مصر تعيد تأهيل منشآتها المائية مع اقتراب «الملء الإثيوبي»
تعمل الحكومة المصرية على إعادة تأهيل منشآتها المائية على نهر النيل، بالتزامن مع اقتراب إثيوبيا من الملء الثالث لخزان «سد النهضة». وقال وزير الموارد المائية والري المصري محمد عبد العاطي، أمس، إن بلاده «حريصة على متابعة الحالة الإنشائية لكل المنشآت المائية؛ للتأكد من حالتها وعلى رأسها السد العالي، وخزان أسوان القديم الجاري إعادة تأهيله حالياً وتغيير نظام التحكم في بواباته لاستخدام النظام الإلكتروني».
وتعتزم أديس أبابا بدء المرحلة الثالثة من ملء خزان السد، خلال موسم الأمطار السنوي الذي يبدأ خلال الأسابيع المقبلة، «في خطوة يتوقع أن تثير المزيد من التوترات مع القاهرة والخرطوم (دولتي مصب نهر النيل)».
ووفق مدير سد النهضة الإثيوبي، كيفلي هورو، فإن «الملء الثالث سيكون في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) المقبلين». وتتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا بشكل متقطع منذ 10 سنوات دون نتيجة، على أمل الوصول إلى اتفاق بشأن آلية ملء وتشغيل «سد النهضة»، المقام على الرافد الرئيسي لنهر النيل، بما يحد من الأضرار المتوقع أن تصيبهما.
وعقد عبد العاطي، أمس، اجتماعاً مع رئيس الهيئة العامة للسد العالي وخزان أسوان المهندس أشرف المحمدي، ومدير عام متحف النيل بأسوان المهندسة إيرين فايز، ومعاون الوزير لشؤون مياه النيل المهندس عبد الرحيم يحيى؛ لمتابعة أعمال تأهيل خزان أسوان القديم. وقال عبد العاطي إن «الوزارة حريصة على متابعة الحالة الإنشائية لكل المنشآت المائية على مستوى الجمهورية؛ للتأكد من حالتها وعلى رأسها السد العالي، وخزان أسوان القديم الجاري إعادة تأهيله حالياً وتغيير نظام التحكم في بواباته لاستخدام النظام الإلكتروني».
ووفق خبير المياه وأستاذ الجيولوجيا في مصر عباس شراقي، فإن إقدام إثيوبيا على الملء الثالث لسد النهضة الإثيوبي، سيكون له تأثير مباشر على السودان ومصر. وأضاف شراقي: «عدم مشاركة إثيوبيا للمعلومات مع دولتي المصب، سيجعل السودان حائراً بين تصريف المياه الموجودة أمام سدوده استعداداً لاستقبال الفيضان، أو الإبقاء على تلك المياه كاحتياطي في حال إقدام الجانب الإثيوبي على تخزين 10 مليارات متر مكعب من المياه أمام سد النهضة».
وتابع: «أسابيع قليلة تفصلنا عن بداية هطول الأمطار الغزيرة (أول يوليو «تموز»)، التي من شأنها تفريغ جزئي للسدود في إثيوبيا أهمها سد (تاكيزي) على نهر عطبرة، الذي يخزن 9.5 مليار م3 ليستقبل 3 مليارات جديدة، وفي السودان سد (الروصيرص) على النيل الأزرق (6 مليارات م3)، وكذلك سدا (أعالي عطبرة وستيت) (3.7 مليار م3)، وسد (خشم القربة) (0.5 مليار م3)، بينما سد (مروى) وهو أكبر السدود السودانية (12.5 مليار م3) والأقرب إلى الحدود المصرية (حوالي 1000 كم) يعمل بصورة منتظمة حتى اليوم. ازداد التفريغ منذ أيام ومن المتوقع وصول هذه المياه إلى السد العالي خلال أسبوعين».
وأوضح شراقي، في تغريدة له، أن «التفريغ من سد النهضة ما زال مستمراً من خلال بوابة التصرف الشرقية (30 مليون م3-يوم) بالإضافة إلى كمية قلية من تشغيل التوربين رقم 10، وتعمل إثيوبيا على تشغيل التوربين الثاني (رقم 9) بعد أسبوعين بعدما تعثر تشغيله مع الأول في 20 فبراير (شباط) الماضي».
وعلى هامش الاجتماع، استعرض الوزير، بحسب البيان الرسمي، أعمال تطوير المركز الثقافي الأفريقي بأسوان والنصب التذكاري لرمز الصداقة المصرية – السوفياتية، الذي يوثق الدور الروسي في تدشين السد العالي، مشيراً إلى «أن المركز والنصب التذكاري، يعتبران من المقاصد السياحية البارزة بمدينة أسوان، ويضم المركز العديد من المقتنيات التي تمثل حضارة وثقافة الدول الأفريقية وعادات وتقاليد شعوبها، كما يستعرض النصب التذكاري تاريخ إنشاء السد العالي».