضرة: يجب إلغاء كل القرارات المصاحبة لحالة الطوارئ

قال القيادي بالحرية والتغيير الأستاذ المعز حضرة لـ(اليوم التالي): الطوارئ هي حالة استثنائية وإنهاء قرار الطوارئ هو تصحيح لخطأ ارتكبه من أصدر هذا القرار لأنه لا يملك الحق وليس له مبررات لإعلان حالة الطوارئ وهو يعتبر خطأ وتابع: من يخطئ ويصحح خطأه لا يشكر وإنما يقال له لقد أخطأت وخير الخطاءون التوابون ويجب عليه التوبة عن ما فعله وأن يقوم بإلغاء كل القرارات التي صدرت بموجب هذا الأمر كالاعتقالات وما شابه ذلك، وزاد: يجب معاقبة كل من تسبب بضرر من خلال هذه الإجراءات وإلغاء كل الأوامر المصاحبة لحالة الطوارئ كالسلطة المطلقة وإلغاء سلطات صلاحيات جهاز الأمن وهكذا يكون تصحيح الخطأ لمن ارتكب هذا القرار، وأضاف: من يريد تهيئة المناخ يجب أن يلغي كل قراراته، الحرية هي حق وليست منحة يتكرم بها من يشاء، وأكد أن حالة الطوارئ حالة استثنايئة لا يلجأ لها إلا بمبررات وأسباب وجزم بأن البرهان غير مفوض بحسب الوثيقة الدستورية أن يقوم بإعلان حالة الطوارئ لأن الطوارئ تفرض بطلب من  رئيس مجلس الوزراء وتعتمد من مجلس السيادة كاملاً ولا يعتمدها شخص ولا يطلبها شخص واحد، وشدد أنه لم تكن هنالك مبررات لإعلان حالة الطوارئ، وبالتالي هي أخطاء متراكمة يجب أن تلغى جميعها، ونوه الى أن الثقة أصبحت معدومة مع السلطة القائمة لأنها هزمت مراراً وتكراراً ومن يفقد الثقة في شخص مرة ومرتين وثلاث يبقى من الصعب الثقة فيه ثانياً، ومن نقض المواثيق والعهود إن كان يريد الناس أن يثقوا فيه فيجب أن يعيد السلطة لأهلها ويعيد كل السلطات التي منحها له انقلاب 25 أكتوبر ويعيد السلطة للمدنيين، هذا يمكن أن يكون من باب حسن النوايا ولكن لا أظن أن تعاد الثقة مرة أخرى، مضيفاً: فقدان الثقة بعد ـكثر من ثلاث مرات ويقبلها شخص تبقة من الغباء.

تحققت شروط الرافضين إلغاء الطوارئ

من جهته قال نائب رئيس حزب الأمة الفريق صديق محمد إسماعيل في حديثه لـ(اليوم التالي): من الوضع الطبيعي أن تكون الأوضاع عادية وخالية من القيود المتعلقة بالشأن العام ومصالح العباد وحركة الإنسان والحريات وتقييدها يجب أن تكون خالية من كل قيد، في نفس الوقت قال هنالك ظروف استثنايئة تفرض مثل هذا الواقع وأضاف: يبدو الآن القائمون على الأمر وصلوا الى قناعة بأن الأمور مستقرة ويجب أن تعود الى وضعها الطبيعي ونوه الى أن إلغاء حالة الطوارئ تحية من القائمين على الأمر ويجب أن ترد بأحسن منها ونحاول أن نستثمر هذه الفرصة خاصة مع إطلاق سراح المعتقلين لتحقيق التوافق الذي يمكنا من العبور من الأزمة السياسية السودانية كاملة وإعادة السودان إلى منصة الفعل الدولي الحقيقي. وتابع صديق: واحدة من الحجج التي كان يتحجج بها الرافضون هي الطوارئ رغماً عن ذلك لم نرَ لحالة الطوارئ أي دور حيث لم يكن لها أي فعل، إنما كانت قرارات ولم تفعل والآن أصبحت غير موجودة لأنها كقرارات ألغيت ولفت الى أن كان الناس ينادون بإلغاء آثار انقلاب 25 أكتوبر، فالآن هذه إزالة كاملة كواحدة من أكبر الآثار التي يقف عندها الناس وقال: يجب أن نستثمر جميعاً هذه الفرصة لتوحيد الجبهة الداخلية من أجل سودان حر وطليق ليلعب دوره الأساسي في المحافل الدولية والإقليمية مؤكداً أن هذه مطالب من رفضوا لتهيئة المناخ، والآن قد تمت الاستجابة لهم وأكد أن  والمجتمع الدولي ينادي بمثل هذه القرارات والآن اتخذت هذه القرارات بالتالي أصبح الطريق ممهداً للتوافق حتى تنطلق مسيرة إعادة إدماج السودان في محيطه الإقليمي والدولي والبيوتات الاقتصادية لتحقيق الرفاه لشعبه.

عادل خلف الله: الطوارئ لم تفرض لمهددات سلام السودان

في ذات الإطار استنطقت اليوم (التالي التالي) المهندس عادل خلف الله الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي والقيادي بالحرية والتغيير المجلس المركزي مؤكداً أن فرض حالة الطوارئ تدبير اتخذته سلطة الانقلاب بفرضية توطين سلطتها لتمكين دكتاتورية أمر واقع ومصادرة الحريات وعبرت عنه بانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان شملت اعتقالات إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين السلميين مما أدى إلى ارتفاع نسبة الشهداء بما قارب المائة شهيد وإصابات بأسلحة يعتقد أنها محظورة دولياً كما وصفته لجنة الأطباء وتابع: واحدة من المطالب تهيئة الظروف ليس لحوار مع سلطة الانقلاب، وإنما لتوفير شروط أفضل لانتقال سلمي ديمقراطي يمكن الجماهير من التعبير السلمي دون التعرض لمصادرة حقوقها بالرصاص.

مشيراً الى أن حزب البعث العربي الاشتراكي أمن على أن هنالك مطالب عبارة عن حزمة متكاملة تضمن الإجراءات المتعلقة بإطلاق سراح كافة المعتقلين دون قيد أو شرط، ثانياً: كفالة الحق في التعبير السلمي وحماية المتظاهرين، ووقف الإجراءات التي اتخذتها لجنة عضو المجلس السيادي الفريق إبراهيم جابر التي أبطلت جزافاً كل قرارات لجنة إزالة التمكين  واستعادت بموجبها جزءاً من مكتسبات ومقدرات ومؤسسات وأصول الدولة السودانية، وأشار الى أن هذه حزمة ومطلوبات للانتقال السلمي الديمقراطي. ولفت عادل خلف الله الى أن إلغاء حالة الطوارئ هي تجزئة لمطلوبات قدمت كحزمة واحدة الغرض منها كما طلبنا تهيئة شروط أفضل للانتقال السلمي الديمقراطي وليس للحوار أو التفاووض وزاد: ما اتخذ من قرار هو إرجاع لإجراءات طبيعية رفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح المعتقلين ليس منة ولا هدية، الوضع الطبيعي للإنسان أن يكون له الحق في التعبير في التنظيم والاعتقاد هو حق تم إرجاعه لذلك لابد أن ترجع الأمور الى ما قبل 25 أكتوبر، وأكد خلف الله في ظل حالة الطوارئ شهدت البلاد أكثر مرحلة صعبة مرت بها في تاريخها غياب كامل لسلطة الدولة حيث شهدت الحالة الأمنية تراجعاً غير مسبوق وما تزال حتى الآن في الولايات المختلفة موجودة  هذا يؤكد أن حالة الطوارئ لم تفرض من أجل مهددات حقيقية لسلامة أراضي السودان وسيادته مضيفاً: واحدة من المكاسب التي حققها الحراك السلمي في السودان هزم فرضية ضعاف الإيمان بالديمقراطية الذين ظنوا أن القوة العسكرية هي القادرة بسط الأمن والاستقرار.

 

البلد تتطلب أن تكون بها حالة طوارئ

من جانبه قال علي خليفة عسكوري القيادي بالحرية والتغيير التوافق الوطني لـ(اليوم التالي): لقد ارتضينا هذه الخطوة من حيث المبدأ وإن كانت أوضاع البلد تتطلب أن تكون بها حالة طوارئ خاصة وأن البلاد تعاني من هشاشة امنية وغيره وتابع: القضية أصلاً مع الحرية والتغيير المجلس المركزي يضعون شروطاً وهو تهرب منهم لعدم الجلوس في الحوار وليست شروطاً موضوعية وزاد: الآن أصبحت الكرة في ملعبهم بالاستجابة لشروطهم للحوار، ولفت الى أن المطروح ليس بمفاوضات وإنما هو حوار بين القوى السياسية السودانية مشيراً الى أن هذا حوار وطني شامل وزاد: أتوقع مرة أخرى من الرافضين للحوار الخروج ثانياً باشتراطات جديدة لأن موقفهم المبدئي رفض الحوار، لكن دعونا نرى ردة فعلهم، ونفى أن يكون إلغاء حالة الطوارئ نتيجة لضغوط البعثة الأممية وجزم بأنه ليس هناك إنسان له المقدرة الضغط على السودان سواء محكوم بعساكر أو مدنيين لا نقبل أي ضغوط على السودان ولماذا يضغطوننا نحن دولة ذات سيادة وهذا صراع داخلي سوداني، وأشار الى أن أحزاب الحرية والتغيير المجلس المركزي لديهم هذا الفهم المغلوط بأن الأمم المتحدة من حقها فرض إملاءات على السودان وشعبه هم يريدون ذلك، وأضاف أن فكرتهم الأساسية العودة الى السلطة لأنهم غير مهتمين باستقرار البلد ولا حال المواطن، وأضاف: تعزيز الثقة لا يحتاج الى رفع الطوارئ لأن الثقة مفقودة مع مكون واحد ومفتعل لأنهم يقابلون العساكر خلف الكواليس، ومن ثم يطلعوا من خلال الميديا يتنكروا وهي مشكلة وأصبحت مواقفهم ضبابية يتحدثون في الغرف المغلقة بلسان وفي الميديا بلسانٍ ثانٍ وهي واحدة من المشاكل لأنهم لا يمتلكون الشجاعة ويعلنون عن مواقفهم ويريدون السودان رهينة لإرادتهم وهذا الحديث غير مقبول ومرفوض.

 

إلغاء الطوارئ كان شرطاً لانطلاق الحوار

ويرى الدكتور الفاتح عثمان الخبير والمحلل السياسي لـ(اليوم التالي) أن   قرارات الفريق أول عبدالفتاح البرهان بإلغاء العمل بقانون الطوارئ وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين هو إجراء طالبت به الجبهة الثورية وآلية الوساطة الثلاثية الدولية إضافة لبعض القوى السياسية باعتباره شرط ضروري لتهيئة الأجواء لإطلاق حوار سياسي سوداني بين القوى السياسية السودانية بشكل عام وبين المدنيين والعسكريين وهو الحوار الذي يعتبر شرطاً جوهرياً لإنهاء حالة الانسداد السياسي الحالي.

وبالرغم من تخوف بعض المشفقين من استفحال حالة الانفلات الأمني بعد إيقاف العمل بقانون الطوارئ الا أن الشرطة التي تم تحسين مرتبات منسوبيها قادرة على حسم التفلتات الأمنية ويمكن للقوات النظامية المختلفة معاونة قوات الشرطة في الحالات الطارئة حتى في حالة إيقاف العمل بقانون الطوارئ.

          
قد يعجبك ايضا
تعليقات
Loading...