هواجس(سوشيال ميديا)وطموحات الدولة الرقمية وإصلاح الحال
د.عبدالسلام محمد خير
جوالك فى جيبك فأنت على موعد مع خبر(مفاجأة)!..اللهم إجعله خيرا..الناس سئموا التكرار،يترقبون جديدا وخيرا فى كل حال،خاصة وقد تمددت(سوشيال ميديا)فجعلت المفاجآت متاحة،بل(عادية)!..ليت المفاجأة يوما وللذكرى والتاريخ تكون(غير عادية) تنهي حكاية(مافى وجيع)من الداخل التى كرستها مبادرات بلا عدد وبلا نتيجة حتى الآن، غير واحدة أمكن التوافق حولها وهي(إستحسان المبادرات مادامت من أهل البلد)!.. شاهدت مواطنا فى طرف الشارع يعلق على ذلك فيذكرك بحكاية(نقعد نقوم على كيفنا)!..نعدها نتيجة أخرى لصالح المبادرات مفادها أن صوت المواطن(مؤثر) وأن رسائل الشارع(مبشرة)بينما تضج الكواليس بما يشغل الناس ويصدمهم..وهم(مش ناقصين)!.
مسؤول خرج يستدرك خبرا له،فألقى باللوم على وسائل التواصل لأنها أخرجت كلامه من سياقه فمس فئات عزيزة منتجة من المجتمع وأضر بسمعتها!..العهد بالتصريحات أنها تراعي الحصافة ومشاعر الآخرين..ثم إن الحذر واجب،عليك بلسانك وصورتك وتاريخك،ففى الجيوب جوال،وهناك(إعلام جديد) خارج سيطرة الدولة،لا يتربص بك لكنه لا يحميك من أخطائك..هذه الحالة قد تتكرر،والحجة المقنعة هي الرجوع لنص التصريح لإبدال الشك باليقين..الآن عالميا سوشيال ميديا(إعلام الدولة والمجتمع)-معا، والتصريحات موثقة للمحاسبة وقد تعرض لها رئيس دولة كبرى كما شهد العالم..يجب أن تتهيأ الدولة لهذ الوضع الأعلامي النافذ(فورية،مصداقية،ومسؤولية)أيا كان تصنيفه،إعلام أم تواصل..التعاطي مع المعلومات الصحيحة ضرورة لإشاعة(اليقين) فى المجتمع..إن نيران الغضب لا يطفئها إلا اليقين.
(اليقين)مفتاح التعامل بأمان مع الآخرين ومع(سوشيال ميديا)وهى تتمدد فى المجتمع والدولة،كإعلام غالب وغلاب، والبعض لا يراه إلا متربصا فيتجنبه..كيف نتجنب سلبياته ونكسب مزاياه،ونصل لليقين فى كل أمر شائك؟..تلك هي القضية..إن الناس تستفزها الأخبار الزائفة والاشاعات وخطاب الكراهية..لا علاج إلا باليقين،تصنعه المعلومات الصحيحة والنوايا المخلصة..اليقين من بعد الشك هو الترياق لتطبيع الأوضاع مع(سوشيال ميديا)التى برغم فوائدها الجمة تشيع القلق والهواجس جراء حصاد الألسنة فى فضاء مفتوح و(على كيفه)!.
العالم يبحث عن علاج فلا يرى غير التداوى بالتى كانت هي الداء!..الإتجاه نحو تطبيع العلاقات مع الإعلام الجديد،فلا القانون وحده يجدى ولا سلطة،بدليل ما حدث لدول،كانت فأصبحت!..المطلوب حراك تنويري يحذر من الإستهانة بالسلبيات،توطيدا لعوامل الأمان..ومن المهم أن تنتظم دوائر البحوث والجامعات بحثا عن وسائل الأمان ومزايا الإستخدام مما يصون خصائص المجتمع كقائد للدولة بما فطر الله الإنسان عليه كأساس لإعمار الأرض، فميزه(بالعقل)و(الوجدان)ليحسن فعله.
وسائل التواصل تفرض نفسها على الأحداث الجارية جميعها بما فيها المبادرات والإمتحانات والعملة الوطنية والعلاقات الخارجية.. تتمدد(بأفعالنا)- خيرا،أو خلاف ذلك.. فإلى أين تمضى مصائر البلاد وقد أحاطت بها الأبصار والمآرب عبر الإعلام؟..للإعلام الوطنى دوره الحتمي،تعززه الوصفات الرابحة،التى تعول على القيم ومحصنات الأجواء من تقلبات الأمزجة بسبب التباعد والتنازع وإنهاك الهوية..هناك تحديث للإعلام.. يحدثونك عن القادم بجرأة ومنه(أيدولوجية الشبكات)!..وعلينا أن نفكر عبر الشبكات ما يصلح حال مجتمع معافى أصلا وفصلا، ودولة لها تاريخ وثقافة..فى فضاء مفتوح ما هو أسوأ وارد يتراءى فى مظاهر لتغيير سلوكي كارثي يتكشف،حتى إننا(بقينا نحنا ما نحنا)!.لا بالزمن كتصنيف الرائعين كابلي- تجاني،ولكن بالتباعد وحب الذات وعدم الإستثمار فى الفرص المتاحة تكنولوجيا.
تراجعت فكرة(النهضة) التى لازمت رفع العلم ثم تراءت بين طلائع الدولة الرقمية التى بشرت بها تكنولوجيا العصر، وطال الإنتظار..هل يبقى السودان رهين الفرص الضائعة،وهو المتقدم فى إمتلاك إمكانات تكنولوجيا الإتصال؟!..ليت الدولة،والحال هو الحال، تثور على نفسها فتتبنى مشروعا حاسما لرقمنة أجهزتها،لتأتى بالفرق وتزيد..مشروع لمنظومة متكاملة، بمثابة(وجيع)فى الأزمات،يعينها على حسن الإدارة،يشيع المعلومات والمصداقية والشفافية واليقين،ويعزز الخطاب العام..إن تأسيس إعلام حديث يسع الجميع وحكومة إلكترونية عينها على البلد ومستقبلها، أمر مجرب حولنا،ليس رهين موازنات ومزايدات،رهين(عقلية)حاسمة مواكبة للعصر، هدفها دولة منتجة تستطاب فى كنفها الحياة سلوكا وتفاعلا..لماذا لا؟!.
• .. مفاهيم وآداب السلوك الرقمي تتصدر المحافل..مختصون فى علم النفس التربوي أرسوا قواعد لمراعاة الظروف،إحترام المشاعر والوقت،فالناس حساسة ولها ما يشغلها(غيرك)!..تذكرت لماذا لا يرد هؤلاء،ووجدت لهم عذرا!.من يقبل العذر كسبان،وأن تجد عذرا لأخيك أمر عظيم.
• .. الجرعة الروحية متزادية اسفيريا،تحصن الأنفس من الإنزلاق على الهواء..تجنبا للإنزلاق بادرت(قروبات) بمراجعة خطابها على طريقة(ما ناقصين)!.
• .. بادرته محتجا لعدم الرد ففأجاني بأنه مر بظروف صعبة،وعاتبني(أظنك لا تتابع القروب)!..تذكرت إنه فى عصر الإتحاد السوفيتي المهيب لأنداده أعلنت مسابقة جائزتها منزل،من فاز سأل فقيل له لقد تم تسليمك،وهذه صورتك أمام المنزل منشورة فى(البرافدا)-صحيفة الدولة!..قال إنه لم يقرأها!..فكانت الطامة الكبرى:أنت لا تقرأ البرافدا؟ّ!.
• ..يقولون الماضي لا يشكل مشكلة لأحد،كذلك الذكريات على(سوشيال ميديا)..وصلني توثيق عن(فترات حلوة) مرت بثلاثة أجيال يتوسطها(جيل أكتوبر)..حياة سهلة،إيجار البيت 40 جنيها فى السنة،هنا أمدرمان، تلاوة المساء،قطار الهم،تحت الأضواء،الدانقا، سينما البلو،طقت والوادي- ألخ..(أجيال من الرائعين،تربوا على الشهامة وإحترام الكبير وتعاليم الدين والعادات الأصيلة)..وهذا ختام الرسالة(كان الله فى عون الأجيال القادمة)..نعم كان الله فى عونهم وألهمهم نعمة التفاوض و(اليقين).
• ..(كلما مضت بنا الأيام سندرك أن العطاء أجمل من الأخذ، والتسامح أنقى من الضغينة،والقوة الحقيقية رحابة الصدر)..من واتساب صديق مجرب، و(صباح خير).